هل كان الطلاق سبباً في قتل رقيب تونسي 7 من زملائه؟

اهتزّ الراي العام التونسي لخبر قيام الرقيب مهدي الجميعي (38 عاماً) بقتل 7 من زملائه الجنود رمياً بالرصاص، ومن بينهم رئيسه العسكري المباشر (قيل إنه برتبة عقيد)، وذلك في الثكنة العسكرية "بوشوشة" بتونس العاصمة، وجرح 10 أحدهم في حالة حرجة، فقد استولى القاتل على سلاح الجندي المكلف بالحراسة بعد أن طعنه بسكين ثم أطلق النار ساعة تحية العلم صباحاً على جمع من الجنود العزّل في لحظة جنون وانفلات أعصاب قبل أن يتم القضاء عليه.
وبعد أن شاع خبر هذه المأساة تعددت التفسيرات وكثرت التأويلات.
التفسير الأول: أن العسكري وهو برتبة "رقيب أول" يعاني من مشاكل بسبب طلاقه من زوجته – هي التي طلبت الطلاق منه وحصلت عليه- وهي مثله موظفة وتنتمي إلى الجيش التونسي، ويبدو أنها منعته من رؤية ابنته التي لها ثلاث سنوات من العمر وأنها أنهكته بطلب النفقة، وتقول بعض الأخبار إنها وشت به إلى رؤسائه بتهم مختلفة ما تسبب في عقابه وحرمانه من حمل سلاحه، ونقلته من عمله في وزارة الدفاع إلى ثكثة "بوشوشة"ما تسبب له في أزمة نفسية حادّة.
شهادات
الرقيب فتحي الجميعي هو وحيد والديه اللذين لم ينجبا أبناء وتكفلا به منذ أن كان رضيعاً، وقد توفي والده منذ سنتين والتحقت أمه بجوار ربها منذ أشهر ما جعله يعيش وحيداً بعد أن أصرت زوجته على طلب الطلق، علما أن القانون التونسي يخول لها ذلك، وهو ما يعرف قانونيّاً بـ "الطلاق إنشاء"، وفتحي- بشهادة من يعرفه عن قرب - يعيش حياة عادية ومحبوب ومحترم من جيرانه وفي حيه، وقد أجمعوا على أنه طيب واجتماعي ومقبل على الحياة، وأن حالته تعكرت بعد طلاقه، وهناك من حمّل طليقته – من دون شرح للأسباب - وزر هذه المأساة، حتى أن بعض النسوة طردنها ساعة حضرت لتقبل العزاء وكذلك بعض أصدقاء وزملاء طليقها.

الحادثة

صباح الحادثة مر الرقيب على مقهى الحي وكان في حالة عادية مرتدياً زيه الرسمي وقد عبر لأحد رواد المقهى عن حنينه لرؤية ابنته الوحيدة.
ومن العناصر التي زادت الطين بلة أن هناك رواية تقول إن خلافاً نشب بين الرقيب فتحي الجميعي ورئيسه في العمل، وهو برتبة عقيد، وإن الأخير أهانه ما تسبب في رغبته بالانتقام منه. وفعلاً وجه له أول رصاصة من بين أكثر من 20 رصاصة تم إطلاقها.
ويبقى السؤال: ولكن لماذا حصد الجاني أرواح بقية زملائه الجنود العزل وقتل الكثير منهم وكانوا مصطفين لأداء تحية العلم ولم يرتكبوا في حقه أي ذنب؟. وقد جاء الجواب من البعض يقول إن القاتل هو متطرف وإنه قام بعملية إرهابية.
وتبقى كل هذه التفسيرات والتاويلات مجرد احتمالات إلى أن تظهر نتائج التحقيق، لكن يرجح أن سبب المأساة هي مشاكل للجاني مع زوجته التي أصرت على طلب الطلاق منه ووشت به إلى رؤسائه وحرمته من رؤية ابنته الرضيعة.