صوّتوا: من هي الممثلة العربية الأنجح في رمضان 2015؟

25 صور

في كل موسم رمضاني تبرز ممثلات وتتراجع أخريات، ومن كنّ بالقمة بالأمس غير موجودات اليوم. فطبيعة الدور وجمالية الأداء وجاذبية الحضور على الشاشة ونسبة المشاهدة الأعلى التي تحظى بها ممثلات مجتهدات لا المحظوظات أو الجميلات، كل هذه الأمور تحدد من منهنّ الممثلات اللواتي نجحن في ماراثون رمضان الدرامي الحالي لعام 2015.
فمن هي الممثلة العربية الأنجح في رمضان 2015؟

هنا شيحة في "العهد" تجدد جلدها الفني كالأفعى
بعد أن أدهشنا أداءها الحارّ الجديد العفوي في العام الفائت بمسلسل "السبع وصايا" حافظت هنا شيحة بدور الطامحة للسلطة سجاج التي تقتل والدتها وإخوتها دون أن يرف لها جفن في "العهد"، لكنها تعيسة لكون إبنها (أبيّ) مشلول وداهية يسعى لحكم الكفور بقدرات خارقة يملكها، على تقدمها كممثلة متميزة عرفت أخيراً أن سر نجاحها كممثلة يكمن في تغيير جلدها الفني كالأفعى من عمل لآخر، وعملها مع ثنائي تأليف وإخراج متجدد: محمد أمين راضي وخالد مرعي منحها فرصتها الذهبية لذلك.


نيللي كريم في "تحت السيطرة" أداء حارّ جداً
للعام الثالث على التوالي تحافظ نيللي كريم على تفردها كممثلة متجددة قادرة على تجديد نفسها درامياً في كل عمل تقدمه، وفي مسلسل "تحت السيطرة" الذي كتبته مريم نعوم التي تعمل مع نيللي كريم للمرة الثالثة بعد "ذات" و"سجن النساء"، تقدم شخصية الزوجة مريم العائدة من دبي إلى القاهرة مع زوجها لكنها تقع للمرة الثانية في براثن إدمان المخدرات عندما تعود للبيئة نفسها،وتجسد حالات الإدمان النفسية ببراعة والصراع بين الإستسلام له ومقاومته للشفاء منه والسيطرة عليه. وحملها بابنتها يمدّها بإرادة عجيبة لمقاومة الإدمان والشفاء منه رغم إنفصال زوجها ووالد ابنتها (ظافر العابدين) عنها وزواجه من أخرى. لكن رغم نجاحها في ذلك فإن تقطيعات المخرج غير المناسبة في بعض المشاهد أفسدت العمق النفسي للشخصية.
لكن حرفية وأداء نيللي الصادق كانت هي المنقذ في هذه المشاهد، وربما المخرج تامر محسن المختلف تماماً بأسلوبه عن المخرجة كاملة أبو ذكري التي سطعت نيللي كريم معها في عمليها السابقين "ذات" و"سجن النسا" لم يستطع تماماً السيطرة على أدواته الإخراجية لإخراج العمق المراد في هذا النوع من الأعمال. ورغم هجوم البعض على تخطيه الخطوط الحمراء في مشاهد الإدمان وسباحة الممثلين في حوض السباحة مع زجاجات البيرة غير المناسبة لشهر رمضان المبارك، فهو لم يكتف بالتلميح وارتأى المكاشفة وتعرية المجتمع المدمن بكل صوره، إلا أنه حافظ على تميز نيللي كريم الأدائي، وقدم لها شخصية صعبة وواقعية نجحت نيللي في إظهار ملامحها النفسية الحقيقية باقتدار الفنانات العالميات.

