عمليات التنحيف.. بين الحاجة والصورة المثالية!

3 صور

على اختلاف معايير الجمال على مدار السنوات والقرون اعتبرت المرأة البدينة في بعض الحضارات العربيَّة والعالميَّة مقياساً للجمال ونموذجاً مثالياً للأنوثة والدلال.
فقد تغزل العرب قديماً بالمرأة السمينة، لكن في واقعنا الحالي انتشر هوس النحافة، التي أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجمال، وأقبلت كثيرات على أساليب التنحيف المتعدِّدة ومنها العمليات الجراحيَّة، التي استخدمت كعلاج أكثر من كونها تجميلاً.
«سيدتي» التقت مجموعة من الشابات اللاتي أجرين عمليات التنحيف، ولكل منهنَّ قصة مختلفة تجاه خضوعها لمثل هذه العمليات.


دوامة لا مخرج منها
رهام محمد (33 عاماً) تعاني من السمنة منذ طفولتها تحكي لنا عن تجربتها مع عمليات التنحيف وتقول: منذ طفولتي وأنا أعاني من زيادة في الوزن، وأتوقع أنَّ الوراثة كان لها دور كبير في ذلك. وتؤكد رهام أنها قضيت سنوات شبابها محرجة من سمنتها التي كانت تعيق حركتها وتفاعلها مع صديقاتها، وبعد تخرجها في الجامعة قرَّرت أن تضع حداً لذلك فلجأت إلى عمليَّة ربط المعدة، وخلال ستة أشهر فقدت نصف وزنها، لكن المشكلة لم تنته هنا، بل أصبح جسمها غير متناسق، وكان لا بد لها من اتباع نظام رياضي قاسٍ لشدِّ الترهلات أو اللجوء إلى عمليات التجميل وبالطبع تكاليف إضافية، وتختتم حيثها قائلة: أشعر بأنَّني وضعت نفسي في دوامة ولا أستطيع الخروج منها.

ندم وحسرة
أما وفاء الحسن (36 عاماً)، موظفة وأم لطفلين، فتحدثت عن تجربتها إذ زاد وزنها بعد الولادة وفقدت السيطرة عليه، باءت كانت كل محاولاتها لخسارة الوزن بالفشل، وبعد تفكير لجأت إلى عمليَّة وضع بالون داخل المعدة لتقليل كميات الأكل طوال اليوم، وبالفعل كانت عمليَّة سهلة، ولكن ما حدث بعدها هو أصعب من العمليَّة بحدِّ ذاتها، فقد أصبت بالهزال لأنَّني لا أتناول الطعام بسبب فقدان الشهيَّة، وبعد ذلك أصبحت أعاني من نقص فيتامينات وكالسيوم، وهذا أثر في نمط حياتي ككل، وكم كنت أتمنى لو أنني اتبعت حمية صحيَّة وقمت بأداء التمارين الرياضيَّة بشكل مستمر، لكن الندم لا ينفع بعد فوات الأوان.

حياتي مهدَّدة بالخطر
وقالت غفران (19 عاماً) طالبة جامعيَّة: بدأ وزني بالازدياد المستمر والملحوظ مع بداية البلوغ والسبب هو التغييرات الهورمونيَّة التي تصاحب هذه المرحلة، ما سبب لي الاحراج، فكل من حولي كان يتهمني بالشراهة وأنَّ طريقة أكلي هي السبب، وتجاهلوا العامل النفسي، فوزني وصل لـ 130 كيلوغراماً ما جعلني أعاني، من هنا حاولت تجربة الأنظمة الغذائية والحمية لكني لم أستطع الاستمرار، فقررت بعدها أن أبدأ رحلة إقناع عائلتي بعملية تكميم المعدة، وأجريت العملية وخسرت من وزني حتى الآن 25 كيلوغراماً، لكن ما واجهته من ألم وتعب في هذه الفترة كان فوق طاقتي، فصحتي الآن مهدَّدة بالخطر بسبب طبيعة معدتي التي لا تتحمل الغذاء الواحد المتكرِّر.

أما «ص- ب» (35 عاماً) فخضعت لأكثر من تجربة لانقاص وزنها وأنظمة وجداول وبالون المعدة، ومرَّت بمرحلة إحباط وتخبط فعرض أهلها فكرة العمليَّة لكنها كانت تشعر برهبة شديدة حتى أصيبت بالتواء الكاحل ولم تتعافى منه بسبب وزنها وبسبب مشاكل صحية خضعت للعملَّية، والآن تعاني الأثار الجانبيَّة المرهقة نفسياً وجسدياً.

خبراء التغذية
أوضحت اختصاصيَّة التغذية، فيفيان وهبي، من مركز عيد كلينك، أنَّ التطور التكنولوجي وتغيُّر العادات الغذائيَّة أديا لزيادة الخمول وقلة الحركة وبالتالي ازدياد نسبة البدانة في جميع أنحاء العالم، وللأسف المملكة العربيَّة السعوديَّة ودول الخليج من أعلى هذه النسب في العالم، فالسعوديَّة وصلت نسبة السمنة فيها 70%.
وأظهرت دراسات حديثة أنَّ 72.4% من السعوديين الذين تعدوا سن 40 عاماً يعانون من السمنة، منهم 44% من النساء و26.4% من الرجال.
ولا يخفى أنَّ السمنة من أهم أسباب الاصابة بأمراض السكري والضغط والكوليسترول وارتفاع دهون الكبد وغيرها.
وعن عمليات التنحيف أوضحت فيفيان بأنَّها تشكل حلاً نهائياً وضرورياً لبعض الحالات كالأشخاص الذين اتبعوا حميات متعدِّدة، لكنهم ضعيفو الإرادة وبسبب شهيتهم المفرطة.

الطب النفسي
الدافع النفسي الذي يجعل المرأة تلجأ لمثل هذه العمليات من دون حاجة ملحة؟ برأي الدكتورة والاختصاصية النفسيَّة، مها حريري، هي:
• عدم الرضا عن الذات ويأتي ذلك بعد قلة أو انعدام الثقة بالنفس.
• تبني المرأة صورة ذهنيَّة مثاليَّة لذاتها في الشعور تتنافى عن الصورة الحقيقيَّة لها على أرض الواقع وهذا يؤدي بها للإحباط.
• النظرة السلبيَّة من مجتمعها ومن حولها يشعرها بعدم الانتماء ويهز إحساسها بالأمان.
• بالإضافة للنحافة التي روجت لها أغلب وسائل الإعلام وربطتها بالجمال.

المزيد من القصص والمعلومات في عدد "سيدتي" المقبل.