اسم المولود الأول.. والصراع بين الأزواج

6 صور

اختيار اسم المولود الجديد يكون أمراً محيراً، خاصة حين يجتمع الجميع حول الأم بعد الوضع، وكل منهم يدلي برأيه، وأحياناً يختار الأبوان الاسم قبل الولادة، ولكنهما يفاجآن بأنه لم يرق للأجداد، سواء من ناحية الأم أو الأب؛ لأن كل واحد يريد أن يحمل الصغير اسمه ويخلده، سواء أكان ذكراً أم أنثى.


والشائع غالباً أن الابن الأول يحمل اسم جده لأبيه، ويكنى الأب باسم أبيه قبل زواجه بمدة طويلة، ولكن حين «تقع الفاس بالراس»، ويأتي المولود الأول، تعترض الزوجة؛ لأنها تريد اسماً «مودرن» وتبدأ المشاكل.
وإن رضيت الزوجة ورضخت، فإن الصغير أو الصغيرة حين يكبران يكرهان هذا الاسم، وربما فكر أحدهم بتغيير اسمه؛ لأنه يجلب له السخرية ولا يناسب شخصيته، أو حتى الزمن الذي يعيش فيه. «سيدتي» تجولت واستطلعت آراء، وعثرت على بعض الحكايات مع الأسماء.


تقول نادية، «معلمة»: «أصر زوجي على تسمية ابني الوحيد بين سبع بنات باسم والده «ذيب»، وكان اسمه غريباً، وكلما ذهبت لمكان يناديني الناس باسم «يا أم ذيب» فأشعر بالخجل؛ لأنه غير مناسب تماماً لشخصيتي ولطفلي، ولكن زوجي أحب أن يرضي والده، وحين كبر ابني أصرّ أن يغيّر اسمه، ولكن والده كان له بالمرصاد وهدده بالطرد من البيت إن هو فعل، وهذا لا يمنع معاناة ابني من هذا الاسم».

اسم حماتي
تقول ردينة، «موظفة»: «بعد أن وضعت مولودتي الأولى، أصرت حماتي على أن أطلق اسمها عليها، واسم حماتي هو «ست إخوتها»، وهكذا حملت هذه الصغيرة الاسم الذي كان مثار سخرية وتهكم في كل مكان، وأصبحت أنا، نكاية في حماتي، أضرب ابنتي أمامها وأشتمها بأفظع الشتائم، ولا أحد يستطيع محاسبتي، فأنا أشتم ابنتي!».

اسم جدة أبي
«خضرة» هكذا أطلق عليها والدها؛ بناء على طلب والده، الذي أراد تخليد اسم أمه الراحلة، ولكنها لقيت الاستهزاء والسخرية من الجميع، خاصة أنها تتمتع بجمال لافت، فقررت تغيير اسمها واختيار اسم يناديها به من حولها، ويبقى الاسم الآخر في الأوراق الرسمية، هكذا أصبح «قِلة» يعرفون اسمها الحقيقي، وينادونها دائماً باسم «ديما».

اسم جد زوجي
رضوى محمد، «ربة بيت»، تقول: «اختار حماي لابني البكر اسم والده، وهو اسم مقزز ولا أحبه، ولكنه أصر عليه؛ وهو اسم «حرب»، وحاولت أن أعترض، ولكن العادات والتقاليد هي التي انتصرت، ولم أستطع المواجهة، وهكذا حمل ابني هذا الاسم، ليظل الناس يتهكمون عليه، وأثر كثيراً في نفسيته، ما جعله ينطوي عن الناس، خاصة في مرحلة الحضانة والابتدائية، ولم أستطع اختيار اسم آخر نناديه به؛ نظراً لسكن حماي في بيتنا، إلا عندما توفي حماي، فاخترنا له اسم «أحمد» وبدأنا نناديه به.


آراء في اختيار الأسماء
رمضان أبو ربيع، «موظف شاب»، يقول: «اختار لي أهلي اسمي على اسم جد أبي، ولكني لست مستاء كثيراً وأتقبله، وأحترم اختيارات من هم أكبر مني، رغم أني تمنيت أن يكون اسمي اسماً آخر».
أما محمد أبو عفش، «مدرس»، ومتزوج حديثاً، فهو لا يوافق على أن يحمل الأبناء أسماء الأجداد، وزوجته حامل حالياً بطفلة سوف يطلق عليها اسم «إليا»، ومعناه بريق الشمس، أو الفتاة الجميلة الحسناء.
محمد الحواجري، «فنان تشكيلي»، يقول: إن اختيار أسماء الآباء والأجداد للأبناء يعود إلى محبة الابن للوالد أو الوالدة، وأيضاً حسب اسم الجد أو الجدة؛ يعني هناك أسماء تكون ثقيلة أو قديمة يمكن أن تسبب حرجاً للطفل في المستقبل، على العموم أنا مع هذا التقليد؛ لأني أعتبر هذه العادة جزءاً من احترام الابن للأب وتقديراً وتخليداً لاسمه، وبالنسبة لأولادي؛ أنا عندي «أحمد» على اسم الوالد رحمه الله، والثاني «محمود» وليس له علاقة باسم شخص في العائلة، و«ليا» هي البنت ما بين أحمد ومحمود.


نزهة أبو غوش، «كاتبة»، ترى أنها رغم قوة شخصيتها إلا أنها لم تستطع سوى أن تنصاع لإرادة العائلة وتسمية ابنها على اسم جده لأبيه، وهو قد تقبل الاسم وأحبه، وترى أن الشخص هو الذي يصنع الاسم، لا الاسم الذي يصنع الشخص، وتقول إنها أحبت يوماً أن تطلق على أحد أولادها اسم «رباح»، ولكنها لاقت اعتراضاً كبيراً من العائلة، والسبب أن هناك شخصاً متخلفاً وعبيطاً معروفاً في القرية اسمه «رباح».
الدكتور فايز أبو شمالة يرى أن تكرار الاسم من الآباء والأجداد إلى الأبناء يعدّ إفلاساً وعجزاً عن الإبداع، وضعف انتماء، ومسرحية تمثيلية تدّعي الحب.


أسماء أفلام عانى بطلها من اسمه
ـ «رمضان مبروك أبو العلمين»: لـ«محمد هنيدي».
ـ «عيال حبيبة»: لـ«حمادة هلال»، وحمل اسم «عيد سعيد رمضان».
ـ «تيمور وشفيقة»: لـ«منى زكي»، وناداها حبيبها باسمها وهو «شفيقة ميمون»، واسم «ميمون» يطلق في مصر والسودان على القرد الصغير.