فنانة تترك الغناء لتصبح عالمة فضاء

6 صور

المبدعة الأردنية الصغيرة سلام اسماعيل أبو الهيجاء، ذات الخمسة عشر ربيعاً، تعشق كافة أنواع الفنون، وتتمتع بصوت طربي عذب ودافئ، وخامة صوتية مميزة ومعبرة، قادرة على أداء الطرب بإحساس عميق، حققت نجاحاً فنياً مميزاً في الأردن عبر مشاركاتها الفنية في دورات مهرجان الأردن الدولي الذي حلّ بديلاً لمهرجان جرش على مدى ثلاث سنوات متتالية، ومهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون 2011م، وهو عام عودته بعد توقف قسري، ورغم نجاحها إلا أنها تصر على عدم احتراف الغناء تجارياً، برزت في مؤتمر الشباب العرب الدولي الثاني والثلاثين في الأردن. "سيدتي" التقتها في الحوار التالي:

متى كشفت موهبتك للناس في حفل عام لأول مرة؟
اكتشفت حلاوة صوتي مبكراً فاهتممت عبر التمرينات بتقوية طبقات صوتي، وكنت محظوظة جداً بالغناء في مهرجان الأردن الدولي عام 2008م، مع فرقة الدكتور محمد الغوانمة الموسيقية، وفي مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون عام 2011م، مع فرقة كورال أطفال إربد في الساحة الأثرية العتيقة، وحضرني وسمع صوتي مع الفرقتين آلاف الأردنيين والعرب والأجانب.

الغناء في أوركسترا الدكتور محمد الغوانمة الموسيقية الأكاديمية ليس سهلاً فما نوع الأغاني الذي قدمتها لجمهور مهرجان جرش حتى نلت وقتئذ إعجاب النقاد والحضور؟
الجمهور أعجب بي واستحسن أدائي لأغنيات العمالقة الكبار وخصوصاً الفنان السوري الكبير صباح فخري، كما غنيت الكثير من التراث الأردني الجميل.

ما هو أول شيء جربته وفشلت به لكنك تعلمت منه مبدأ مهماً في الحياة؟
خوضي سباق جري في المدرسة لم أحرز فيه مركزاً متقدماً، وخسارتي فيه جعلتني أزداد تصميماً على الفوز في السباق التالي، وذلك بإجراء المزيد من الاستعدادات النفسية والتدريب المستمر على الجري قبل السباق بفترة زمنية طويلة، ففشلي فيه علمني أهمية الاستعداد النفسي والجسدي المسبق لأي عمل أنوي القيام به، وأريد التميز فيه، وحصل ما سعيت إليه وفزت بمركز متقدم في السباق الثاني، ما جعلني أنتهج هذا المبدأ في كل شيء في حياتي الأكاديمية، وفي المدرسة وأيضاً في الفن وفي حياتي.

ما الذي أبعد عنك مشاعر الإحباط واليأس لحظة خسارتك في سباق الجري؟
إيماني بالله وبأني مهما سعيت للحصول على شيء ولم يحصل ما توقعته أو ما سعيت لأجله فإن الله مقدر لي شيئاً آخر، ربما يكون فيه خير أكثر لي، وهذا جعلني أتقبل خسارتي بروح حلوة، وأعد للسباق الثاني بنفس الحماس، ولا أبالغ إن قلت بحماس أكبر، لأن فشلي الأول كان أكبر محفز لي للنجاح ولباقي النجاحات الأخرى.

تفكيرك يبدو أكبر من سنك، ما سبب ذلك؟
تأملي الدائم في ما يدور حولي من أحداث ومواقف، وقراءتي الكثير من كتب الأدب.

ما هي حكمتك المفضلة في الحياة؟
القناعة كنز لا يفنى.

أيعقل أنك كمراهقة قانعة غير متطلبة كبنات جيلك؟
أقدر رغبة ووضع عائلتي، ولا أحب أن ألح عليها بطلب شيء أدرك أنه ليس باستطاعتهم إحضاره لي، أو لا يرغبون بحصولي عليه مبكراً بحكم صغر سني.

ما هو طموحك الذي تتطلعين لتحقيقه في المستقبل؟
بالرغم من موهبتي الفنية وصوتي الحلو لا أطمح إلى احتراف الغناء والفن عندما أكبر، طموحي الكبير هو دراسة علوم الفلك لأصبح عالمة فضاء عربية ناجحة.

لماذا لا تحترفين الغناء وقد نجحت به في مهرجان مهم كمهرجان جرش الدولي؟
الفن والغناء هوايتي المفضلة ولا أفكر باحترافها لتصبح مهنتي لوجود يقين من أن بعض الغناء المبتذل والرخيص حرام.

لكن نوع الغناء الذي تقدمينه محترم فلماذا تعتزلينه؟
الغناء الجاد المحترم غير منتشر في الأردن والعالم العربي ولا مستقبل له، فهذا الغناء لا يتاح له المجال إلا في المهرجانات الموسيقية الهامة مرة واحدة في العام تقريباً، ولا يطلب في حفلات خاصة منتظمة كالغناء التجاري، وهذا أمر مؤسف، فالناس الحريصون على ذائقتهم يجب أن يطالبوا بهذا النوع من الغناء ويحافظوا عليه بالحرص على حضوره وبمقاطعة الأعمال التي تهبط بذائقتهم وتستخف بقدرتهم على الاستمتاع بالفن الجيد عبر تقديم فن رديء لهم.

لديك جمهور كبير في الأردن يتابع حفلاتك مع فرقة الدكتور محمد الغوانمة وكورال أطفال أربد ألن تغيري رأيك فتعودي عن قرارك بعدم احتراف الغناء إذا طلب منك ذلك؟
لا، لن أدع أي عرض مغر للاحتراف يغويني وسأظل على موقفي الرافض للاحتراف والغناء مقابل الغناء، أنا أغني الآن بهدف الاستمتاع والهواية وإسعاد الناس بفن راق وجميل خال من الابتذال والاسفاف.

من مطربك الشاب المفضل؟
نجم أراب أيدول يوسف عرفات، لأنه يشق طريقه بأسلوب راق لم ينس به جيله ولا هويته ولا أخلاقه العالية ولا تواضعه، وأسعدنا حلوله ضيفاً على ندوات وأنشطة مؤتمر الشباب العرب الدولي الذي شاركت فيه إلى جانب العشرات من الفتيات والشباب من كافة أنحاء العالم.

بماذا تنصحين بنات جيلك المراهقات؟
باستغلال كل الفرص المتاحة أمامهن للدراسة وللتفوق وإبراز مواهبهن، وتنميتها بالثقافة والتدريب المتواصل.