إليسا: لم تقنعني شخصيات "لو" وهذه حقيقة ما جرى مع مروان خوري

10 صور
الفنانة إليسا ليست فقط نجمة في غنائها وإحساسها واختياراتها، فأفكارها وثقافتها لهما نجوميّة خاصة لشخصية تعرف تماماً الحياة وسبل التعاطي معها. فتراها جمعت في شخصها تناقضات الحياة بتوازن دقيق. كلّ هذا يعود لتصالحها مع نفسها. فهي تعلم ما تريده وما ترفضه. غير مساومة على رأيها، لكنها قابلة لتغييره عند التماسها للحقيقة المتعلّقة بالموقف. الحوار معها متعة إن أدركت لغة حوارها. صدور ألبومها الجديد «حالة حب" كان مناسبة لزيارة " سيدتي" لإليسا في منزلها حيث أجرينا لقاءً معها حول الفن والزواج ونظرتها إلى الحياة.

بداية مبروك ألبومك الجديد «حالة حب»؟
شكراً «الله يبارك فيكي».
أغنياتي لا تشبهني تحديداً
هل تعرض إليسا أفكارها على الشعراء وهم يكتبون لها ما تريد من مواضيع غنائية؟
لا أبداً، حقيقة لغاية الآن مازال الشعراء يعرضون عليّ نصوصهم، وأنا أختار ما يناسبني، ومن ثم أترك الجمهور بعد سماع ألبومي يقرّر إن كان اختياري صائباً.
لكن رغم ذلك أغنياتك تشبهك إلى حدّ بعيد؟
أغنياتي لا تشبهني تحديداً. فمواضيع الأغاني تحكي قصص الناس، لكن الشعراء أصبحوا أكثر جرأة بطرح المواضيع عليّ وهناك شعراء يكتبون لي. فنادر عبدالله ومحمد يحيى وحتى زياد برجي يطرحون عليّ فكرة موضوع تعجبني فأشجّعهم على كتابتها. فالمواضيع الجريئة بحاجة إلى فنان جريء لغنائها.
هل تفكّر إليسا بكتابة أغانيها؟
لا ليس لديّ موهبة الكتابة. أنا أتذوّق الشعر والنثر وكل الكلام الجميل، لكن لا أعرف إن كنت بمرور الزمن سأكتب أم لا. أما حالياً، فيكفيني أن أجيد تذوّق المفردات الشعرية وأجيد اختيار مواضيع أغنياتي.
هل ثقل إليسا في الساحة الفنية مبني على محورين: محور حسن اختيارك لأغنياتك وإحساسك الغنائي والمحور الآخر أناقة إطلالتك؟
أنا لديّ حدّ أدنى من كل شيء. هذه التركيبة جعلتني في مكان في الساحة الفنية لا أشبه فيه أحداً، ولكل فنان مكانته.
من يشبهك من الفنانين من حيث الاختيار والإطلالة؟
لا يوجد أحد، فلكل فنان «ستايله» (أسلوبه) الخاص. أغنيات بعض الفنانين فيها ثقل في النص والفكرة، ولكن عندما يؤدّونها لا يعطونها قيمتها. فتقديم الأغنية للجمهور بحاجة إلى أسلوب راق. بعض الفنانين كانت لديهم أغنيات ذات قيمة فنية، لكنها لم تصل للجمهور. فضاعت قيمتها وضاع الفنانون معها.
أتى نجاح أغنية «لو» تتر مسلسل «لو» بقيمة نجاح ألبومك الجديد. ومع ذلك، بقيت أغنية منفردة لا مصير لها إذ لم يضمّها ألبومك. ما قصة أغنية «لو» حتى بقيت «شريدة»؟
ليس خطأ أن يأتي نجاح «لو» قوياً بقوّة نجاح الألبوم. فـ «روتانا» تمنّت ضمّها إلى الألبوم وعملت ما يتوجّب عليها قانونياً. وكان من المفترض أن يضمّ ألبومي أربع أغنيات باللهجة اللبنانية، منها «لو» و«تعبانة منك» التي قال كلماتها مروان خوري في لقائه في برنامج «حديث البلد»، بعدما كنت قد سجّلت صوتي عليها. وكان حينها طوني سمعان يتّصل به لإنهاء التنازلات عن الأغنية، ولكن مروان خوري لم يتجاوب مع اتصال طوني بالنسبة للأغنيتين رغم أن «روتانا» قدّمت له تسهيلات للحصول على التنازلات، غير أن مروان تجاهل كل هذا. ومن ثم أعلن على التلفزيون كلمات أغنية «تعبانة منك». بعدها، أطلعت الأستاذ سالم الهندي على رغبتي بضمّ أغنية «لو» إلى الألبوم فلم يعترض وقال لي: «اعملي التسوية التي تناسبك مع مروان خوري». فاتصل مدير أعمالي أمين أبي ياغي به واتّفقا على المبلغ الذي يريده. ثم اختفى مروان ولم يعد يرد على الاتصالات. وقد سافرت بعدها إلى لندن لإنهاء «ماسترينغ» الألبوم. ونحن ننتظر رداً من مروان، ولكنه لغاية الآن لم يرد. فـ «روتانا» عملت ما يتوجّب عليها وأكثر ومشكورة وقدّمت لي الدعم وكل ما طلبته منها. وأنا سعيدة جداً بتعاملي معها».

