6 صور

خلقت الدكتورة المغربية رجاء غانمي الحدث حينما حصلت على لقب أحسن طبيبة عربية في مسابقة دولية من لندن، وتهافتت وسائل الإعلام على إجراء حوارات معها والاحتفاء بها؛ بل تلقت تهنئة رسمية من الملك المغربي، الملك محمد السادس، غير أن الحدث فجأة تحول إلى تهكم وسخرية لاذعة في كثير من المواقع الإلكترونية للتشكيك في المسابقة وكفاءة الطبيبة، واعتبار المسابقة وهمية، وأن ثمة قريباً للطبيبة له نفوذ سياسي هو من كان سبباً لحصول الدكتورة على تهنئة من ملك المغرب، وهكذا تحولت فرحة النجاح إلى التشهير والتقليل من كفاءة شابة مغربية؛ فماذا حصل؟ لهذا السبب التقينا الدكتورة التي كنا قد اتصلنا بها لإجراء لقاء حول مسارها، وتأجل بسبب الضجة المفاجئة قبل أن ترد على أسئلتنا.

• كيف جاءت فكرة المشاركة في المسابقة أصلاً؟
بدايةً، أنا لم يكن لي علم مسبق بالمسابقة، كل ما في الأمر أنني راكمت وطورت تجاربي المهنية والبحثية في مجال العمل الإنساني والتضامني والمدني على امتداد سنوات من العمل الميداني الجاد عبر مختلف الهيئات والمجالات التي انخرطت فيها ولا زلت أشتغل بها، وقد سعدت دائماً ولا زلت كذلك أشعر بالفخر والاعتزاز بكل ما يسره الله لي من تميز وحضور وإخلاص في خدمة بلدي وبناته وأبنائه؛ طوعياً وبأريحية يشهد بها كل من يعرفونني جيداً، بالتالي لم أكن يوماً أنتظر أو أسعى لأحصل على مقابل لذلك، وحين أصبح اسمي متداولاً ببعض الأوساط البحثية والمهنية والجمعوية، وبشكل كبير عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بدأت أتلقى العديد من الاقتراحات والرسائل والدعوات بقصد المشاركة في منتديات مختلفة بالداخل والخارج، وبالنظر لما عبرت عنه من استعداد للمشاركة في مجمل هذه التظاهرات المختلفة، التفتت الجهة المنظمة للجائزة إلى شخصي المتواضع، واقترحت عليّ إمكانية المشاركة في المسابقة المخصصة لاكتشاف وتثمين وتتويج الطاقات والكفاءات العربية الشابة والواعدة، وهكذا بدأت الرحلة وخضت المنافسة ممثلة لبلدي المغرب على غرار باقي ممثلي البلدان المشاركة الأخرى، واعتماداً على كفاءتي ومؤهلاتي ورصيدي العلمي والمهني والمدني الإنساني، تمكنت من الحصول على التتويج بلقب أفضل طبيبة عربية، ولذلك فأنا ممتنة لكل من ساندني وشجعني على خوض هذه التجربة الرائعة في مساراتي المختلفة، وأشكر الله على فضله ونعمته عليّ، دون أن أنسى فضل ورضا الوالدين وحنو ودعم أسرتي الغالية.


