عادات شعوب: حائل بنكهة «الطعمة» في رمضان

3 صور
يستعيد أهالي منطقة حائل في المملكة العربية السعودية، في شهر رمضان المبارك، العديد من العادات والتقاليد التي توارثوها من الآباء والأجداد، خلال هذا الشهر الفضيل، ومنها: اجتماع الأقارب والجيران في جو أخوي مفعم بالروحانية تُعبّر عنه أحاديث الذِكر والذكريات المتبادلة ما بين الكبار والصغار، والالتفاف حول مائدة واحدة لتناول طعام الفطور الذي يتضمن أطعمة شعبية عُرفت بها المنطقة.
ويستقبل الأهالي شهر رمضان المبارك بالفرح والابتهاج، مع الحرص على المزيد من التواصل والزيارات وصلة الأرحام، وتفقد أحوال بعضهم، والقيام بسد حاجات المحتاجين بالتكافل الاجتماعي، وحب التعاون والتكاتف، حيث تقوم الأسر في المساء بتبادل الزيارات للتهنئة بحلول الشهر الكريم، ويتنافسون لبذل المعروف وصلة الرحم والتقارب الاجتماعي.
ولمدينة حائل مذاق خاص وثقافة تراثية تميزها في هذا الشهر الكريم، حيث تتجلى فيها أروع صور العلاقات الاجتماعية والكرم والحفاوة بالضيف، إلى جانب الحنين للمأكولات الشعبية الحائلية، مثل: الثريد، والمثرود، والمقشوش، والعصيدة، والجريش، والهريس، والتمّن العراقي، والتي تحرص النساء على إعدادها خلال شهر رمضان وفقاً للعادات المتوارثة.
ويعد الإفطار الجماعي للأقارب والجيران مظهراً من مظاهر الشهر الكريم في حائل، حيث يلتقون على مائدة الإفطار، وترتسم على وجوه الجميع الفرحة والسعادة، وبعد أداء صلاة التراويح في المساجد والجوامع يمضون ما بقي من الليل بتبادل أطراف الحديث، وتناول العديد من الأطعمة الرمضانية التي تتصدّرها الأكلات الشعبية.
وتتكون وجبة الإفطار الخفيفة من: القهوة، وحبات التمر، و«البسيسة»، وتظهر على مائدة الإفطار في حائل خاصة عند مزجها مع التمر، والشوربة، والسمبوسة، والماء، واللبن، والمريسة التي تصنع من الإقط «البقل» المنقوع في الماء.
وتنشط الحركة التجارية في منطقة حائل في شهر رمضان المبارك، حيث يكثر الإقبال على شراء المواد الغذائية، وتزداد حركة بيع وشراء التمور بأنواعها وأصنافها المختلفة خاصة.
وعلى الرغم من تغير الكثير من العادات الرمضانية عما كانت عليه في السابق، إلا أن العديد من العادات والتقاليد القديمة ما زالت موجودة في حائل، ومنها ما يسمى بـ«الطعمة»، وهي تبادل المأكولات بين الجيران والأقارب قبل أذان المغرب، وما زال أهالي حائل متمسكين فيها حتى اليوم.
وبسبب تطور عجلة الحياة، فقد استبدلت بعض الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة في شهر رمضان المبارك كلعبة «عظيم لاح»، التي كان يمارسها الشباب في الليل على ضوء القمر، حيث يرمي أحد اللاعبين «عظماً» بكل قوته إلى مكان بعيد، ثم يجري اللاعبون إلى الجهة التي رُمي العظم نحوها، ويبدأون في البحث عنه، معتمدين على الجري وقوة النظر.
ومن الألعاب أيضاً: لعبة «المطارحة» المعروفة بـ«المصارعة»، ولعبة «صف الحجر» وهي صف عدد من العلب فوق بعض ورميها بالكرة الصغيرة، كما يقوم الشباب بممارسة الرياضة والألعاب الإلكترونية، فتكتظ الملاعب وأندية اللياقة والحديد بالرواد، وتتنوّع ألعابهم ما بين كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة وممارسة المشي.