نادين نسيب نجيم في "تشيللو" لا تمثل
لم ينجح الكثير من الممثلات اللبنانيات عربياً في السابق لعدم اعتياد المشاهد العربي على اللهجة اللبنانية، إلا أن انتشار ظاهرة الأعمال العربية المشتركة جاءت من حسن حظ جيل الممثلات الجدد، ومن بينهنّ نادين نسيب نجيم التي فتحت لها قناة mbc أبواب شاشتها فعرضت لها "أجيال" مع يوسف الخال،واختارتها بطلة عملها الشهير "مطلوب رجال" مع جمانة مراد وصفاء سلطان، وعرضت لها "لو" ثم "تشيللو" الذي كرّسها نجمة صف أول بأدائها الطبيعي الجذاب فبدت بشخصية العازفة ياسمين لا تمثّل بل تؤدي دورها الحقيقي الذي يتنافس عليها رجلان مختلفان، فأصبحت نادين نجيم منافسة قوية لأشهر النجمات العربيات، ورغم ما ينشر من احتلال مسلسل مشابه بمثلث الحب لكن بامرأتين يتنافسان على قلب رجل بتحقيقه نسبة مشاهدة عالية في لبنان يظل مسلسل "تشيللو" لعرضه على القناة الأقوى الأكثر مشاهدة على نطاق العالم العربي الأوسع، وتتفوق نادين فيه بأنها أكثر حرارة في الأداء من العديد من اللبنانيات الأخريات.

هيفاء وهبي في "مريم" صعود مدروس لم يصل للقمة بعد
توقع البعض فشل النجمة الإستعراضية وعارضة الأزياء السابقة هيفاء وهبي في تجربتها السينمائية الأولى "دكان شحاته". لكن نجاحها فيه خيب أملهم، فقالوا ضربة حظ، ونجحت ثانية في فيلمها الثاني "حلاوة روح" فقالوا: جمالها المغوي، والإعلان المثير والجدل سر نجاحه، ورغم انتقاد البعض للصورة المقلوبة في مسلسلها الثاني "كلام على ورق" الذي عرض قبل مسلسلها الأول "مولد وصاحبه غايب" إلا إنها أثبتت للجميع أنها مشروع ممثلة ناجحة إن طورت أدواتها وظلت قدماها على الأرض،وجاء مسلسلها الثالث "مريم" الذي تؤدي فيه دورشقيقتين توأم،إحداهما بكماء إثر حادث تعرضت له، وشقيقة سيدة أعمال ناجحة ومطلّقة وأم لطفلة مريضة بالسرطان وتقابل رجل أعمال مطلّق قوي فترتبط بعلاقة عاطفية معه ليؤكد هذا العمل أنها اليوم ممثلة قوية صاحبة حضور لا يستهان به على الشاشة الصغيرة، وهي الممثلة الوحيدة التي يعرض لها ثلاثة أعمال مرة واحدة في رمضان الحالي: "كلام على ورق" و"مريم" و"مولد وصاحبه غايب" وهي في صعود مدروس لكنها تحتاج إلى قليل من الحرارة في الأداء واجتهاد أكبر في التعبير إذا ما أرادت الوصول إلى القمة التي لم تصلها بعد.

شيرين عبد الوهاب في "طريقي" تدخل القلوب بطبيعتها العفوية
في أول تجاربها الدرامية "طريقي" نجحت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في دخول قلوب ملايين المشاهدين بطبيعتها العفوية الخاصة بها، واختيارها الذكي لنص يحكي صعود دليلة المراهقة الموهوبة إلى عالم الغناء رغم معارضة والدتها (سوسن بدر) لا يخرج عن حقيقة صعودها الشخصي إلى قمة النجومية والشهرة، واختيار نجوم أقوياء إلى جانبها مثل: سوسن بدر ومحمود الجندي والسوري باسل خياط عناصر جذب مهمة للمشاهد ولها حتى تستفيد من حضورهم وخبرتهم إلى جانبها، ويعدّ حظها من النجاح فيه أكبر من حظ زميلتها أنغام التي لم يحقق عملها "في غمضة عين" أي نجاح مماثل لما تحققه شيرين عبد الوهاب في "طريقي".
فرغم أدائها المتوسط إلا أن حرصها على تقديم أغاني عدة ضمن حلقات مسلسلها ضمن لها نسبة مشاهدة عالية وثناء من جمهورها، واحترام النقاد لتجربتها الأولى فلم يقسوا عليها بنقدهم لأدائها الذي يحتاج إلى دروس كثيرة في تقنية التمثيل. لكن يظل عملها الدرامي الأول أكثر حظاً ونجاحاً من فيلمها الأول "ميدو مشاكل" الذي فشلت فيه مع أحمد حلمي في بداياتها الأولى .

