200 ألف انفصامي في المملكة ولا يوجد أسرّة لهم في المستشفيات

2 صور
يعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتضعه في سجن المشاكل الذي يبعده عمن حوله ويدفعه إلى العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، فالفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحياناً الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلى تدهور في المستوى السلوكي والاجتماعي، كما يفقد الفرد شخصيته، وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.

هذا ما كشفه نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام الدكتور إبراهيم الخضير، موضحاً أن عدد مرضى الفصام في المملكة يتجاوز 200 ألف مصاب، وليست هناك إحصاءات تؤكد هذا العدد، وقد يزيد أو ينقص، ولكنه يتراوح في هذا المستوى، وهو عدد كبير، لاسيما أن أكثر مرضى الفصام يحتاجون للتنويم في المستشفيات في مرحلة ما من حياتهم، وقال: "في المملكة نُعاني بشدة من قلة الأسِرَّة، وتدني مستوى الخدمة المقدمة للمرضى نفسياً من قِبل الجهات المختصة، خاصة وزارة الصحة التي يُفترض أن تكون الجهة المسؤولة عنهم".

وفي مسعى للتعريف بمرض الفصام الذي يجهله الكثيرون من المجتمع السعودي ونشر التوعية عنه، ذكر الخضير أن فكرة تأسيس الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام جاءت بهدف توعية الشعب بالمرض حين طلبت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل ذلك قبل حوالي 3 سنوات من تاريخ تأسيس جمعية لمرضى الفصام، وفعلاً تم إنشاؤها، وبدأت الجمعية في نشاطاتها، إلا أن الصعوبة التي واجهت فريق العمل بداية تتمثل بالجهل الكبير بمرض الفصام وأعراضه وعلاجه، وفقاً لما نشرته صحيفة "الشرق".

لذا يتوجب منا نشر ثقافة العلاج الدوائي لمرض الفصام، إذ تقوم الجمعية بأنشطة متعددة، وإلقاء محاضرات أسبوعية لأهالي المرضى بهدف توعيتهم في كيفية التعامل مع أصحاب المرض، كذلك إقامة ورش عمل أو ندوات صغيرة مع المستشفيات التي توجد فيها أقسام أمراض نفسية، كما تتعاون الجمعية مع الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين لتقديم الاستشارات لأهالي وأقارب المرضى، وتساعد الجمعية أحياناً الأسر المحتاجة من عائلات المرضى مادياً.

وأوضح الخضير أن الجمعية لا تُعالج مرضى الفصام، وإنما تساعد المرضى على العلاج لدى الجهات التي تُقدّم الخدمات النفسية كوزارة الصحة، ولكن المرضى النفسيين يعانون من قلة الأسرّة، فلا يوجد لهم مكان يتعالجون فيه في مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، وتعتبر هذه المشكلة من أكبر المشاكل التي تواجهنا مع زيادة المصابين بمرض الفصام.

يذكر أنه حتى الآن لم يستطع الباحثون تحديد سبب أو أسباب الفصام، وقد أظهرت الدراسات أن الأسر التي تساعد المريض وتتفهمه، والتي لا توجه له النقد المستمر، تساعد على سرعة شفائه، وفي الجانب الآخر فإن مرضى الأسر المفككة أو المتشددة يواجهون أوقاتاً عصيبة، وتنتكس الحالة بسرعة، مما يؤدي إلى العودة للمستشفى، وبما أننا نعلم تلك المعلومات فإن على أفراد الأسرة أن ينّموا مهاراتهم في التعامل ومحاولة التوقع والتكيف مع نوبات المرض في حالة زيادتها أو انخفاضها.