بعد كتابة "قلبي ليس للبيع".. ليلى المطوع تترشح للبوكر

8 صور

استطاعت الروائية البحرينية الشابة، ليلى المطوع أن تكسر كل التوقعات؛ فقد رشحتها دار الفارابي، لجائزة البوكر العربية، عن رواية «قلبي ليس للبيع»، التي طبعت للمرة الرابعة، وهي الأكثر مبيعاً في المكتبات والمعارض في دول مجلس التعاون الخليجي.

تمكنت إحدى شركات الإنتاج الفني من شراء حقوق رواية «قلبي ليس للبيع»؛ لتحويلها إلى عمل درامي، قد نراه في رمضان القادم، رغم التكتم الكبير الذي أحيط به. إنها الروائية الشابة البحرينية، ليلى المطوع، ذات العشرين ربيعاً، والتي التقتها «سيدتي»؛ فأفردت لنا مساحة واسعة من وقتها لهذا الحوار. حول عشقها للكتابة، تقول ليلى، بدأت منذ سن مبكرة، عندما كانت تقرأ بنهم كل شيء يقع بين يديها، وأن الجمهور الخليجي عرفها من خلال نصوصها المدافعة بشراسة عن المرأة، وانتقادها للتقاليد القديمة، التي تحد من انطلاق وإبداع المرأة الخليجية.

ما العلاقة بين الإبداع وليلى؟
لا شك أن الإبداع تيمة موجودة في جميع الخلق، غير أن كثيراً منا يعجز عن اكتشافها، ومنهم من يكتشفها ويلامسها، لكنه يتوقف عند حد الاكتشاف، ودون سقاية وعناية؛ فتذبل وتموت، وبالنسبة لي، بدأ حبي للكتابة يظهر منذ الصغر؛ بسبب الكم الهائل من الكتب الموجودة في مكتبة الوالد، التي كنت أحدق فيها، وأتصفحها محاولة قراءتها، ثم بدأت أكتب مذكراتي باللغة الفصحى، ومازلت أذكر أول محاولة لي في عالم الكتابة، عندما طلبت مني المدرسة كتابة مقال عن التدخين، ووفقني الله آنذاك، وفاز المقال بالجائزة الأولى، وحصلت في ضوء ذلك على تكريم، لعله كان المحفز والمشجع لي على مواصلة الكتابة، لم أكن أسعى في يوم من الأيام لأن أكون كاتبة، كنت أعتقد أن إصدار كتاب، أمر كبير يفوق قدراتي؛ لذلك اقتصرت كتاباتي على الخواطر ورسائل الجوال وبعض القصص القصيرة التي يتم تناقلها بين الأصدقاء، حتى قالت لي أستاذة اللغة الأجنبية أثناء دراستي في دولة الإمارات، إنني ممتازة في سرد القصص، هذه الأستاذة التي أدين لها بالفضل، هي أول من نبهني لموهبتي، بعد أن ظهرت بذورها على مقاعد الدرس في البحرين.

كيف ولدت الرواية؟
قبل أن يولد أي عمل إبداعي داخل أعماق الكاتب، لابد أن يتم تلقيحه بظروف خارجية، وجاء أول عمل لي بسبب إحساسي بمعاناة صديقة لي؛ فكتبت على أمل أن تكون الرواية مجرد رسالة.

ما تأثير البيئة في الكاتب والنص؟
للمدن تأثير على حياة أي مبدع وكاتب، ومدينة المحرق العريقة ذات الإرث التاريخي الكبير، مدينتي حيثُ ولدت وترعرعت ونشأت، أنتجت مبدعين كباراً، ومازالت حتى هذه اللحظة تنتج قامات أدبية كبيرة؛ إلا أنه بحكم ابتعادي عنها وإقامتي في دولة الإمارات، لم آخذ من المحرق، سوى طريقة تآلف وتمازج أهلها البسطاء.

