"سيدتي نت" في أكثر المهرجانات حلاوة في لندن

21 صور

ربما لا يتوقع المرء أسبوعاً أكثر حلاوة من " أسبوع لندن للشوكولاتة "، الذي يحتفي بثمرة الكاكاو التي انتقلت من أميركا الوسطى وغزت العالم عبر ألواح الشكولا الشهية وأنواع الحلويات والمشروبات والمعجنات والأكلات المألوفة وغير المألوفة، لكن هذا الأسبوع لا يكتفي بتقديم الشوكولاتة بنكهات قد تخطر ولا تخطر على البال، ولا حتى بإقامة عروض أزياء لثياب وإكسسوارات مصنوعة من الشوكولاتة، وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك ويأخذنا في رحلة إلى عالم هذه الثمرة، التي وصلت إلى إسبانيا في عام 1527 عبر أحد سفراء "كريستوفر كولومبس" واحتفظ بها ملوك إسبانيا وأبقوها كأحد الأسرار، التي يتداولها الملوك والأثرياء فيما بينهم لأكثر من مائة عام قبل أن تصل إلى المملكة المتحدة حوالي عام 1650 وبعد ذلك بسنين تأسست بيوت ومصانع الشوكولاتة الشهيرة في لندن والتي كانت تقدم منتجاتها للأثرياء فقط وفي نطاق محدود جداً، ولم يبدأ تداولها بين عامة الناس إلا في القرن الثامن عشر .


هل أنت عاشق للشوكولا؟
اذا كنت من عشاق الشوكولاتة فإن هذا المهرجان هو المكان الذي تبحث عنه،على أن تترك الحمية الغذائية والمحاذير جانباً وتهيأ نفسك لتذوق أنواع لا تعد ولا تحصى من هذه الحلوى السحرية التي تذوب في الفم وتملأ المكان برائحتها الجميلة، ولا بأس أن تشتري لوحاً تهديه لمن تحب .. وهل يستغني المحبون عن باقة ورد وعلبة شوكولاتة يقدمونها لحبيباتهم؟ أو تقدمها هدية تفرح بها طفلك، وهل يقاوم الصغار" الشوكولاتة" المتخمة بالمكسرات ونكهات الفاكهة الرائقة ؟

أما إذا كنت من عشاق المرح والفانتازيا فان الجلوس في المسرح الصغير ومتابعة الراقصين الذين رسموا أجسامهم بهذا السائل البني اللماع والتفرج على عروض الأزياء، التي تتهادى فيها العارضات بثياب مصنوعة من الشوكولاتة الملونة هو ضرب عصفورين بحجر خاصة مع قضم قطع من "الشوكولاتة "، التي تنثرها العارضات على الجالسين .أما إذا كنت جاداً في عشقك للشوكولاتة ورغبتك في متابعة آخر ما توصلت إليه مخيلة الطباخين من ابتكارات تدخل فيها هذه المادة التي ما عادت مقتصرة على الحلوى، فان المناضد المنتشرة في أرجاء قاعة "أولومبيا ويست" اللندنية التي احتضنت هذا المهرجان تفي بالغرض وتتيح لك فرصة متابعة أشهر الطباخين في العالم.


الشوكولاتة بين الإتهام والإدانة
يعتقد بعض الناس ان "الشوكولاتة" تسبب الصداع وتزيد من الآمه إلا أن الدراسات الحديثة تفند هذه المزاعم، بل إنها ترى العكس وتؤكد ان "الشوكولا" يمكن أن تخفف الآلآم إذا تناولها الإنسان مع كمية كافية من الماء، والحقيقة أن هذه الثمرة البنية محيرة ومثيرة للتساؤل حيث يصفها بعضهم بالمضرة بالصحة ويصعها آخرون في خانة الأغذية الصحية، والحقيقة أنها تقع في الخانتين معاً، ويعتمد الأمر على نوعها وطريقة أكلها وكمية ما نأكله منها، فهي لا تسبب الحساسية إلا في حالات نادرة وهي صحية لأنها تحتوي على كثير من العناصر الغذائية والكيميائية، التي تفوق الخمسمائة ويمكن لأغلبها أن يؤثر على تركيبة الإنسان البيولوجية وعلى صحته وعلى تزويده بالنشاط والطاقة مثل الدهون الموجودة في زبدة الكاكاو والتي لا تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم ومركبات "البوليفينول" التي تحمي "الشوكولاتة" من الفساد حتى من دون وضعها في الثلاجة، والأحماض الأمينية ومادة "الدوبامين"، التي تزيد من مشاعر السرور والبهجة ومادتي "الميثيلزانثين والكافيين" اللتين تزيدان من سرعة نبضات القلب وتقودان إلى التعود والتوق الدائم إلى التهام المزيد م هذه المادة. أما ما يشاع عن تسبب الشوكولاتة في ظهور حب الشباب أو تفاقمه فإنه أمر لا يستند إلى أساس علمي قوي، ولكن العلماء يقرون ويبصمون بالعشرة على حقيقية ما تسببه الشوكولاتة من زيادة في الوزن، أما بخصوص تسوس الأسنان فيمكن القول إن الشوكولاتة مذنبة فعلاً وليس لها ما تدافع به عن نفسها.


فن التعرف على الشوكولاتة الفاخرة
• تذوب في الحال عند وضعها في الفم و يبقى مذاقها وطعمها لفترة تصل إلى 45 دقيقة.

• معرفة هوية البلد، الذي جاء منه الكاكاو أهم بكثير من معرفة البلد، الذي يصنعه لأن الطعم والنكهة يعتمدان بشكل أساس على نوعية الحبوب المزروعة .

• الشوكولاتة الفاخرة هي التي تحتوي على ما لا يقل عن 70% من زبدة الكاكاو بالنسبة للداكنة وما نسبته 40% من زبدة الكاكاو بالنسبة للشوكولا بالحليب .

• الانتباه إلى العلبة التي تغلف الشوكولاتة وقراءة ما مكتوب عليها، فإذا احتوت الشوكولاتة على مواد غريبة أو حافظة فهذا يعني انها ليست من النوع الجيد أو الفاخر.

• يجب أن يكون اللون متجانساً ولكن ليس داكناً بالضروة وأن تكون الرائحة نفاذة وعطرية وتنبعث من الشوكولاتة حال إزاحة الغلاف وأن تكون ناعمة الملمس وتتكسر بصوت مسموع ولا تتفتت.