3 صور

لو تساءلنا عن نسبة ذكائنا لوجدنا أن هناك من يرى في نفسه أنه ذكي، وربما البعض لا يعرف نفسه جيداً فيتردد، وربما يقول البعض لا، والحقيقة أنه سؤال غير صحيح، والأمر يحتاج إلى توضيح؛ لأن الجميع لديهم أكثر من نوع من الذكاء وفق نظرية "جاردنر"، إذ يقسم الذكاء إلى: ذكاء رياضي، وذكاء اجتماعي، وذكاء مكاني، وذكاء لغوي، ونحن نمتلك درجة طبيعية من الذكاء العقلي والمعرفي، ومنا من يتمايز فوق المستوى الطبيعي، ولكن كم منا يمتلك الذكاء الوجداني الذي طرحه "ماير وسالوفي وجولمان"، وهذا النوع من الذكاء ليس حديثاً في مضمونه؛ لأن كل الناجحين استخدموه، ولكن تمت بلورته كما تم تنظيمه في صورة مهارات خلال 24 سنة الماضية، ليبقى سؤال آخر هو الأكثر تعبيراً وقياساً عن مستوى الذكاء: ما هو عمرك الآن؟


دكتور الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي د.إبراهيم يونس يخبرنا في الموضوع التالي عن الذكاء الوجداني، وكيفية تحديد أعمارنا الحقيقية:
بداية يقول د.إبراهيم: "هل تساءلنا عن أعمارنا؟ وهل عمرك 20-30-40 سنة أم أكثر أم أقل؟ لا يهم؛ لأن السؤال لم يكتمل، فكم عمرك الزمني منذ ميلادك حتى هذه اللحظة؟ وكم عمرك العقلي؟ وكم عمرك الوجداني؟ فقد نجد من عمره 40 عاماً ولكن عمره الوجداني 20 عاماً أو أقل، وقد نجد من عمره الزمني 17 عاماً وعمره الوجداني 70 عاماً، كما أن الناس يدخلون المهن بعمرهم الزمني من خبرات وعمرهم العقلي من شهادات، ولكن لا يرتقون مهنياً ولا ينجحون اجتماعياً وأسرياً إلا إذا تمتعوا بالذكاء الوجداني".

ويشير إلى أن الذكاء الوجداني يعتمد على خمسة أمور،وهي:

1. الذكاء الوجداني يقول لك: كوني واعية بذاتك، واجعلي مشاعرك أمام عينك، وقولي لنفسك: لماذا أشعر بالضيق؟ لماذا انفعلت على صديقتي؟ وابحثي عن السبب، وأمعني النظر فيه، فهل هو سبب يستحق الانفعال السلبي أم كان هناك تصرف آخر موضوعي وأكثر حكمة؟ وقومي بعملية تقويم للذات والوجدان كلما شعرت بشعور مزعج، فإن معرفتك السبب بدقة ستسهل عليك الوعي بما تفعلينه.

2. الذكاء الوجداني يقول لك: نظمي انفعالاتك وتحكمي بها، فلا تجعلي أعصابك في يد غيرك، وتحكمي أنت بها، فربما تخفين شعوراً ما؛ لأن الوقت والمكان والشخص غير مناسبين، وربما تظهرين شعوراً هو في داخلك ليس حقيقي؛ لأن الظرف والمكان يستدعيان ذلك، فكوني واعية بالشعور المناسب في الوقت والمكان المناسبين، وإذا كان هناك ترقية أو مكافأة لصديقة فلابد أن تشعريها بفرحك رغم أنك لم تحصلي على أي مكافأة مثلاً، أي عليك أن تفصلي بين ما تشعرين به في موقف وما يجب أن تشعري به في موقف آخر، وعند العودة من العمل اخلعي العباءة وادخلي البيت للأسرة بالشعور الذي يستحقه زوجك وأبناؤك.

3. الذكاء الوجداني يقول لك: حفزي نفسك وشجعيها، وجددي نشاطك بمداعبة نفسك ومحايلتها، وقولي لها استعدي للمهمة الجبارة، سأقوم بمكافأتك إن أنجزت، ويجب أن تنجزي هذه المهمة، فكوني على استعداد، وكوني على موعد مع العمل الممتع.

4. الذكاء الوجداني يقول لك: تعاطفي مع الآخرين، واشعري بهم، وضعي نفسك مكانهم، واستجيبي لهم كما يرغبون إن كان ذلك متاحاً، واجعلي هذه الكلمات دائماً على لسانك: أحترم رغبتكم، أتفهم مشاعركم، أشعر بما تشعرون به، أعرف دوافعكم الطيبة في هذا الأمر، فهذه مشاركة وجدانية تأسر القلوب.

5. الذكاء الوجداني يقول لك: استخدمي مهارات التواصل، فأسرع وسيلة للتواصل هي الابتسامة، وأجمل طريقة للحوار هي الإنصات، وأفضل طريقة للتأثير هي أن تعتبري نفسك نجمة مشهورة ولك جمهور تحافظين عليه وتزيدين منه بحسن المعاملة والمداعبة والاهتمام والمشاركة.