برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله.. تكريم الفنانة ابتسام لطفي بقاعة نيارة بالرياض

5 صور
روائع التراث وعبق التاريخ اُحتضن بأجيال اليوم والأمس في عرس تراثي تم إحياؤه في قاعة نيارة، تزامنًا مع اختيار الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تكريم ابتسام لطفي التي شدت بأجمل أغاني الفلكلور، والتي تعد تراثًا فنيًّا وأدائيًّا تعتز به كل أسرة سعودية وتفخر فيه، ولابد أن تحافظ عليه لتسلمه للأجيال القادمة؛ فمن لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل.. ولذلك اختارت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الفنون الأدائية موضوعًا رئيسيًّا لفعالياتها وأنشطتها للعام الحالي، حيث تكثف الجهود وتولي عناية واهتمامًا بهذه الفنون عبر قنواتها المختلفة سواء من خلال أنشطتها، أو فعالياتها، أو ومنافذها الإلكترونية، بل وحتى من خلال مشاريعها وبرامجها المتنوعة.
ولذلك احتفلت الجمعية برعاية رئيس مجلس الإدارة الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز بتكريم الفنانة القديرة ابتسام لطفي أحد أهم رموز الفنون الأدائية في المملكة، والتي اختارتها الجمعية لتحتفي بها هذا العام. وبدأ مراسم الحفل الممزوج بأصالة الماضي وحضارة اليوم بعرض فيلم وثائقي عن أنشطة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، كما تم عرض العديد من العادات والتقاليد والأكلات الشعبية والراقصات التراثية.. وبعد الانتهاء من العرض تفضلت الأميرة عادلة بنت عبد الله رئيس مجلس الإدارة بإلقاء كلمتها في هذا المحفل المميز قائلة:" يسعدني في هذه الليلة الترحيب بكم حيث ستكرم الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أحد الرموز الوطنية للفنون الأدائية وهي "ابتسام لطفي" لاسيما وأنها عبر مسيرتها الفنية عززت وجود الفلكلور التراثي السعودي"، وأضافت قائلة:" من واجبنا في الجمعية لفت نظر الجيل الجديد للفلكلور التراثي السعودي والتعريف به خاصة وقد وقعت السعودية عام 2003 اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لصون التراث الثقافي اللامادي، والتي تم تنفيذها عام 2006م، وذلك لأهميته بوصفه منبعًا للتنوع الثقافي وعاملاً معززاً للتنمية المستدامة، وعنصراً هامًا لحفظ الهوية". مشيرة إلى أنّ الليلة التراثية تعد النواة الأولى لسلسلة فعاليات وبرامج تهتم بتكريم رموز الوطن في مجالات التراث المختلفة، مؤكدة حرص الجمعية على المساهمة بإثراء المعرفة والرفع من الوعي لدى المواطنين بالفنون الأدائية في المملكة حيث يأتي ذلك حرصًا من الجمعية عبر مبادرات عدة للحفاظ على التراث بنوعيه المادي والغير مادي، حيث عملت على مشروع "رصد حالة التراث" وأعدت وثيقة له ونفذت ورشة عمل بالتعاون مع خبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وأكدت قائلة:" إنّ الجمعية تعمل بمنهجية علمية للمضي بمشروع متحف الفنون الأدائية في جدة التاريخية والذي يهدف لتوثيق ذاكرة المجتمع التراثية البصرية والسمعية، بالإضافة إلى التسجيل التاريخي لهذه الفنون ورحلة تطورها جغرافيًّا وتاريخيًّا". مشيرة إلى أنّ القيام بالدراسات العلمية حول الفنون الأدائية، وتوثيق صلاتها بفنون دول الجوار من المسارات المهمة في المشروع، مشددة على أنّ الجمعية في كل محفل تحرص على تكريم شركائها بالنجاح والداعمين لمشاريعها الثقافية التي تخدم التراث وتحرص على التوعية به وبأهميته". وقالت المدير التنفيذي للجمعية الدكتورة مها السنان:" إنّ تكثيف الجهد سنويًّا على موضوع معين من المواضيع التي تقع في دائرة التراث الوطني يرفع مستوى المنتج المقدم، لذا حرصت الجمعية على أن تتمحور فعالياتها حاليًّا على كل ما يرتبط بالفنون الأدائية، فبالإضافة إلى إقامة الليالي التراثية ستقيم الجمعية في إبريل القادم ملتقى التراث والفنون الذي سيشمل عرضًا مسرحيًّا والتعريف بتجارب دولية ناجحة في خدمة التراث، وورش عمل للأطفال.
وبعد إلقاء كلمات الترحيب الحافلة كرمت الأميرة عادلة الجهات المشاركة والرعاة لهذا الحفل، مقدمة لهم لوحات ودروع تراثية وهم: الهيئة العامة للسياحة والآثار، قاعة نيارة، روتانا خليجية، والبنك الأهلي الخليجي. كما قامت بتكريم المصممة بدرية الحارثي على التصميمات الموحدة لطاقم العمل بالجمعية، وتم أيضًا تكريم المصمم الفنان بدر المنصوري، وأخيرًا الأميرة نوف بنت فيصل التركي وهي المشرف المالي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ومن ثم تم تكريم الفنانة الرائعة ابتسام لطفي كرمز من رموز التراث الأدائي. كما تم استعراض فيلم قصير عن حياة الفنانة ابتسام لطفي التي ولدت عام 1951 بالطائف، وقد ولدت كفيفة واسمها الحقيقي خيرية ولكن لقبها طلال مداح بابتسام لأنها ترسم البسمة على وجوه مستمعيها.. كان حلمها الذي طلبته من والدها أن تكون أول صوت نسائي بالإذاعة، فكان لها ما أرادت وتحقق الحلم.. وها هي تعيد الماضي وطياته في أغانيها، وتعيد الحنين للذكريات من خلال فرقة الفنان الكبير محمد عبده لتغني في الحفل العديد من الأغنيات أهمها: يا هلا به يا هلا به، الخيزرانة، سهرنا، وسافروا وما ودعوني. وبهذه الأغاني أنهت الفنانة الجميلة ابتسام لطفي الحفل وتركت الجميع وذكرى الماضي وروائحه العبقة تعبث بمشاعرنا وتدغدغ أحلامنا.
الجدير بالذكر أنّ مهام الجمعية تتمحور حول التوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه ساعية لأن تكون حلقة وصل بين المهتمين من الأفراد والجهات من القطاعات المختلفة من خلال تبادل الخبرات والتنسيق بين المشاريع والبرامج لتحقيق تكامل في الجهود المبذولة في كافة المجالات التي تخدم التراث المادي والغير مادي".