لاعبة كاراتيه عالمية بملامح طفولية!

10 صور

رغم أنها لم تتجاوز السابعة عشرة بعد، إلا أنها وبفترة قصيرة فقط، حققت ما لم يحققه زملاؤها من الرياضيين الشباب، فأصبحت رقماً عالمياً صعباً في رياضة الكاراتيه في فئة الشباب دون سن الحادية والعشرين، إنها البطلة الأولمبية الأردنية نور أبو صلاح، التي أحرزت لبلادها الميدالية الفضية في كأس العالم للشباب في الكاراتيه باليونان عام 2010م، وحصلت على الميدالية البرونزية في بطولة آسيا للكاراتيه في هونج كونج 2010 أيضاً، وفوزها الخاطف واللامع ببطولة كأس العالم للشباب في الكاراتيه باليونان عام 2011م. "سيدتي" التقتها في الحوار التالي..

ما هي أهم مواصفات الفتاة الرياضية؟
أي فتاة تريد الاتجاه إلى الرياضة كمحترفة عليها الاهتمام منذ طفولتها بلياقتها البدنية العالية ورشاقتها ووزنها، لأنها عناصر ضرورية جداً، وأنا على الرغم من أن عمري لا يتجاوز السبعة عشر عاماً، إلا أنني أتمتع بهذه المواصفات بشهادة المدربين والإعلاميين الرياضيين: فوزني: 59 كلغم، وطولي 168سم.

كيف تحافظين على لياقتك العالية ووزنك؟
أتدرب ساعتين يومياً في أيامي العادية جراء انشغالي بدراستي، و4 ساعات يومياً في أيام العطل والإجازات.

من أكثر من شجعك على احترافها؟
والدايّ دعماني منذ البداية، ولم يتأثرا أو يتراجعا عن تقديم العون والدعم لي جراء معارضة أفراد آخرين من عائلتي لقراري باحترافها.

ما الذي شدك إلى هذه الرياضة القتالية؟
اكتشفت مبكراً بمفردي أن الفنون القتالية أفضل استثمار لوقتي، لأنها قبل كل شيء تعلمني مهارات الدفاع عن النفس، وتمنح جسدي القوة والمناعة، والرشاقة، فأحببتها في سن العاشرة، وواصلت تعلمي لها مرحلة تلو أخرى حتى أتقنت كافة فنون الكاراتيه، وصرت أحرز الميداليات والنصر في بطولات مهمة فيها.

هل حقاً فنون القتال أخشن وأخطر من رياضات أخرى؟
الكاراتيه رياضة ذهنية ذكية وليست رياضة قوة وجسد فحسب، لأنها تدرب عقل اللاعبة على اتخاذ تكتيك إستراتيجي خاص بها عند خوضها أي مباراة ودية أو تنافسية في بطولة دولية أو محلية مهمة، وتطور هذا التكتيك في كل مباراة جنباً إلى جنب مع تطور قدراتها الجسدية عبر التدريب والمشي.

ما هي الرياضات التي تمارسينها من باب الهواية وتقوية جسدك؟
أمارس إلى جانب الكاراتيه السباحة وكرة القدم وألعاب القوى وكرة السلة، لكني لم أعشق سوى الكاراتيه فاحترفتها، لأني رأيت أنها الرياضة الوحيدة التي تجسد شخصيتي لهذا أبدعت بها.

لماذا الكاراتيه وحدها تجسد شخصيتك؟
كنت في مرحلة الطفولة طفلة شقية جداً، وكثيرة الحركة، فأحببت الكاراتيه التي كنت أفرغ كل طاقتي وشقاوتي وحيويتي بها، وممارستي لها منحتني طاقة إيجابية نفسية جعلتني صاحبة شخصية مرحة وواثقة من نفسها في محيطي الاجتماعي والرياضي على حد سواء.

بماذا تشبهك هذه الرياضة؟
هذه الرياضة تتطلب استخدام العقل والتكتيكات الذكية، وأنا بطبيعتي فتاة عقلانية أحب التفكير قبل الإقدام على أي شيء، وأنفذ كل شيء بعقلانية في حياتي، ولأنها رياضة عقلانية هي رياضة آمنة غير عنيفة وغير خطرة، حيث أحقق النصر فيها والنقاط عبر ضربات تكتيكية لا تؤذي منافستي جسدياً أبداً.

توجد نقاط تشابه بين رياضة الكاراتيه ورياضة التايكواندو فأي منهما الأعنف والأخطر؟
رياضة التايكواندو أعنف من الكاراتيه التي تتبع القوانين التحذيرية، وتخضع للإنذارات أكثر من رياضة التايكواندو.

