لماذا قتلت الأم البريطانية ابنتها عائشة؟

13 صور

وأخيراً توضحت خيوط الجريمة المروعة التي صدمت المجتمع الإنجليزي وشغلت الإعلام لشهور طويلة بعد أن اصدرت محكمة Old Bailey قرارها بإدانة امرأتين بريطانيتين مسلمتين ارتبطتا معاًً بعلاقة "مثلية" أدت في النهاية إلى موت ابنة إحداهما وهي طفلة بريئة في الثامنة من العمر لا ذنب لها سوى أنها كانت تقف حجر عثرة في طريق هذه العلاقة الشاذة.


الزوج يخسر المعركة
تبدأ الحكاية عندما يشاء الحظ أن تسكن السيدة "كيكي مضر" (43 عاماً) التي تعمل كمتطوعة في مستشفى ميداني قرب شقة السيدة "بولي شاودري" (35 عاماً) التي تعمل مساعدة في مكتب محاماة، وهي أم لطفلة في الثامنة من عمرها تدعى (عائشة), وقد وجدت "كيكي" نفسها منجذبة عاطفياً لجارتها لذا حاولت التقرب منها بكل الطرق حتى أنها ادعت إصابتها بمرض السرطان من أجل كسب عطفها واهتمامها, وقد تنبه الزوج "أسفر علي" لهذه العلاقة التي تثير الريبة وحاول أن يتخلص من تأثير هذه المرأة على زوجته فيما كانت "كيكي" تكره الزوج وتعدّه مهدداً لهذه العلاقة، لذا حاولت ان تدمر الزواج وتوصلهما إلى الطلاق وقد أدرك الزوج هذا الأمر وقرر الإنتقال بعائلته إلى سكن آخر إلا انها تبعتهم إلى سكنهم الجديد وبدأت باختلاق الأكاذيب وإثارة المشاكل التي أدت في النهاية إلى طرد "بولي" لزوجها من فراش الزوجية, وتفاقمت الأمور إلى أن انفصل الزوجان في اوائل عام 2013, وترك الأب ابنته عائشة في عهدة أمها.

رسائل وهمية وقصص ملفقة
وعلى مدى ثلاث سنوات من عمر هذه العلاقة الشاذة كانت حياة هاتين المرأتين عالماً مجنوناً من الخزعبلات ومن السادية (تعذيب الآخرين) والماسوشية (تعذيب الذات) والخيالات والأرواح والأشباح، وقد حاولت "كيكي" الاستحواذ على عقل حبيبتها تماماً كي تكون لها لوحدها ولا يشاركها بها أحد وكانت تظن أن الطفلة "عائشة" تقف في طريقها وتأخذ بعضاً من اهتمام الأم, لذا بدأت بتنفيذ خطتها الخبيثة في استعداء الأم على ابنتها، وكانت تتواصل معها بالرسائل النصية و"الفيس بوك" من خلال 15 شخصية وهمية تدور في فلك الأشباح والأرواح، ومنها "روح وهمية" تدعى "سكاي مان"، كانت ترسل للأم رسائل تقول فيها: "ابنتك ستملأ حياتك بالألم والأحزان" و"ابنتك شريرة وملعونة ولم تحسني تأديبها", وهذا ما دفع الأم إلى محاولة الانتحار لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة.

كما أرسلت لها أيضاً وعبر "الفيس بوك" صوراً عارية عن طريق شخصية وهمية أخرى لرجل يدعى "جيمي" يسألها فيها عن بعض الأمور الجنسية الخاصة كما نجحت في ايهامها بأنها تمارس الجنس مع" جيمي" في بعض المرات التي كانت تنام هي معها في الفراش. كما عثر المحققون على أكثر من 17 ألف رسالة عبر صفحات "الفيس بوك" كان قد أرسلها "جيمي" الوهمي، وقد بحثت الشرطة عن هذا الشخص الغامض واكتشفت أن صورته تعود لرجل هندي اسمه "آفل كابور" لاعلاقة له بهاتين المرأتين وأن "كيكي" هي من كانت تكتب هذه الرسائل, كما استمعت الشرطة إلى مكالمة هاتفية لها قبل أسابيع من موت الطفلة تقول فيها لأحد الأصدقاء: "سأقتل هذه الساحرة الصغيرة التي تسكنها روح شريرة".


"عائشة" والأرواح الشريرة!
وفد تعرضت الطفلة "عائشة"على مدى ثلاث سنوات لمختلف صنوف التعذيب بعد أن اقتنعت الأم تدريجياُ بأن ابنتها قد اصابها مس شيطاني وأنها بحاجة إلى عقاب من أجل "إيقاف بوابات الجحيم قبل أن تنفتح". ومن أجل ذلك قامت الأم بوضع ابنتها تحت "دوش" بارد في عز الشتاء وأجبرتها على تناول الطعام الذي يشعرها بالغثيان ودفعتها لتنظيف و"فرك" أرضية الحمام من أجل تخليصها وتطهيرها من الأرواح الشريرة.

كما تناوبت الأم وعشيقتها على ضرب الطفلة وإهانتها وقد شهد الجيران على سماعهم لصوت الطفلة وهي تصرخ وتتوسل في الليل وتردد: "أمي أنا لا أريد أن أكون فتاة سيئة أنا لا أريد أن أكون سيئة ". وقد دأبت المرأتان على التسلل إلى غرفة نومها ليلاً وهما تلبسان أقنعة مرعبة من أجل إخافتها. وقد جعلاها تكتب قائمة بالأشياء السيئة التي تفعلها ومنها "الكذب والتصرف بوقاحة". وأخيراً انتهى الأمر بموت الطفلة بطريقة مأساوية لا يتصورها عقل.


المحكمة تدين المرأتين
عندما حضرت سيارة الإسعاف لمعاينة "عائشة" وجد الأطباء طفلة ضعيفة لا يتجاوز وزنها 19 كيلوغراماً ممدة على أرضية الغرفة وهي شبه عارية وقد فارقت الحياة إثر ضربة في الرأس، وقد غطيت جسمها الكدمات مع نحو 50 جرحاً منها آثار عضات في الرقبة. ووجد المحققون ملاحظات كتبتها عائشة عندما كانت تجبر على البقاء في غرفتها تقول فيها: "أنا أفعل كل ما بوسعي كي أكون فتاة جيدة"، وأيضاً "أنا لا أحب جرح مشاعر الآخرين وأكره العقاب لذا سأحاول أن أغير سلوكي".

وقد وصف المعلمون تلميذتهم عائشة بالفتاة الذكية والموهوبة، ولكنها بدأت بالانعزال قبل وفاتها بشهور.


وفي المحكمة تبرأت المرأتان من فعلتهما وادعت كل واحدة بأن الأخرى هي السبب إلا أن هيئة المحلفين وجدت أن الاثنتان مذنبتان في جريمة القتل غير العمد وحكمت عليهما بالسجن 31 عاماً وبرأتهما من تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وقد انتحبت "كيكي" عندما سمعت بالحكم فيما أجهشت الأم بالبكاء وارتمت بين ذراعي عشيقتها. أما الأب فقال من خلال دموعه: "عائشة طفلة رائعة وذكية وتحب الحياة وتهتم بفقراء العالم وكل ما كانت تريده هو أن تكون جزءاً من عائلة سعيدة".