شابّة بريطانية تدفع حياتها ثمناً للرشاقة!

9 صور

تشهد بريطانيا هذه الأيام جدلاً واسعاً حول قانونية تعاطي بعض الشباب لعقارٍ يحتوي على مادة DNP التي يدّعي من يروجون لها بأنها تساعد في انقاص الوزن وفي الحصول على جسمٍ مثالي. وما أشعل فتيل هذه القضية هو وفاة الشابة البريطانية (إلويس بيري)، البالغة من العمر 21 عاماً، والتي فارقت الحياة بعد أن تناولت ثماني حباتٍ من هذا العقار في محاولة منها للتخلص من آثار السمنة التي يسببها لها مرض (الشراهة في الأكل) الذي كانت تعاني منه.


و"إلويس" هي طالبة جامعية تدرس في تخصص (الأسرة ورعاية الطفولة)، ويصفها أصدقاؤها بالذكية والمرحة والمبتسمة دائماً، وقد كانت تستعمل حبوباً لإنقاص الوزن تشتريها من الأسواق لأنها كانت غير راضية عن جسمها وترغب بانقاص وزنها، ولكنها تحولتْ مؤخراً إلى حبوبٍ غير قانونية كانت تشتريها عبر الإنترنت. وتؤكد صديقتها المقّربة أنها قد استلمتْ منها رسالة نصّية في يوم وفاتها تقول فيها: "لقد تناولت أربع حبات في الساعة الرابعة صباحاً وأربع أخرى عندما صحوت من النوم وبدأت بالتقيؤ بعدها بقليل، وأعتقد أنني سأموت لأن لا أحد ينجو إذا ما تقيأ بعد تناول DNP". وأضافت: "أنا نادمة جداً لأني كنت حمقاء إلى هذه الدرجة".


وقد ماتت هذه الشابة بعد وصولها إلى المستشفى بخمس ساعات.

حبوب تحرق الجسم.. وتطبخه
وقد جاء في تقرير الطبيب الشرعي أن الفتاة الشابة قد ماتتْ إثر تناولها الحبوب التي تحوي على المادة الكيميائية DNP، والتي كانت مصفوفة في علبةٍ فيها نحو عشرين حبة حمراء وصفراء اشترتها من موقع إلكتروني ألماني، وتناولتها من دون أن تنتبه إلى مفعول هذه الحبوب القوي، حيث تسبب الواحدة منها تلفاً للجسم فكيف الحال بثماني حبات؟. وقالت طبيبة العائلة إن بيري كانت مهووسة بشكل جسمها، وتعاني من قلق عميق بهذا الشأن، وقد استمرت بتصعيد الجرعات من دون قدرة على إيقاف نفسها.


ويبدو إنها ليست المرة الأولى التي يفقد فيها بريطاني حياته بسبب هذه الحبوب فقد توفي لاعب الركبي (كريس مابليتوفت)، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي تناول هذا العقار عام 2013، وأيضاً الشابة (سارة هوستن) البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، والتي وجدت ميتة في غرفة نومها في عام 2013 بعد تناولها هذا العقار، الذي يتميز بقدرته على حرق الدهون والكربوهيدرات وإنتاج طاقة تظهر على شكل حرارة عالية قادرة على حرق الجسم وطبخه. وعادةً ما تباع هذه المادة على شكل بودرة صفراء أو حبوب أو كبسول وحتى مراهم، ويرى الأطباء أن مخاطرها يمكن أن تتضاعف نتيجة استخدام الطرق غير القانونية وغير العلمية في تصنيعها.

ورغم أن هذه المادة الكيمياوية غير قانونية وممنوعة من البيع للاستهلاك البشري في بريطانيا، وأن المواقع التي تبيعها عادةً ما تكون مستهدفة من الشرطة و(الإنتربول) إلا ان الحملات التي تُشن ضدها لا تنجح دائماً، وما إن يغلقوا موقعاً حتى يُفتح موقع آخر بعد ساعات. وقد حذرت (وكالة معايير الغذاء الوطنية) من هذا العقار الذي يُرّوج له كحبوب حمّية تساعد في خسارة الوزن وحرق الدهون وبناء العضلات، فيما يخفون مخاطره القاتلة وعادة ما يتحايل التجار الجشعون على القانون ويتعهدون للزبائن بإيصاله إلى أية بقعة في العالم، على الرغم من تحذيرات (الإنتربول) التي أرسلها إلى 190 دولة يطلب منها إيقاف بيعه.

لا تستخفوا بالتحذيرات
وقد ظهرت أم (إلويس) المفجوعة (وهي مدرسة لمادة الكيمياء) على وسائل الإعلام البريطانية مطالبةً بعقوباتٍ صارمة على تُجار حبوب الحمية (إنقاص الوزن) التي قتلت ابنتها، وحثت الناس على أن يزنوا الإيجابيات والسلبيات ويقرروا بأنفسهم إن كانت الرشاقة تستحق هذه المجازفة بحياتهم، وأكدتْ على أن ابنتها قد انخدعت بالإعلانات التجارية وكانت تظن بأن التحذيرات الطبية هي مجرد مبالغات أو أكاذيب لا أساس علمياً لها وقد دفعت حياتها ثمنا لذلك.


وقالت أخيراً موجهة كلامها للشباب: "من يبيع هذا العقار أْناس لا يهتمون بصحتكم لأنهم فقط يريدون أن يحصلوا على الأموال فلا تستخفوا بالتحذيرات ولا تصفوا الدواء لأنفسكم كما فعلت ابنتي التي كانت شابة جميلة وذكية ورائعة، وكانت أمامها حياة حافلة كي تعيشها."