تقدير الذات حجر الأساس لكل شخصية سوية ومستقرة، وكل المشاكل التي يمكن أن يعاني منها الإنسان وتعاني منها الأنثى على وجه الخصوص ترجع لإشكالية في تقدير الذات والشعور بالكيان الخاص.

المستشارة الأسرية والباحثة الإنسانية شيماء فؤاد تخبرنا في السطور الآتية عن مصادر تقدير الذات:

بداية تقول شيماء: "لحسن الحظ تقدير الذات شيء مكتسب وليس فطرياً، والقاعدة تقول: "كل شيء مكتسب يمكن تعلمه"، وفي الحقيقة نستمد تقديرنا لذواتنا في الصغر من الأهل والأصدقاء والمعارف والمدرسين ودائرة المجتمع القريبة، لذا أكثر ما يمكن تقديمه لطفل أو مراهق في مرحلة تكوين ذاته هو قبوله وحبه وصورة جيدة عن نفسه وعن قدراته دون أن نبالغ، فهكذا نربي تقدير الذات، أما في الكبر أي بعد الرشد فنستمد تقديرنا لذواتنا من أنفسنا كمصدر أول ثم من نثق بهم من القريبين لنا".

وتشير إلى أننا نستمد تقدرنا لذواتنا من أنفسنا، وذلك في عدة مراحل تتمثل في ما يأتي:

- التصالح مع الماضي، فهناك مقولة تقول: "إن الإصغاء إلى العالم الداخلي وتفهمه وترتيبه من جديد هو عماد العلاج النفسي"، والتصالح مع الماضي هو عملية معالجة داخلية لمواقفك من أحداث الماضي لتخفيف الحمل عليك ولتحسين النظرة لك في الماضي وللماضي نفسه، وهذا يستوجب مسامحة نفسك على أخطاء كثيرة ارتكبتها بعذر أنك كنت صغيراً ومتهوراً وغير واعٍ وغير ناضج، وعزاؤك فيها أنك تعلمت.

- من التقنيات النفسية التي تستخدم في معالجة الماضي التخلص من الذنب اتجاه العلاقات والتجارب الفاشلة؛ لأن أغلبها بالفعل لم يكن يناسبك، وسبب فشلك بها أنها لا تناسبك.

- من أهم الوسائل التفريق بين مشكلتك ومشكلة الآخرين، وكثيراً ما نشفق على أنفسنا بسبب أخطاء الآخرين، ولكن بما أنه خطأهم وحدهم فعليهم أن يشعروا بالخزي ويجب أن تتوقف عن لوم نفسك والشفقة عليها، بل تتحول الشفقة من عليك إلى عليهم.