وفاة الشاعر اللبناني سعيد عقل

5 صور

يبدو أن لعنة موت العظماء قد حلت على لبنان، إذ بعد يومين من وفاة الشحرورة صباح، ويوم على وفاة الفنانة نهوند، غادرنا اليوم شاعر يمتدّ اسمه على تاريخ الوطن.

فقد سقط غصن آخر من شجرة الأرز اللبنانية الشامخة برحيل الشاعر والأديب الكبير سعيد عقل اليوم عن عمر ناهز المئة وعامين.

وسيجثى جثمان الراحل سعيد عقل يوم الاثنين المقبل في تمام الساعة 11 صباحا في جامعة سيدة اللويزة حيث سيتوالى كبار الفنانين على تقديم الترانيم لروحه ، وسيوارى في الثرى يوم الثلاثاء افساحا في المجال امام اقامة دفن وعزاء يليق بالشحرورة صباح كما صرح نائب رئيس جامعة اللويزة سهيل مطر .

آثاره:

عام 1935، أطلق سعيد عقل "بنت يَفتاح" المأساة الشَّعرية، وهي أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكيّة ذات المستوى. وقد نالت يومذاك جائزة "الجامعة الأدبية". كذلك كتب قصيدته "فخر الدين"، التي تُعتبر مطوَّلة تاريخية وطنيّة، حيث برهنت أنَّ الشِعر يقدر أن يؤرّخ ويَظلَّ شعراً مُضيئاً، وأن يسرد قِصّة، متقيّداً بالأصول ويظلّ مؤثراً.

عام 1937 أصدر "المجدلية" التي غيّرت بمقدّمتها وجه الشّعر في الشرق.

عام 1944، أطلّت مسرحيّة قدموس، وهي عمارةً شعرية ذات مقدمّة نثريّة رائعة، وبدأ سعيد عقل يكون مهندس النفس في الأمّة اللبنانية.

عام 1950، أشرقت شمس "رِنْدَلى" وصار الحبّ أحلى. ففي غمرة الشعر التقليدي والغزل الإباحيّ الفاحش، ردّ سعيد عقل إلى المرأة تاجها ، فغدت من بعده تُحبُّ وتُقدّر.

عام 1954، صدر له كُتيّب نثريّ "مُشكلة النخبّة"، يُطالب فيه بإعادة النّظر في كلّ شيء من السياسة إلى الفكر والفن.

عام 1960، صدر كتاب "كأس الخمر"، وهو يتضمّن مقدّمات وضعها سعيد عقل لكتب منوّعة، وشهد بها لشعراء وناثرين ، مبرزاً مواهبهم، وناهضاً بالنقد الأدبي وبمقدّمات الكتب إلى مستوى نادر في النّثر الحديث.

وفي نفس العام أيضاً، حكى لبنان كما يجب أن يُحكى، فصدر: "لبنان إن حكى"، فكان كتاب المجد الذي يعلّم العنفوان والشّهامة، وينشُر أمجاد لبنان بأسلوب قصصيّ أخّاذ ومضيء، يترجّح بين التاريخ والأسطورة.

كما صدر أيضاً كتاب "أجمل منك؟ لا…" حاملاً غزلاً يُصلّى به صلاةً بأسلوب ارتفع إلى ذروة المرونة الإنشائية وتنوّع القوافي.

عام 1961، صدر كتاب "يارا"، وهو شعر حبّ باللغة اللبنانيَّة، يضمّ قصائد ولا أجمل، تجمع بين البساطة ومُناخ الخمائل.

عام 1971، صدر كتاب "اجراس الياسمين"، وهو شعر يغنّي الطبيعة بغرابة فريدة وبحدّة حِسّ وذوق.

عام 1972، صدر "كتاب الورد"، وهو نثر شعريّ ذو نفحات حبّ ناعمات، من حبيب إلى حبيبته.

عام 1973، صدر كتاب "قصائد من دفترها"، وهو شعر حبّ يغني العذريّة والبراءة بكلام من ضوء القمر على تلال لبنان، بين الأرز والصنوبر. وقد كستها الثلوج بمثل ثوب عروس.

عام 1973، صدر أيضاً كتاب "دُلزى"، وهو كتاب قصائد حُبّ من نار وحنين ناعم.

عام 1974، صدر كتاب "كما الأعمدة"، وهو بعلبكّ الشعر. وقد سجّلت فيه روعة العمار، ودقّة الجمع بين الفخامة والغِوى.

عام 1978، كتاب "خماسيَّات"، وهو مجموعة أشعار باللهجة اللبنانية  العامية.

 عام 1992، صدر كتاب خماسيّات الصبا باللغة الفصحى، ويمثل ذُروة الكثافة في المضمون، كما يمثّل التفرُّد العالميّ في الشّكل الشِعري.

عام 1981، صدر لسعيد عقل ديوان شعر باللّغة الفرنسيّة أسماه "الذَّهب قصائد"؛ وهو كتاب جامع يحمل خُلاصة ما توصّل إليه فكر سعيد عقل في أوْجِ نُضجه.