غادة عبد الرازق تحافظ على نجاحها في "الكابوس"
مازالت غادة عبد الرازق تثبت أنها حصان أسود في سباقات ماراثون رمضان التي تصعد بنجمات وتهوي بأخريات إن أهملن تفاصيل أعمالهنّ أو أسأن الإختيار ،وبعد نجاحها في "السيدة الأولى" الذي كان أقل بعض الشيء من نجاحها في مسلسليها السابقين ارتفعت للقمة بأدائها السهل الممتنع الجريء لتخليها عن نموذج المرأة الأنيقة الجميلة وقبولها دوراً صعباً كسيدة تصعد من الصفر وإدارة مقلب قمامة صغير، إلى صاحبة مصنع تهمل إبنها حتى ينحرف ثم يقتل بظروف غامضة ببشاعة.
فتجد جسده مقطع ورأسه يقع أمامها في مقلب الزبالة. فتصدم وتظل طوال الوقت بملابس سوداء،وظهرت بلا ماكياج ولم تخف حتى الحبوب الصغيرة الواضحة على بشرتها. فبدت معبرة وحقيقية أكثر من وجوه بعض الممثلات البلاستيكية، وتبدأ في البحث عن القاتل ، وتكتشف حلقة بعد أخرى حقيقة إبنها وأخطاءه بعد موته، وهي والحق يقال أثبتت أنها أكثر موهبة وأذكى إعلامياً باختيارها لهكذا شخصية وهكذا عمل، وتخليها عن أناقتها وجمالها باختيارها من فنانات مخضرمات كثيرات، وتستحق البقاء على قمة الأعلى مشاهدة.

عبير عيسى رغم محاصرة الدراما البدوية لها في "حنايا الغيث" هي الأقوى فيه
لا يوجد عمل بدوي أردني أو خليجي يخلو من وجود الفنانة عبير عيسى التي رغم محاصرة الدراما البدوية لها دائماً تظل هي الممثلة الأردنية الأقوى عربياً لا في الأعمال البدوية المحلية والعربية وإنما أيضاً في الأعمال العربية المشتركة وبالأخص: "السلطان عبد الحميد الثاني" مع المخرج محمد عزيزية وعباس النوري و"خوات دنيا" مع سعاد العبدالله وهي صاحبة الحضور الجذاب والشرير أحياناً في الدراما البدوية في عمليها الشهيرين "رعود المزن" و"حنايا الغيث". فرغم تشجيعها لاكتشاف وجوه جديدة من بينها لونا بشارة في "حنايا الغيث" التي بدت المعشوقة الجميلة بدون إضافات أدائية تذكر خاصة في مشاهدها الرومانسية مع الغيث (منذر الرياحنه) ربما لحداثة عهدها بالبطولات وعدم بذلها جهداً كبيراً في الأداء.
إلا أن حضور عبير عيسى القوي وأداءها إلى جانب نجوم الدراما الأردنيين غطى على أداء بطلته العادي الذي لم يكن لينجح العمل لولا حضورها إلى جانب نخبة نجوم الدراما الأردنية وعلى رأسهم بطله الفنان العربي منذر رياحنه وأستاذه الكبير نبيل المشيني، فالجمال وحده لا يكفي على الشاشة للنجاح ولا بد من رفده بالحضور والإجتهاد في تطوير الموهبة.

