سعوديون يعترفون: زوجاتنا ماديات.. برضانا!

6 صور
هل سيطر حب المادة مؤخراً على الزوجات، حسب اتهام بعض الأزواج لهن؟ وهل فعلاً أصبح كلّ همِّهنّ الاستحواذ على ما في جيوب أزواجهن انطلاقاً من قناعتهن بالمثل الشعبي القديم «قصقصي ريش طيرك، قبل ما يلوف على غيرك»؟ فالخوف من غدر الزمن لم يعد وحده سبب قلقهن، بل غدر الأزواج أيضاً.
 
«سيدتي» استطلعت آراء الأزواج والزوجات عن مادية الزوجات، وآراء الخبراء، وكان هذا التحقيق.
 
هل الزوجة أكثر مادية من الزوج؟
وجَّهنا هذا السؤال إلى المستشارة الأسرية زهرة المعبي التي أجابت: «الزوجة أكثر مادية؛ لأن متطلبات الحياة غالية جداً، وما بين المناسبات الاجتماعية والمجاملات، ترتفع النفقات». وتدافع المعبي عن مادية الزوجات بقولها: «المرأة تبحث عن أمان لنفسها مع الرجل، خصوصاً إذا ما تعرضت للطلاق؛ لذا أنصح الأزواج بتوفير المتطلبات المادية لزوجاتهم.. وفي المقابل، إذا أرادت المرأة الاطمئنان على مستقبلها، فيجب أن تُكتَب العقود باسم الأولاد، لإظهار حسن النية بين الطرفين، وغير ذلك ربما يتسبب في مشاكل لا تحمد عقباها».
 
ليست ظاهرة
أما عن ظاهرة الزوجات الماديات، فتقول المصورة السعودية سوزان إسكندر: «لا أعرف أنَّ هناك ظاهرة تتهم المرأة السعودية بأنَّها أصبحت مادية، لكن إن عملت الزوجة واشترت بيتاً، فمن الصعب أن تكتبه باسم الزوج؛ لأنَّ الرجل له الحق أن يتزوج، وهي تحاول أن تؤمن حياتها». مضيفةً: «إن حياتي الزوجية، مثلاً، قائمة على الشراكة بيني وبين زوجي، مثل معظم الأسر السعودية. أما من يتَّصفنَ بالماديات، فإن نسبتهن لا تتجاوز 3%».
 
زوجتي أكثر وعياً
ما بين الوعي والمادية في الحياة الزوجية، يقول أحمد المغلوث رسام الكاريكاتير: «رغم أنَّ الحياة كلها تحولت إلى مادية، ما قد يدفع المرأة لأن تكون مادية، إلا أن مستوى وعي المرأة السعودية تجاه هذا الأمر ازداد.. فزوجتي، مثلاً، أكثر وعياً مني في إدارة الشؤون المادية للبيت».
 
حكاية زوجين
وفي محاولة لمعرفة وجهتي نظر زوج وزوجة، التقينا بزوجين، وسألناهما: من منكما أكثر مادية من الآخر؟ وما السبب؟ عن ذلك تجيب الكاتبة ميرفت بخاري: «أنا أكثر مادية من زوجي. وفي كل متطلبات الحياة أكون أكثر تطلباً منه، فالمرأة السعودية صارت أكثر دراية بهذه المتطلبات؛ مثل: شهر رمضان، والعيد، والدراسة، وغيرها.. وأعتقد أن  زوجي سعيدٌ بتوفيره كل متطلباتنا».
أما زوجها طارق محمد القهوجي، مدير إدارة في أحد البنوك، فيرد بقوله: «زوجتي لا تطلب مني أن أكتب شيئاً باسمها، ففي المجتمع السعودي الرجل هو المسؤول عن كل شيء، خصوصاً أنه ملتزم معها في جميع النواحي المادية، وعليه أن يكون واعياً بمتطلبات زوجته، ولا يأخذ الأمر على أنه محاولة لاستحواذها على ما لديه من مال».
 
الرأي الاجتماعي: السعي وراء الماديات يفسد العلاقة الزوجية
يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم، الدكتور عبدالعزيز المشيقح: «المرأة السعودية ليست بمنأى عن العالم، فقد دخلت في صراعات مدنية حديثة أتتها بسبب النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تعيشها المملكة، حيث صارت تشارك في كل الأمور. ولا شك أنَّ المادة تفسد العلاقة بين الزوجة وزوجها». مضيفاً: «في الآونة الأخيرة ازدادت حالات الطلاق في سن الأربعين، ويبدو أنَّ هناك تجمعات نسائية تحفّز على ذلك؛ لأنها تريد أن تأخذ من «حافز»، ومن بنك التسليف، ومن صندوق التنمية العقاري، فكانت هذه دوافع تحثّ المرأة على الخروج من عباءة الرجل، وهذا ينعكس سلباً على المجتمع ككل».