شركة طبية تغامر بإعادة العمل على عقار محظور للروماتويد

3 صور
لا تخلو الساحة الطبية من الأبحاث المتكررة لإيجاد العلاجات اللازمة للأمراض المستعصية والشائعة، ويعد مرض الروماتويد واحداً منها.

وفي مغامرة علمية جريئة قرر الباحثون إعادة تجاربهم على عقار تجريبي كان قد جاء بآثار جانبية مخيفة أثناء التجارب الإكلينيكية قبل تسع سنوات لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، فيما أظهر نتائج واعدة عند تعاطيه بجرعات أقل من جرعاته الأصلية، حيث أظهر العقار نتائج مخالفة تماماً لما حدث عام 2006 عندما انتهى الأمر بستة متطوعين أصحاء تعاطوا العقار في لندن، إذ رقدوا في وحدات الرعاية المركزة، ووصف أحد هؤلاء الضحايا بأنه يشبه "الرجل الفيل" بعد أن تضخم رأسه بصورة مروعة، فيما فقد آخر أطراف أصابع اليدين والقدمين.

ويعرف الروماتويد بأنه مرض مزمن من الأمراض الانضدادية التي تؤدي بالجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل، مسببة التهابات وتدميراً لها، ومن الممكن أيضاً أن يدمر جهاز المناعة أعضاء أخرى في الجسم كالرئتين والجلد، وفي بعض الحالات يسبب المرض الإعاقة، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والإنتاجية، ولا يوجد علاج نهائي فعال له حتى الآن.

ووفقاً لـ"رويترز"، فقد ذكر المدير التنفيذي لشركة البيوتكنولوجيا الألمانية الروسية التي تملك العقار الآن أن الشركة تأمل تأكيد جوانبه الإيجابية في تجارب تبدأ في يونيو حزيران القادم، ثم تلجأ إلى إحدى شركات المستحضرات الدوائية الكبرى كشريك استثماري.

وقالت افتتاحية تنشر في العدد القادم من الدورية البريطانية للصيدلة الإكلينيكية: "إن العودة المظفرة المحتملة للعقار تظهر أن بالإمكان اختبار العقاقير ذات الآثار الخطيرة على نحو آمن للإنسان إذا تسنى للباحثين الحصول على رؤية تفصيلية عن طريقة عمل العقار، وفي حالة نجاح العقار فإن عودته ستمثل تكراراً لقصة عقار ثاليدوميد الذي أحدث تشوهات في المواليد عندما استخدم لأول مرة قبل نصف قرن لعلاج حالة التوعك الصباحية لدى الحوامل، ثم أعيد استخدامه الآن لعلاج سرطان الدم".