تشارلي.. وهوس المراهقين والأطفال بها

«تشارلي تشارلي»، هي لعبة تحضير أرواح، كما يعتقد الكثيرون الذين تداولوا فيديوهات لهذه اللعبة، التي عادت للظهور بعد غياب سنوات؛ لتثير ضجة عارمة في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

تعتمد اللعبة على قلمين يوضعان فوق بعضهما، على شكل إشارة الجمع، فوق ورقة بيضاء قسمت لأربع خانات، تحمل كل خانتين متواجهتين كلمة «نعم»، وتحمل الأخريان كلمة «لا». ثم يذكر اللاعب كلمة «تشارلي» مرتين، ويسأله: هل هو موجود حالياً؟ فيتحرك القلم، على حد زعمهم، نحو كلمة «نعم» في حال كانت روح «تشارلي» موجودة.


ومع انتشارها زادت الشائعات حول مصداقيتها في تحضير روح «تشارلي»، وبطرح اللاعب الأسئلة والمختلفة، يجيب «تشارلي»؛ إما بنعم أو بلا، حسب اتجاه القلم، والغريب المعتقد أن من يؤدي هذه اللعبة أو يجربها يتعرض للموت وما إلى ذلك. والمشكلة أن الأطفال هم أكثر اللاعبين على هذه الكذبة، بسبب فضولهم الشديد. لكن الأصغر سناً منهم راحوا يتحدثون عن موت فلان وفلان دخلوا ولعبوا بهذه اللعبة، حتى كثر عدد الأطفال الذين راحوا ضحية هذه اللعبة.

«تشارلي» في السعودية
صور الكثير من الشباب في السعودية فيديوهات مماثلة، مستخدمين «تشارلي» للإجابة عن أسئلتهم، التي كانت طريفة في أكثرها، وكوميدية في البعض الآخر، والأقلية جداً هم من صدقوا خدعة اللعبة وطبقوها عن قناعة.

الرأي الاجتماعي
تفسيرات كثيرة طالت هذه اللعبة، واتفق الكثير على أنها تقع تحت علم الفيزياء، ولا علاقة للجن بها، ولكن يبقى السؤال الأهم.. ما تأثير تلك اللعبة وغيرها على المراهقين من الناحية الاجتماعية أو النفسية؟

أخصائي علم النفس، محمد الباشا، أجابنا قائلاً: «بطبيعة الشباب يحبون كل ما هو غريب وخارج عن المألوف، وحتى يميلوا للتحدي وتجربة كل ما هو جديد، ولكن هذه اللعبة بالتحديد، لا بد أن نحذر أبناءنا من مغبة المزاح فيها ومشاهدتها من باب حب الاستطلاع أو تجربة الجديد، أو من باب السخرية والتعليق على الأصدقاء، فهذه اللعبة ومثيلاتها خطيرة على نفسياتهم وشخصياتهم في المستقبل؛ كونها تشكك في قدرات الخالق، وبالتالي تجعل الشخص يتقبل كل ما هو غريب، ويجد له مبرراً في نفسه.

حكم الدين
يجد الدكتور عبد الرحمن العصيمي، الذي نشر على حسابه البريدي على تويتر حكم لعبة «تشارلي»، وقال: "إن هذه اللعبة فيها استجلاب للجن، والاستعانة بهم وسؤالهم عن الغيبيات، والاستعانة بهم وسيلة من وسائل الشرك، كما أن هذه اللعبة يزعمون أنها من باب تحضير الأرواح، وهو نوع من أنواع السحر أو الكهانة، وهي شياطين تتمثل بالموتى، فأرواح الموتى لا يمكن تحضيرها؛ لأنها في قبضة الله سبحانه وتعالى.

ومما تقدم يتبين حرمة هذه اللعبة، ووجوب تحذير الأبناء من ممارستها أو مشاهدتها أو الترويج لها أو تحفيز الناس عليها، وحرمة مثل هذه اللعبة واضحة لكل مؤمن بالله ذي عقيدة سليمة، حيث يلاحظ فيها المخالفات الشرعية الصريحة".