من أخذ بيدك؟
للأسف، المشهد الثقافي ابتُلي بعقليات مغرورة تترفع عن تشجيع المواهب الشابة والأخذ بيدها، وكثير منهم يصل به الغرور إلى حد عدم الرد على استفسارات المواهب الأدبية الشابة، وهذا الأمر أعده عقدة مرضية تحد من انطلاق جيل جديد يمتلك طاقات خلاقة. وفي مرة سألت أحد الكتاب عن وسيلة لطباعة الرواية؛ فقال لي: أنت مجرد فتاة مراهقة لن تصبحي كاتبة أبداً، ولا أجد صفة مراهقة إهانة؛ فجميعنا مررنا بهذه المرحلة، وبعد عودتي إلى البحرين، أصبحت محط سخرية البعض واستنكارهم، بسبب رغبتي في نشر كتاب.

هل تخلق المعاناة الإبداع؟
الكاتب الذي لا يشعر بالآخرين، لا ينتج في أي شيء؛ فالكتابة عملية إبداعية، تأتي بسبب إحساس الكاتب بمشاعر الناس؛ حتى وإن حاولوا إخفاءها، هو يكتب لأجل التعبير عن رأيه فيما يراه بعد أن يعجز الحديث عن ذلك، ربما تموت الكلمات التي تقال، لكن الكلمات التي تكتب، خالدة لا تموت أبداً.

أدب يحتضر
كيف تقيمين الأدب الروائي في البحرين؟
بصراحة يُحتضر، حتى بالرغم من محاولات وزارة الثقافة إنعاشه، وأعتقد أن سبب ذلك يرجع إلى أن الأدب البحريني يرغب في أن يقتل نفسه.

ماذا تشكل لك رواية «قلبي ليس للبيع»؟ وما جديدك؟
هي ابنة شرعية لي.. لم أكن أفتخر بها، وتركتها حتى تثبت نفسها بنفسها، ربما أخجل منها في أوقات وأنتقدها كثيراً؛ لأني لم أهتم بتفاصيل عديدة، وهناك تفاصيل لم أكتشفها إلى الآن، وأحاول في كل مرة أن أكتشف أمراً جديداً عنها، لكن ليس بجهودي، وإنما بجهود القراء الذين أتواصل معهم، سواء عبر مواقع التواصل، أو اللقاء المباشر.

ما التمازج في «قلبي ليس للبيع» بين الخط الروائي العربي والأجنبي؟
الحقيقة أن الرواية تتناول ثلاثة أفراد ذوي بنية نفسية حقيقية تجدها وبكثرة في المجتمع العربي، تبدأ الرواية بناهد الفتاة المغتربة القادمة من سويسرا، التي تواجه صراعاً نفسياً لتحقيق ذاتها، والتكيف مع المجتمع العربي بعقلها الذي يحمل الطابع الغربي، ولعل هذا هو الخط الرابط بين الشرقي والغربي، ثم تنتقل أحداث الرواية إلى «فيْصل» الشخصية الثانية، الذي يحمل عقل الرجل الشرقي المعقد في تكوينه، وكيف يواجه الصعوبات؛ ليثبت لوالده أنه ليس فتاة تدعى «حنان»؛ بل رجل، ويظهر بصورة الرجل العربي المتناقض الذي يطلق على الفتاة أبشع الصفات ويلقبها بالعاهرة، رغم أنه مستعد للقفز فوراً إلى فراشها ومطارحتها الغرام، ونصل إلى آخر فرد في الرواية، وهو نزار، الشاب المتهور الذي يحاول إثبات رجولته وكسر قيد العادات والتقاليد.

وبعد «قلبي ليس للبيع»؟
الحقيقة أتجه حالياً لكتابة المسلسلات التليفزيونية؛ إضافة إلى رواية جديدة ستصدر، إن أسعفني الوقت نهاية العام الحالي.