فخر واعتزاز
• ما ردك على ما قيل وكتب بشأن المسابقة، ومن وراء كل هذا في تقديرك؟
الحمد لله على توفيقه ونعمه بأن مكن لي في الخير والنجاح والتميز عن جدارة واستحقاق؛ مما زادني فخراً واعتزازاً بمغربيتي، وحملني مسؤوليات جديدة أرجو الله أن أكون في مستواها ومستوى ما حظيت به من تكريم وعناية سامية لعاهلنا المفدى جلالة الملك محمد السادس، أعز الله أمره ونصره؛ فهو الراعي الأول لبنات وأبناء مملكته السعيدة، ومحفزهم على البذل والجد والعمل، كما أرجو من القدير تعالى، أن يوفقني دائماً لما فيه مصلحة وصالح المجتمع من زاوية اهتماماتي كمهنية وكمواطنة، أما بخصوص ما أشرتم إليه حول بعض أقاويل أعداء النجاح الذين حاولوا التشويش على تتويجي كأفضل طبيبة عربية، في محاولة بائسة ويائسة منهم لخلق زوبعة في فنجان؛ فسأكتفي بالقول الشريف «إن لم تستحيِ فافعل ماشئت»، وللتدقيق أكثر؛ فإن أولئك الخائبين اللاهثين وراء مصالح ضيقة، المنساقين منهم أو المسخرين من لدن «لوبي» معين، بات يعرفه الجميع ونعرف أهدافه، والجهات غير المعلنة الداعمة له من وراء حجاب؛ فلا مصداقية لهم ولتفاهاتهم؛ فبعضهم فاشل مهنياً ولا زال يجر وراءه خيبات وقائع أخرى مماثلة، ومنهم من لا يتوفر حتى على الصفة الإعلامية المهنية؛ بل إنهم تائهون في البحث عن الشهرة، كصناع فتن ورواد إثارة رخيصة، وهم يتعاملون مع مهنة جليلة كالصحافة والإعلام بمنطق بدائي قائم على «الصيد والالتقاط»، والأنكى من ذلك، أنهم سعوا بكل الوسائل الموضوعة رهن إشارتهم لتغطية الشمس بالغرابيل المرقعة، باختصار فإن الملف المتعلق بمحاولات التحريض والتلفيق وتشويه الحقائق والسب والقذف الممنهج في حقي وحق أسرتي، سأترك للعدالة أخذ مجراها الطبيعي في الأمر، وأما تلك الحماقات والهرطقات التي تبارى أولئك الفاشلون في الترويج لها؛ فقد باءت بفشل ذريع، والبقية سوف تأتي...


طبيبة وباحثة
• ماردك على من اعتبرك مجرد باحثة لا طبيبة؟ هل أنت طبيبة مزاولة للمهنة، أم أن مجالك يقتصر على البحث العلمي؟
لست آبهة «بدردشات أولئك المدمنين على تزجية فراغاتهم الوقتية والمهنية في الهوامش والأماكن المظلمة، وقد أجبتهم باقتضاب في سؤالكم السالف، كما أترفع وأنأى بنفسي وبوقتكم الثمين حتى لمجرد أن أسائلهم عن الشواهد والخبرات العلمية والمهنية «المشهود لهم بها»؛ لكي يصح الأخذ بقولهم على محمل الجد؛ فأنا أعرفهم وهم يعرفونني جيداً، ومن باب تنوير قرائكم الأفاضل؛ فالدكتورة رجاء غانمي كما تعلمون، حاصلة على دكتوراه في الطب بكلية الطب بالرباط سنة 2006، وسبق لي العمل ببعض المصحات والعيادات لمدة، كما أني أمارس المهنة في إطار التطوع في كل لحظة، ثم اجتزت تدريباً ناجحاً في هيئة تدبير التغطية الصحيّة في فرنسا حول تقنيات المراقبة الطبية سنة 2008، وفي عام 2011 أجريت تدريباً آخر حول تقنيات العدالة البديلة، كما أنني قد حصلت على صفة «طبيبة وسيطة»، من «المركز العالميّ للوساطة والتحكيم»، خلال الدورة التدريبية التي نظمها المركز المذكور بشراكة مع جامعة الحسن الثاني وهيئة «Word justice product».

بلاغ تكذيبي
• ما رد فعلك الآن على ما ينشر، هل لجأت إلى القضاء فعلاً؟ ما الذي تعتزمين القيام به؟
لقد أوكلت الأستاذ المحامي طارق السباعي، وهو أيضاً رئيس هيئة حقوقية تُعنى بالنزاهة والشفافية وحماية المال العام في المغرب، واتفقت معه بأن يراسل بدايةً المواقع الإلكترونية، التي انخرطت في خوض هذه الحملة المغرضة، وسيرسل بلاغاً تكذيبياً لتفنيد الادعاءات كلها التي شككت في علميتي ونزاهتي، على أساس أن يتم نشره مع الاعتذار عن الأخطاء التي راجت في حقي، وهي في المجمل 20 موقعاً إلكترونياً، وجريدة ناطقة باللغة الفرنسية، على أمل أن تحصل استجابة، وفي حال العكس، القضاء سيأخذ مجراه ويقول كلمته.


طالعوا الحوار الكامل في عدد "سيدتي" المقبل" 1753