سعود الدوسري يكشف لـ"سيدتي" سر قلقه الدائم وخوفه من التحوّلات الإيجابية في حياته

5 صور
بعض نقاط التحوّل عنده تشبه نقاط تحوّل ضيوف برنامجه "نقطة تحوّل"، لكنه كإعلامي اسمه سعود الدوسري لا يشبه إلا نفسه. في منزله اللبناني، إستقبل "سيدتي" لتتحاور معه وتغوص في نقاط التحوّل عنده.
كيف كان يفكر الإعلامي الراحل سعود الدوسري؟ وما هي نظرته للكثير من الأمور في الحياة؟ وهل كان ينوي دخول عالم التمثيل؟ وما أكثر نقطة تحوّل سلبية حصلت مبكرة في حياته؟ ومن هي الشخصية الفنية التي كان يحلم باستضافتها؟ وما هي هواياته؟ وتساؤلات أخرى يكشف عنها "سيدتي نت" في لقاء كانت مجلة "سيدتي" قد أجرته معه منذ سنوات إثر انطلاق برنامجه "نقطة تحوّل" ونعيد اليوم التذكير به وننشره على جزءين. وقد تزامن اللقاء مع عيد الأضحى المبارك. فوجّه معايدة خاصة بخطّ يده لقراء "سيدتي".

كان لك في البداية ظهور إعلامي إذاعي فقط عبر أثير الـ mbc، فصوتك الإذاعي جذب الكثير من المستمعين. برأيك، إلى أي درجة تتطلّب الإذاعة مجهوداً أكبر من الظهور على الشاشة لتحقيق انتشار وشهرة أوسع، وبماذا خدمك مشوارك في الإذاعة حينما أصبحت مذيعاً تلفزيونياً؟
منذ انطلاقة الـ mbc في منتصف التسعينات، كنت وبعض الزملاء الذين ظهروا بأصواتهم، قد اجتهدنا كثيراً. وحينها، إستطاعت الإذاعة في تلك الفترة أن تحظى بعدد كبير من المتابعين. وبالتالي، كان لكل الزملاء نصيب كبير باهتمام الناس وحبّهم لهم، ولم تكن هناك صعوبة بالغة لأننا كنّا نتفاعل مع المستمعين بطريقة بسيطة خالية من التعقيدات، ممّا أدّى إلى اكتسابنا رضى المستمعين. الإذاعة بالنسبة لي هي مدرستي الحقيقية، وما تجربتي التلفزيونية إلا نتاج لتلك المدرسة الحميمة التي تعلّمت منها الكثير.
هل صحيح كما قيل إن اعتناءك بشكلك الخارجي هو سرّ نجاحك؟
بالطبع، هذه وجهة نظر أحترمها، ولكن الجهد الذي نقوم به وكيفية التحضير للحلقة هما الأساس. لا بدّ أن يكون هناك اهتمام بالشكل الخارجي للظهور على الشاشة، على الأقل بشكل لائق. وأتمنى أن يلمس كل ما أقوم به من جهد المشاهد أكثر من أي شيء آخر.
كنت خائفاً ولا أزال
كيف تصف البداية التي كانت موضع خوف وقلق مع انطلاقة البرنامج؟
كنت خائفاً ولا أزال. فأنا أتحمّل مسؤولية كبيرة بعد أن اجتهدنا كثيراً على أن يكون البرنامج في موسم واحد مكوّن من 14 حلقة على امتداد العام. وهذا ما جعلني أشعر بالإرتياح، لأن تقديمي لـ 14 حلقة يختلف عمّا إذا امتدّ البرنامج لفترة أطول.
وبعدها، قرّرت إدارة الـ mbc تمديد البرنامج لموسم آخر، ممّا سبّب لي مرحلة قلق جديدة. ولكن، هذا القلق يعطيني دافعاً قوياً. وأنا أرى أنه من الأفضل أن يتوقّف البرنامج وهو قوي وناجح على أن يستمرّ وهو ضعيف.