كاريس بشار حصان الدراما السورية الأسود الأول في "غداً نلتقي"
لا يختلف أحد على تفرد وتميز كاريس بشار العائدة بقوة بدور ورد المستقلة التي تعيش حياة بائسة بدون عائلة أو حبيب وتخفي مهنتها الحقيقية عن الجيران، وتتعرف على عبد المنعم العمايري الهارب من مشاكله الزوجية إلى حياة اللامسؤولية والشرب ويتقرب منها. فتمنحه أغلى ماتملك في لحظة ضعف ظناً منها أنها لحظة حب صادقة ،ويفاجأ بأنها كانت عذراء، ولا يشفع لها هذا عنده حيث يطلب منها حين تسأله أن تنسى كل شيء.
فقد كانت مجرد لحظة جميلة استمتعا بها ولا شيء أكثر من ذلك، ولا تكرهه رغم ما فعله، ولا تيأس من الحياة بل هي تقف إلى جانب طفل نازح مريض فتحتضنه وتعالجه وتبقيه في منزلها، ويعالج العمل بوجهات نظر موجعة مشاكل وظروف النازحين السوريين ومعاناتهم التي تؤدي إلى تفكك علاقاتهم العاطفية والأسرية، وكاريس بشار بأدائها الطبيعي وباختيارها الناضج لهذا العمل تثبت بأنها الممثلة السورية الأقوى درامياً والأجمل أدائياً بأدائها البسيط المتمكن بأبعاده النفسية والعاطفية التي سحرت قلوب المشاهدين بأداء يسحر القلب والعين ويستولي على العقل بطلّتها الواقعية بعيداً عن الأداء البلاستيكي الظاهرة لنجمات عربيات جعلننا نحنّ لعصر نجمات الزمن الجميل: فاتن حمامة وهند رستم وسعاد حسني ونجلاء فتحي لكن بوجود كاريس اليوم نأمل بنجمات الغد خيراً.

مي عز الدين نضج جديد في "حالة عشق"
أبرزت الممثلة الشابة مي عز الين نضجاً جديداً في أدائها البسيط المتمكن المعبّر لشخصيتين دراميتين مختلفتين بأبعادهما النفسية في مسلسلها "حالة عشق" وتصاعد الأحداث بأجواء غامضة. فلا يعرف المشاهد في حلقاته الأولى إن كانتا توأمين أو حالة إنفصام في الشخصية، فالأم بوسي لديها ابنتان توأم: ملك وعشق، وتعيش ملك حالة اضطراب غريب لا يدعها تعيش حالة حب طبيعية مع عريسها وتهرب منه حين يقترب منها لمعاشرتها، وفي الجانب الآخر هناك عشق الماكرة التي تعمل مع زعيم دعارة قذر يشغل فتيات بالإكراه ويبتزّ والدها الدكتور. وتعمل على إيقاع الأثرياء وابتزاز المال منهنّ ، ولغاية الحلقة العشرين لا يستطيع المشاهد ولا طبيبها المعالج حلّ لغز ملك وعشق،ومي عز الدين بهذا العمل تحقق قفزة نوعية بأدائها ميزها بين بنات جيلها الأخريات.

شكران مرتجى تتمرد على الكوميديا بجدارة في "بانتظار الياسمين"
استطاعت الممثلة السورية الفلسطينية الأصل شكران مرتجى التمرد على الكوميديا التي اشتهرت بها من خلال أدائها الإنساني المعبّر بكل خلجة في وجهها وبنظرات عينيها اللتين تحولتا في مقلتيها مرآة كاشفة للروح والنفس لدور أم عزيز النازحة مع زوجها وأبنائها القابعة مع عشرات الأسر في حديقة عامة، وحين ينظر لها رجل فاسد ومرتزق من الحرب بشهوة تخاف منه ولا تنتبه للحريق الذي شب بها وبخيمتها وحرق لها وجهها وجسدها اللذين تشوها، ولا ينقذها الحريق منه حيث يبتزها لتساعده في الوصول إلى غايته بمادة سامة يشرب منها ولداها بالخطأ، وفي هذين المشهدين وغيرهما تفردت شكران بأدائها الصادق لأم وامرأة نازحة تتعرض للترهيب والتهديد ولا تقوى على ردهما، فأثبتت بهذا الدور أنها ممثلة مبدعة وشاملة وليست كوميدية فحسب.