موانع الحج كالفوبيا والأمراض النفسيَّة

4 صور

هناك العديد من الفتاوى المهمة التي يحتاج إليها كل حاج وحاجة يريد أن يحج على بصيرة من أمر دينه، جمعناها واخترناها من مجموع فتاوى تكفلت بالإجابة عن أسئلتها اللجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء في المملكة العربية السعودية وسوف ننشرها على عدة حلقات عبر "سيدتي نت"؛ ليعم نفعها، ولتكون دليلاً واضحاً لمن لم يتيسر له التفقه في أحكام الحج.. كما يمكنكم متابعة المزيد من الفتاوى المتنوعة في عدد "سيدتي" المقبل 1750.


في ما يأتي عدد من الفتاوى المتعلقة بالأمراض النفسيَّة، التي قد تصيب البعض وتكون عائقاً بينهم وبين أداء هذه الفريضة، وبين الجائز واللاجائز.
س: أنا رجل مريض أعاني من مرض نفسي، ومع زحام الناس يشتد بي المرض.


السؤال: هل يجوز أن أوكل رجلاً بأجرة أن يحج عني نظراً لعدم مقدرتي الحج مع أنني لم أحج من قبل.
ج: إذا كنت عاجزاً عن مباشرة الحج بنفسك عجزاً مستمراً لا يرجى زواله فإنَّه يجب عليك أن تنيب من يحج عنك حجة الإسلام، وتدفع له تكاليف الحج الماليَّة بشرط أن يكون النائب قد حج عن نفسه أولاً حجة الإسلام.


س: لي خالة مريضة بمرض نفسي، وتخضع للعلاج الآن، والمشكلة أنَّها لا تستطيع تحمل الزحام، فإذا رأت ازدحام الناس تتوتر وتضطرب وتصعب السيطرة عليها، وأذكر أنني قد أخذتها للعمرة عام 1418هـ وقد أتعبتنا كثيراً بسبب ارتفاع صوتها وتعبها، والمشكلة الآن أنَّها لم تحج ولا أدري ما العمل؛ لأنَّها والوضع هكذا لا تستطيع الحج، هل أجعل من يحج عنها أم أنني آخذها للحج أم ماذا أفعل؟

ج: الواجب الانتظار لعله يزول هذا المانع عن خالتك وتحج بنفسها، فإن استمر هذا المانع فإنَّها توكل من يحج عنها حجة الإسلام.


س: والدتي تبلغ من العمر خمسين سنة، وهي الآن بصحة جيدة ولم يسبق لها حج ولا عمرة مطلقاً، وقد حاولت أن أحج بها أو أعتمر، لكن من دون جدوى وترد عليَّ بقولها: الحج بتيسير الله وسأحج إن شاء الله.. وهكذا.
ومشكلتها الحقيقيَّة هي أنَّها مصابة بخوف ورعب من ركوب السيارة، بل طيلة الخمسين سنة لم تركب سيارة قط، ولا يُتصور أن تقلها سيارة مطلقاً، وقد حاولت إخراجها من هذا المأزق بإركابها معي، وكل المحاولات باءت بالفشل، وربما إذا علمت بمحاولتي هذه شددت على ذلك، وربما تصل إلى درجة المقاطعة، حتى خروجها من بيتها قليل جداً، بل نادر، هذه مشكلتي ولا أدري ما الواجب عليَّ تجاه هذه الأم، خاصة في أدائها لهذه الفريضة.


ج: إذا كان الأمر كما ذكر فالواجب الانتظار لعله يزول هذا المانع وتحج والدتك بنفسها حجة الإسلام؛ لأنَّ هذا هو الواجب عليها؛ لقول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)، وهذا المانع الذي تذكر يرجى زواله في هذه الحال، فإن تعذر حجها بنفسها فحج عنها؛ لأنَّها والحال ما ذكر في حكم العجوز الكبيرة التي لا تستطيع الحج، وفي حكم المريض الذي لا يرجى برؤه.