2 صور

حان الآن موعد تنظيم أيامنا المتبقية في الإجازة؛ لنستقبل عاماً دراسياً جديداً بمزيد من الحيوية وكثير من النشاط والنظام، لذا تقدم لك «سيِّدتي وطفلك» طريقة إعادة تنظيم اليوم من جديد لكل المراحل العمرية المختلفة، لاستقبال عام دراسي جديد باستشارة الدكتور فياض العجمي، مستشار اجتماعي وعلاج أسري.


بعد الإجازة الطويلة قد تكون العودة إلى المدارس لها فرحة وبهجة لدى الجميع خصوصاً الأطفال، وهنا سوف نتحدث عن استقبال العام الدراسي الجديد، وما يحتاجه الطلبة من الناحية الاجتماعيّة والنفسيّة؛ لبناء علاقات اجتماعية مع من حولهم في المجتمع المدرسي، وكذلك لتغيير الروتين اليومي، والحرص على توفير النوم المنتظم والكافي، وضرورة تعويد الطلاب، خاصة الصغار على نظام المدرسة قبل بداية الدراسة، كالاستيقاظ مبكراً بصورة متدرجة عكس ما اعتادوا عليه في الإجازة، كذلك علينا أن نركز على المراحل الدراسية للطلاب، والتي تختلف كل واحدة عن الأخرى حسب الفئة العمرية.

مرحلة رياض الأطفال
عند الحديث عن طلاب رياض الأطفال الجدد على المجتمع المدرسي؛ نجد أنهم بحاجة للتهيئة وانتقالهم من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعتبر حدثاً انتقاليّاً ضخماً في حياتهم؛ إذ يشعر الطفل بفقدان الأمان الأسري بسبب ابتعاد الأب والأم عنه لعدة ساعات، وهنا على الوالدين أن يتحدثا مع الطفل بكل صدق وثقة بأنهما سيكونان قريبين من ابنهما، ويصطحبانه عند الذهاب إلى المدرسة وعند العودة لتوفير الأمان له، وإحساسه به تدريجياً، وإعطائه الثقة بنفسه لتكوين علاقات اجتماعية مع من هم في سنه، وتحفيزه على ذلك كي يصبح مسؤولاً عن تصرفاته وسلوكه، وفي هذه النقطة التي أتحدث فيها عن رياض الأطفال، لسنا بحاجة إلى تعويد الطفل على مواعيد معينة؛ لأنها أول سنة له في الدراسة.

المرحلة الابتدائية
أما أطفال المرحلة الابتدائية فلديهم طاقة عالية، وقد اعتادوا على قضاء إجازتهم إما في النوادي أو في السفر، ومنهم من أضاع ساعات طويلة أمام أجهزة لعب الفيديو، ومهما كانت وسيلة الترفيه المستخدمة في الإجازة، فحتماً هناك تغيير في مواعيد النوم، فأطفالنا أصبحوا ينامون الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً، بعدما كانوا ينامون في العاشرة كحد أقصى، لذلك ينصح الدكتور فياض العجمي، الأم باستخدام الرجوع التدريجي من خلال إيقاظ الطفل في وقت مبكر، كأن توقظه في الثامنة أو التاسعة صباحاً ولا تجعله ينام في منتصف اليوم، ومن المؤكد أنه سيذهب للفراش الساعة 12، وفي اليوم التالي توقظه في وقت مبكر عما سبق، وهكذا حتى يتم تنظيم يومه للاستيقاظ في السادسة صباحاً.

المرحلة المتوسطة
هم بحاجة إلى مراجعة دروسهم سواء الماضية أو الجديدة، والاستفادة من الطلبة المتفوقين، وتنظيم الوقت في المذاكرة والنوم والأنشطة الحياتية، كما أنهم بحاجة أيضاً إلى تنظيم ساعات يومهم ومواعيد طعامهم، ولكن من المهم جداً النظر إلى الدروس السابقة أو الاطلاع على الدروس الجديدة لتكوين فكر حولها، خاصة أننا الآن في عصر التكنولوجيا، ومن السهل استخراج المعلومات وتكوين بيانات بسهولة قصوى، وينصح الأهل هنا باستخدام كل الوسائل اللطيفة والمعاملة الحسنة لإقبال الأبناء على الاسترجاع، وذلك حتى لا يعاندوا ويرفضوا.

المرحلة الثانوية
تعتبر المرحلة الثانوية من أهم المراحل العلمية في حياة الطلبة، فهي بداية المراهقة والمرحلة النهائية وحصاد الدرجات العلمية خلال السنوات الماضية والانتقال إلى حياة جديدة، سواء الالتحاق بالوظيفة أو إكمال الدراسة الجامعية، لذلك فمن المهم جدّاً على الطلاب في هذه المرحلة أن يقوموا مسبقاً بالتهيئة الكافية لمراجعة الدروس، والاستفادة من الطلبة المتفوقين، والالتحاق في الاختبارات التي تتطلب منهم بعد التخرج من المدرسة، والاطلاع على شروط الالتحاق بالجامعات من المواقع الرسمية على الشبكة العنكبوتية، والاستفادة من خلال توجيهات الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، ومساعدته حول التخصصات المطلوبة في سوق العمل، كذلك اللجوء إليه عند مواجهتهم أي مشكلة لمحاولة مساعدتهم على حلها بالطرق العلمية والصحيحة، وعلينا أن ننمي التركيز على إكمال التعليم والاستفادة من برامج الابتعاث الخارجي لأهميته في بناء شخصيات الطلبة ومستقبلهم؛ ليكونوا أعضاء نافعين لأنفسهم ولوطنهم، فلابد أن يكون طالب الثانوي حريصاً كل الحرص على معرفة ما سيدرسه، حتى وإن لم تكن معرفته بشكل تفصيلي، وأن يكون على دراية كاملة بما يريده بعد الانتهاء من الثانوية العامة، ولابد أن يتم قضاء الإجازة في رسم الطموحات الدراسية؛ ليتم تحقيقها في العام الدراسي الجديد، كما أن طالب الثانوية العامة عليه أن ينام 7 ساعات فقط، لذلك على الأسرة أن تحرص على أن يستمتع الطالب بهذا العدد من ساعات النوم، وليس المزيد من الساعات.