لماذا هي أقل عنفاً من التايكواندو؟
الممنوعات القتالية في الكاراتيه أكثر من التايكواندو، ممنوع فيها توجيه ضربات للوجه، ومسموح فقط اللمس بالرجل لا باليد، بينما في التايكواندو مسموح بالإضافة إلى وجود ضربة قاضية في التايكواندو، لكنها غير مصرح بها في الكاراتيه، فإن خالفت اللاعبة القانون ووجهت ضربة قاضية لمنافستها تخسر نقاطها وتطرد من المباراة.  جربت في إحدى المراحل رياضة التايكواندو، لكني لم أجد نفسي بها مثلما وجدتها في الكاراتيه، وحين فكرت في احتراف رياضة التايكواندو أدركت أني سأبدأ من الصفر، فلماذا أفعل ذلك بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في الكاراتيه، وأصبح لي اسم فيها.

من منهما الأصعب؟
الكاراتيه أصعب من التايكواندو، حيث يجب إحراز النصر بالعقل عبر ضربات تكتيكية غير عنيفة، عكس التايكواندو المسموح بها بعدد كبير من الضربات التي تسهل إحراز النقاط والفوز أكثر من الكاراتيه.

ما الذي يميزك عن اللاعبات الأخريات؟
كوني متفوقة دراسياً ورياضياً في وقت واحد، ولم أقصر أو أضعف في أي منهما، حيث أحرزت علامة 97% في صف الأول ثانوي علمي، وفزت ببطولات مهمة في الوقت نفسه.

ما هي وسائلك للحفاظ على تركيزك الرياضي والأكاديمي؟
الجسم السليم في العقل السليم، وتدريبي اليومي الرياضي يصفي لي ذهني تماماً ويهيئه لدراسة عميقة ومثمرة، وكنت أتعب كثيراً حين يصدف أن يكون لديّ مباريات في نفس وقت امتحاناتي النصف سنوية أو النهائية، وبالرغم من ضيق الوقت، والمجهود النفسي والجسدي المضاعف، كنت أركز فيهما، وأنجح فيهما بتفوق بدون أي معوقات أو مشاكل تذكر، خاصةً في مباريات تصفيات منتخب الكاراتيه الأردني الوطني.
الأمر لم يكن سهلاً أبداًُ، فالنجاح في مجالين مختلفين، وصعبين، بوقت واحد ليس سهلاً، سوى لمن لديه هدف وطموح كبيرين ولابد أن يصارع لأجلهما حتى ينجز فيهما معاً.

فزت على منافسة قوية في بطولة كأس العالم للكاراتيه عام 2011 الماضي، كيف استطعت تحقيق هذا الإنجاز؟
منافستي على بطولة العالم كانت إيرانية الجنسية ومميزة بخبرتها وقوتها وتدعى مها، لا أنكر أنني واجهت صعوبة في التغلب عليها لأنها أطول مني بحوالي (20) سم، لدرجة أن المعلق الرياضي على البطولة أشار إلى ذلك، وقال: فرصة فوز اللاعبة الأردنية نور أبو صلاح بالفوز على اللاعبة الإيرانية مها ضئيلة جداً جراء فرق الطول والحجم.. لكنني فاجأته وفاجأت الحكم والجمهور بالفوز عليها بنتيجة (0-2) حيث بذلت مجهوداً كبيراً من أجل إحراز النصر عليها.

ما الذي ساعدك في التغلب عليها؟
ثقتها الزائدة بنفسها، وبتفوقها عليّ حجماً وطولاً جعلها تستخف بقدراتي الرياضية، وتتهور بحركاتها، ما سهل عليّ الفوز عليها وحصد اللقب لبلدي الأردن.

ورياضياً كيف فزت عليها؟
طولها الفارع قلل من تأثير ضرباتي بالأرجل، فحاولت تعويض ذلك عبر توجيه ضربات لها بالأيدي، وكنت أحسن استغلال هجومها المتكرر عليّ في إحراز نقاط عبر اصطيادها وتوجيه ضربات لمس إلى معدتها، بعد أن أدركت أنها درست أسلوبي باللعب، وعرفت أني أعتمد في لعبي على قدميّ اللتين نجحت في إضعاف قوتهما الفاعلة بطولها وهجومها المتكرر، فلم أستسلم لخطتها التكتيكية فرددت عليها بقوة عبر تغيير أسلوبي في اللعب كاملاً، عبر تركيز ضرباتي بالأيدي، واستغليت الفرصة وفزت عليها، وصدمتها منعتها من تهنئتي في البطولة.

