الثقافة الجنسية حاجة ملحة للرجل

2 صور

يتساءل أحد الرجال قائلاً: ما الضير في تعبير الرجال عن مشاعرهم وعواطفهم؟ تحب إنسانة، قل لها بأنك تحبها، تهتم لأمرها، قل لها ذلك. ليس هناك قانون يمنعك من التعبير عن مشاعرك إلا بعض المفاهيم الاجتماعية، التي ابتدعها بعض المعذبين الذين فشلوا في فهم ذواتهم تحت مسمى الرجولة، فلست بحاجة لإثبات رجولتك لحبيبتك، هي حبيبتك منك وفيك فلست مطالباً بأي إثباتات. إن كنت تريد إثبات رجولتك وصلابتك فعن طريق العمل والنجاح.

أثبت رجولتك للرجال وليس للنساء في البيوت، فالظاهر أنّ مفهوم الرجولة عند بعض الرجال تسبب في العديد من المشاكل في حياتهم الزوجية، بدءاً من تجاهل التعبير عن المشاعر والرغبات، وانتهاءً بالعديد من الأخطاء الذريعة في العلاقة الحميمة، ما يؤدي لتدهور وفشل العلاقة الزوجية ككل.


المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يعلق على هذه الإشكالية في السطور التالية:

بدايةً يقول القراش: «إنّ التعبير عن المشاعر العاطفية والرغبات الجسدية والحميمية بين الزوجين حاجة ملحة لنجاح أي علاقة؛ فالعلاقة الحميمة ليست عيباً، بل هي علاقة حيوية وسر بقاء الإنسان على هذه الأرض، كما أنها علم يستحق أن نطلبه ونعلمه غيرنا أو من يحتاج إليه».

الإشكالية المجتمعية:
ويتحدث القراش عن الواقع السلبي فيما يخص الموضوع قائلاً: «للأسف فالرجال وتحت مسمى الرجولة الواهم لا يقبل النقاش في مثل هذه القضايا إذا كان منه التقصير، وإن كان التقصير من المرأة فإنه يهرع إلى ذمّـها أو خيانتها أو الزواج عليها دون حوار معها، وذلك من باب أنه «عيب» وشر لا يمكن فتحه والحديث فيه، بينما هو في الحقيقة خير وصواب يعيد الحيوية للعلاقة بينهما، لذلك أنا أحمّل الرجل المسؤولية بالدرجة الأولى؛ لأنّ بيده السلطة التي تقدمها التقاليد والإطار الديني للعلاقة الزوجية وتجعله أقدر على إدارة الأمور».
ويكمل: «وهناك شق آخر وهو أنه للأسف الكثير من الرجال يشعرون بالخجل من النقاش أو فتح باب الحديث في مثل هذه القضايا من باب العيب، دون وعي بأنّ الجهل في هذه الأمور يقود للعديد من المشاكل الصحية، والجسدية، والنفسية، والاجتماعية على حد سواء».

الحلول:
ويرى القراش الحل في الثقافة الجنسية، فيقول: «وأرى أنّ هناك كتباً عديدةً تتناول العلاقة الحميمة من باب علمي تسمح للرجل بأن يتعلم أكثر عن جسده وجسد زوجته، ويمكن أن يكون المفتاح بالبحث حول الموضوع من كلا الطرفين؛ لأنّ الكتب تشكل وسيلة مهذبة لوضع المعلومة التي نريدها بين يدي الآخر، ثم يأتي الحوار والنقاش دون خجل»، كما يأمل القراش أن يكون بين أجندة «وزارة التعليم» مستقبل مادة علمية للطلاب والطالبات في المراحل المتقدمة، توضح أهمية العلاقة بين الرجل والمرأة ودورها في تهذيب الأخلاق، وألا نجعل أبناءنا عرضةً لاكتشاف هذا الأمر من وسائل التقنية أو من أصدقاء السوء أو حتى مواقع الانترنت، وأن نتجنب الصمت والتوقعات والتخمينات التي لا فائدة منها.