حفظ الوجوه من اللقاء الأول.. موهبة أم مهارة؟

5 صور

الذاكرة هي العملية التي يتم فيها تخزين المعلومات واسترجاعها في أدمغتنا؛ لنتمكن من التعايش مع الآخرين، والتفاعل مع محيطنا. لكن حالها كحال كل ما نمتلك من النعم، إذ تتباين مستوياتها بين شخص وآخر! وكما نتذكر المواقف والأحداث، فإنّ لتذكُّر الأشخاص نصيباً من مساحة ذاكرتنا، خاصةً من نلتقي بهم لأول مرة.


«سيدتي» التقت بضيوف يختلفون في قدراتهم على حفظ الوجوه، منهم من ينجح في تخزين الملامح في ذاكرته من المرة الأولى، ومنهم من تخذلهم الذاكرة في ذلك.


الذاكرة تخون أحياناً
مهنة التعليم تتطلب تركيزاً كبيراً، فحفظ وجوه الطالبات، كما ترى أسماء بكر، مدرِّسة، يحتاج إلى بعض الوقت في بداية العام الدراسي، كما أنّ هناك طالبات يفرضن تميزهنّ عن غيرهنّ، مما يجعل الذاكرة تحتفظ بملامحهنّ بشكل أسرع، وتستدرك قائلة: «أكثر ما يحرجني حين لا تسعفني ذاكرتي لمعرفة طالبة من اسمها، والأكثر إحراجاً عندما أرى صورتها ولا أتذكرها، للأسف ذاكرتنا تخوننا أحياناً!».

كاميرا الأحداث
بينما تشبه المبتعثة رحيل برناوي ذاكرتها بالكاميرا، قائلةً: «أستطيع تخزين صورة أي شخص أقابله بمجرد أن تقع عيناي عليه، لدرجة أنني في أيام المدرسة كنت أخزن صور الصفحات، فأتذكر المعلومة».
ويبدو أن للمهندس زيد الخطيب ذاكرة مشابهة؛ إذ تعفيه من مآزق المواقف المحرجة في حفظ الوجوه وتذكرها، حيث يقول: «لدي مقدرة على تذكر أشخاص حتى لو صادفتهم لمرة واحدة في مكان عام».

«ألزهايمر»
تحتاج الفنانة التشكيلية فاطمة النمر إلى موقف مؤثر لكي تتذكر الشخص، والأصعب عندها حفظ الأسماء الذي تفتقده تماماً، وتقول: «تعرضت لموقف محرج جداً مع إحدى زميلاتي في أحد المعارض عندما سلمت علي بحماس، وبدأت تسرد قصصاً، فاضطررت لمسايرتها ساعةً كاملةً وأنا لا أعلم إن كنت أعرفها أم لا! حتى اكتشفت أنها سكرتيرة المركز الذي كنت أدرُس فيه.. وكالعادة برَّرْتُ لنفسي؛ إنه "ألزهايمر"».
وتعترف الفنانة التشكيلية نجاة مطهر، أيضاً، بأنها تجد صعوبة في حفظ الملامح من اللقاء الأول، مؤكدةً: «أصنف نفسي من الأشخاص الذين لا تلفتهم ملامح وجه الشخص أو ملبسه؛ مما يسبب لي أحياناً إحراجاً كبيراً».

الرأي المتخصص
تجزم اختصاصية علم النفس سحر صادق أنه لا توجد ذاكرة قويّة أو ضعيفة، ولكن هناك ذاكرة مدرّبة أو غير مدرّبة، فإن أهمِلت تفقد قدرتها على التخزين والإدراك، وإن قُوِّيَت تصبح مع مرور الوقت ميزة عند الشخص. ورغم أنّ عمل الذاكرة قد يبطأ مع التقدم في العمر، ولكن يمكن تقويتها؛ لأنها لا تضيع طالما لم يتم تشخيص سريري للخرف، أو مرض ألزهايمر.

وتساعد هذه النصائح البسيطة في تقوية الذاكرة:

- عدم الاعتماد كلياً على المنبِّهات، الأجهزة الذكية، دفاتر الملاحظات أو حتى على أشخاص آخرين للتذكير بالمواعيد، أو الأرقام أو المعلومات، واستبدال ذلك بذاكرتنا، فذلك يعوِّدنا على حفظ وتخزين المعلومة واسترجاعها عند الحاجة.

- تعلم لغة جديدة، أو ممارسة هواية جديدة، أو حل مسائل رياضية؛ وكلها تعمل على تنشيط الذاكرة وتحسينها.

- الربط بين الأشياء أو الأشخاص وبين رموز ودلالات معينة؛ كربط الشخص بحدث معين حصل عند لقائه.

- تناول الغذاء السليم؛ لضرورته للدماغ ولجميع أعضاء الجسم الأخرى.

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ فهي تساعد على الاسترخاء والتركيز.