ما أكثر شيء أزعجك خلال ممارستك لرياضة الكاراتيه؟
بعد بطولة كأس العالم في اليونان بأسبوع التي فزت فيها بالميدالية الذهبية، شاركت ببطولة آسيا، وكانت أول مبارة لي فيها مع اللاعبة الإيرانية نفسها التي فزت عليها باليونان، لكنها هزمتني في بطولة آسيا لعام 2011، وشعرت بأن الحكم ظلمني، حيث احتسب لها ضربات صحيحة، وأنا وجه لي إنذارات دون وجه حق طوال المباراة، انزعجت من خسارتي قليلاً، لأن بطولة كأس العالم أهم من بطولة آسيا رياضياً، وأيضاً لأن دولة إيران قوية رياضياً بآسيا أكثر من الأردن، ورغم أنها لم تبارك لي فوزي عليها باليونان، إلا أني باركت لها فوزها ببطولة آسيا، وهنأتها على سلامتها لإصابة قدمها في المباراة الأخيرة.

أي أن روحك رياضية أكثر منها؟
لا أستطيع قول ذلك، ريما هي معذورة لأنها صدمت من خسارتها غير المتوقعة على يدي.

ما هو طموحك؟
دراسة الطب البشري، إلى جانب نجاحي في الفوز ببطولة العالم في الكاراتيه بأسبانيا.

لو خيرت بين مستقبلك الأكاديمي ومستقبلك الرياضي أيهما تختارين؟
الاثنان مهمان لي، ولن أضحي بأحدهما لصالح الآخر أبداً، ونجاحي مؤخراً في الثانوية العامة بمعدل (97%) دليل على تفوقي، وأستعد حالياً لدخول كلية الطب للتخصص بأمراض الدم أو الجراحة بعد إنهائي الطب العام بإذن الله تعالى.

والزواج؟
لا أفكر به حالياً، وإن فكرت جدياً بالزواج سأختار شاباً يحترم الرياضة لأن الشباب العربي لا يميلون للارتباط بالرياضية.

ما هي مواصفات فتى أحلامك؟
أن يكون رياضياً، وليس بالضرورة أن يكون محترفاً، لكنه يجب أن يكون على الأقل محباً للرياضة، ويشجعني على مواصلة إحترافي لها.

من مثلك الأعلى رياضياً؟
محلياً: منار شعث، لأنها الأقوى والأفضل بالأردن، رغم مضي مدة على اعتزالها لأنها نجحت في إحراز البطولات وتخطي دراستها الأكاديمية بنجاح مميز.
وعالمياً: لاعبة تركية لا أذكر اسمها لكنها مميزة بأنها سريعة جداً،ورشيقة، وتلعب بذكاء وبتكنيك عال.

ما هو نظامك الغذائي الصحي؟
أكثر من تناول كافة أنواع الفواكه في وجباتي الغذائية، فإفطاري عادةً يتكون من ساندويش لبنة وخيار مع حبة فاكهة خفيفة، وبين الوجبات أتناول فواكه: التفاح الأخضر والدراق والبرتقال.
وأتناول خمس حبات فواكه في اليوم الواحد، أوزعها بطريقة منصفة بين الوجبات. وأحب جداً تناول قطعة شوكولاتة قبل أي تدريب لي أو مباراة لأنها تمدني بطاقة إيجابية، وترفع من نسبة الأدرينالين عندي، والتدريبات تخلصني سريعاً من السعرات الحرارية التي أكسبها جراء تناولي اليومي لها.

ماذا ينقصك كلاعبة رياضية؟
اتحاد الكاراتيه الأردني لا يحرم لاعباته من شيء على الإطلاق، لكن ميزانيته المحدودة لا تساعده، واللاعبات الخليجيات والعربيات أفضل منا فقط بالخبرة، لأنهن يذهبن إلى معسكرات تدريبية للخارج أكثر منا.

أخيراً، ماذا تقولين لمعجبيك الشباب؟
رياضة الكاراتيه جميلة جداً، يجتمع على حبها ومتابعتها الشباب والفتيات، فلماذا تعترض أيها الشاب العربي على ممارسة الفتاة العربية لها؟ خاصةً وأن الفتيات أحياناً يبرعن بهذه الرياضة أكثر من الشباب، ويحرزنّ لبلادهن الميداليات الذهبية والفضية دون الرياضيين الشباب؟

من الشاب الذي يرفض فكرة الارتباط برياضية؟
هو الشاب غير الواثق من نفسه، الشاب الواثق من نفسه يحب الرياضية لذاتها وبكل مكوناتها كأنثى وكرياضية وكإنسان، والذي يرفضني لأني رياضية هو الخاسر لا أنا.