أصبحت أكثر نضجاً بالحب
أغنية «حالة حب»، هل هي حالة تعيشها إليسا حالياً؟
لا ليست حالتي تحديداً، إنما حالة كل فتاة. حقيقة أنا أعيش الحالة، فعندما أضع صوتي على الأغنية في الاستوديو أستعيد في مشاعري حالة حب عشتها سابقاً لكي أعطي الأغنية الإحساس المطلوب.
ماذا تغيّر بإليسا على صعيدي الحب والعاطفة؟
أصبحت أكثر نضجاً. في السابق كنت أقع بسهولة في الحب، بينما اليوم عقلي أقوى من قلبي. فقبل أي علاقة، أستطيع حالياً أن أتحكّم بقلبي وأدرس العلاقة قبل أن أقع في الحب.
عندما يتحكّم عقلك بقلبك، هل يكون ذلك أفضل وأكثر راحة لك من أن يكون قلبك هو الحاكم في أمور الحب؟
أفضل (سائلة نفسها)؟ نعم أفضل وأحسن. «أخف وجعة قلب». ثم ضحكت عالياً. (ضحكتها كانت تعبيراً عن راحتها من وجع الحب).
كونك أصبحت أكثر تعقّلاً ووعياً في الحب، هل توافقين على بعض التنازلات لإنجاح العلاقة؟
التنازلات ليست في الحب فقط. مع أصدقائك، هناك تنازلات مقبولة لتحافظي على صداقتك معهم. فكيف في الحب؟ من الطبيعي أن يحصل تنازلات، لكن أحداً لم يطلب مني مثلاً أن أترك الفن. ففي هذه الحالة أرفض.

لم تقنعي شخصيات "لو"»
ما هي المسلسلات التي تابعتها في شهر رمضان المبارك؟
تابعت «لو» و«صاحب السعادة» لعادل إمام. شاهدت «لو» لأنني أحببت أن أعرف قصة المسلسل وما يحصل في سياق حلقاته لأنني وضعت صوتي على «تتر» العمل. أما «صاحب السعادة» فحضرت حلقة منه بالصدفة، فأضحكني المسلسل وأدخل إليّ البهجة. وأنا أصلاً أحب النجم عادل إمام.
بعد متابعتك لمسلسل «لو»، ما تعليقك عليه؟
كشخصيات لم يقنعني، لأنهم حقيقة لم يظهروا لنا صورة الزوج (عابد فاهد) بأنه زوج سيّئ لكي تذهب الزوجة (نادين نجيم) إلى رجل آخر (يوسف الخال). بالعكس أظهروا لنا الزوج بصورة إيجابية وبأنه شخص رائع. بالمقابل، كانت ردّة فعل العشيق (يوسف الخال) over (مبالغاً بها). بالنتيجة، المسلسل يحكي عن حالة إنسانية وممكن لأي امرأة أن تضعف بلحظة ما وتذهب لرجل آخر لأن البشر غير معصومين عن الخطأ. المهم العودة عنه، ونادين نجيم بدورها كزوجة في المسلسل أخطأت وعادت عن خطئها.
المتعارف عليه أنك أكثر فنانة لديها عدد متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك فإن متابعيك مشهود لهم بأدبهم وانضباطهم. فهل حقاً «فانز» اليسا يشبهونها؟
أولاً، أوجّه لهم تحية من خلال «سيدتي». «فانزي» يشبهني بتهذيبه وأدبه. فأنا تعرّفت على شخصياتهم من خلال كتاباتهم وردودهم وأجدهم مهذّبين. وإذا أخطأ أحدهم بالتصرّف، أتصل بأحد من «الفانز» ليعمل على تنبيهه. فأنا أحياناً أتواصل معهم وأحياناً أعمل «ريتويت» على موضوع ناقشوه، فيعرفون من خلال ذلك أنني موافقة على أسلوبهم في الرد.
تمّ مؤخراً التعليق على «تويتر» على إخراج صورة غلاف ألبومك وبأن غرّة شعرك على اليسار، في حين برزت في المرآة لناحية اليمين واصفين المخرج بكلمة نابية وأنه أخطأ.
لو قرأت الكلمة النابية على «تويتر» لمن علّق على صورة الغلاف، لعملت له «بلوك». أنا أتقبّل النقد شرط أن يستوفي شروط الأدب. وهنا تدخّل صديقها راني ليوضح فكرة الصورة قائلاً: «هذا الانعكاس في الإخراج هو creative licence (السماح للخيال بتوصيل الفكرة وإن كانت مغايرة للواقع بمعنى أن الخلق والإبداع يحق لهما الخروج عن الواقع لتوصيل الفكرة) فعلّقت إليسا قائلة: «اكتبي هذه الجملة التي قالها راني كتوضيح لكل الذين علّقوا على صورة الغلاف».

الوضع الأمني رمى بثقله على كافّة شرائح اللبنانيين. ما مدى تأثير ذلك على إليسا كمواطنة وهل تفكّر بترك لبنان لتستقرّ في بلد آخر؟
«شو بدي إحكي» (ماذا سأقول)؟ الله يحمي البلد والجيش اللبناني. فأنا كلّما أسير في الشارع وأرى عنصراً من الجيش أوجّه له التحية حتى لو لم يكن يراني. وأضافت متسائلة: أترك البلد؟ سأقول لك تجربة مررت فيها في حرب تموز 2006، كنت أسكن حينها في وسط بيروت، فتركت منزلي وسافرت، ولكنني لن أعيد التجربة مرّة أخرى لأن أسوأ شعور عشته وأنا مسافرة وبلدي في حرب، فمهما حصل للبنان لن أتركه أبداً.

بين الزواج والتحسّب للزمن
* أين هي إليسا اليوم من فكرة الزواج؟
حالياً لا مشروع زواج في الأفق. ممكن أن أتزوّج وممكن لا.
* هل حصّنت إليسا نفسها مادياً لمواجهة الزمن؟
الحمدلله، لكن أنا أعيش كل يوم بيومه. صحيح أتحسّب للزمن، لكن لا أحد يعرف كم سيطول عمره.