مهرجان الخريف في ألمانيا مزج الثقافة بالطبيعة

8 صور

كيف للتفاحة أو البصلة أو حبة اليقطين، ان تصبح جزءا من الموروث والثقافة؟ كيف للناس أن تحتفل بها وتكرمها وتجعل من موسمها فرصة للغناء والرقص والفرح، سؤال ربما سأله السابقون من الألمان وأجابوا عليه، من خلال تطوير المهرجانات الموسمية، التي كانت في السابق قصرا على تسويق المنتج الزراعي في حينه ولكنها أخذت مع الوقت بعداً أخر.


الآن موسم الخريف والشتاء على الأبواب لذا يحاول الناس اغتنام كل فرصة للبقاء أكثر في الخارج والاستمتاع بأخر لحظات لشروق الشمس، وبمهرجان الخريف الذي هو جزء من مجموعة مهرجانات ألمانيا حاليا، حيث تستقطب كل مدينة ألاف الحاضرين، وتقدم العروض الموسيقية بشكل دائم، وأغلب الأغاني تتحدث عن وداع الصيف وقدوم الشتاء، وداع اللحظات الجميلة تحت أشعة الشمس والعطل الممتعة على شط البحر.

موسيقا من التشيك وفرنسا
مدينة سالفيلد الألمانية، وجدت في مهرجان الخريف هذه السنة فرصة للإحتفال بمرور 100 عام على افتتاح مغارتها الشهيرة، كذلك فرصة مهرجان الخريف لتدعيم صداقتها مع الجيران فرنسا والتشيك تحديدا، فقامت إدارة المدينة بدعوة مجموعة من الفرق الموسيقية من هذه البلدان، وقامت فرقة موسيقية من التشيك بأحياء حفلة المساء عبر عزف الموسيقا الشعبية التشيكية واسعة الشهرة والتي تلاقي رواجا كبيرا حتى الآن في الكثير من مدن ألمانيا الشرقية، كما قدمت الفرقة الفرنسية مقطوعات موسيقية تعود إلى الزمن القديم.
وعلىى ايقاع الموسيقا الرائعة، يجد الباعة من المزراعون فرصتهم لتسويق منتجاتهم الأساسية من التفاح والبصل وكذلك المربيات المتنوعة.


والفن هنا يأخذ أشكالا متعددة منها تشكيلات الورود المجففة والمكونة على شكل باقات أو دوائر تعلق على الأبواب، تصنعها النساء والرجال، بعد جهد كبير في جمع الورود وتجفيفها ومن ثم تشكيلها، ويقدم الألمان على شرائها بكثرة، إلى جانب الأعمال الحرفية مثل التماثيل الخشبية والفخارية، التي تنحت تكوينات مختلفة مناسبة لديكورات المنازل في فصل الخريف، كما أن كل مدينة تطبع المهرجان بخصوصية معينة من روح المدينة وتاريخها الخاص، كما تكثر حفلات الهلوين وعروضها المسرحية الخاصة لإثارة البهجة والمرح..
كما يعتبر مهرجان الخريف فرصة لتسويق منتجات التفاح واليقطين والبصل، من مربيات وعصائر وخلافه، لهذه المهرجانات أهمية خاصة في تعزيز التواصل الثقافي والفني والزراعي في نفس الوقت، وقد تكون هذه المهرجانات أسمى معنى لتوظيف الفن في خدمة الطبيعة.


مهرجان البصل في فايمار
ولمدينة فايمار الألمانية حكاية طويلة مع البصل، فهي منذ سنوات طويلة جعلت من البصل بطلها الأساسي للإحتفال، بدأت الحكاية منذ القديم، حيث كان يأتي الفلاحون ويضعون اشوال البصل على طرقات الشوراع لبيعها في موسم الخريف، ثم تطورت الفكرة لتصبح أكثر تنظيما بعد عدة سنوات، ولكنها الان أصبحت تشهد تطورا كبيرا حتى من الناحية الثقافية والفنية، حيث ينظم المهرجان قبل عدة أيام ويعرض الفلاحون بضاعتهم البصل والثوم والورد المجفف بأشكال فنية وديكورات منزلية متعددة، فاختلفت وظيفة الفلاحين ولم تعد تقتصر فقط على بيع البصل بس أصبح لزاما عليهم اختراع ديكورات قوامها البصل والورد المجفف، يتم تعليقها في المطبخ، كما يأتيها الفنانون والراقصون من كل المناطق ففي هذه السنة شارك أكثر من 800 فنان في مهرجان البصل وزار المهرجان نحو 300 ألف زائر من كل مدن ألمانيا، يشكل المهرجان فرصة للمرح والشراء والفن. في آن واحد.