علمنا أيضاً أنك مقرّب من شخصيات سعودية رفيعة المستوى، فهل أنت مذيع النخبة وهل هذه العلاقة ممكن أن تعزّز مكانتك وموقعك في الـ mbc؟
العلاقة الموجودة بيني وبين أكثر من إسم هي علاقة مبنية على الثقة الشخصية ومصداقية الـ mbc، ممّا وفّر الكثير من الجهد عمّا إذا كنت في وسيلة إعلامية أخرى. وبالطبع، هذه العلاقة تدعمني شخصياً بشكل أو بآخر لأن رجل الإعلام الناجح هو رجل علاقات عامة. فمن مهام الإعلاميين أن يكونوا على تواصل مع الشخصيات الهامة وأصحاب القرار والرأي والفكر.
• مَن مِن الشخصيات أحسست أنها قريبة منك ومتفهّمة لشخصيتك؟
الأمير بدر بن عبد المحسن هو شخصية قريبة من القلب ومتواضع. وأنا شخصياً علاقتي مستمرّة معه منذ فترة طويلة وأثق بمشاعره وأفكاره، وأعتقد أنه يحمل لي مشاعر طيّبة. وأتمنى أن أكون على قدر ثقته وحسن ظنه.
كما أرى أن هناك طباعاً مشتركة بيني وبين الأمير، لدرجة أنني كلّما كلّمت الفنان عبد المجيد عبدالله يقول لي إنه ظنّ أن الأمير بدر هو الذي يكلّمه وكأننا نمتلك طبقة الصوت ذاتها.
هذا إضافة إلى العديد من الشخصيات التي أكنّ لها كل الإحترام والتقدير مثل "فنان العرب" محمد عبده.
هل سبق وكتب لك الأمير أي مقطوعة شعرية أو نثر أو خاطرة تعبّر عن صلتكم؟
هو دائماً يخصّني ببعض الأشياء النادرة، على سبيل المثال عندما كنت مقيماً في مصر، كان جدار منزلي يحمل رسومات وأشعاراً بخط الأمير بدر، ولكن ليست هناك أي كتابات شخصية. وأيضاً كتب الأمير نواف بن فيصل بن فهد على الجدار بعض الأبيات الشعرية، وكذلك فعل الشاعر الراحل طلال الرشيد. كل هذه الشخصيات كانت لها بصمة، ولكن من بدأها الأمير بدر. إنما للأسف، المنزل الآن بعهدة أشخاص آخرين ولا أعلم ما إذا كانت الرسومات ما تزال على الجدار أم لا.

هل تذكر أي جملة أو مقطع أو أي شيء كان على الجدار؟
كانت هناك مجموعة أبيات من قصائد الأمير بدر والأمير نواف والراحل طلال. وأذكر أغنية "ليلة لو باقي ليلة"، "الفجر البعيد"، إضافة إلى أبيات بارزة تحضر في ذهن الإنسان السعودي والخليجي، كانت مكتوبة على الجدار.


أنا ممثل فاشل

هل تختار ملابسك بنفسك؟
من يهتمّ بإطلالتي هو صديقي يحيى البشري، وأستغلّ الفرصة لأشكره عبر "سيدتي".
كثيرون يحبّون أن يشاهدوك في عمل درامي. ما رأيك بالموضوع؟
- لا. فأنا فاشل تماماً في هذا المجال، ولا يمكن أن أكون ممثلاً يوماً ما لأن التمثيل هو خارج نطاق اهتماماتي.
كإعلامي سعودي، كيف تنظر اليوم إلى المرأة الإعلامية السعودية؟
أعتقد أن المستقبل يحمل لنا شيئاً جيداً بما يتعلّق بمشاركة المرأة إعلامياً، وتحديداً تلفزيونياً. قد يكون لدينا في مجال الصحافة بعض الأسماء اللامعة، ولكنني أعتقد أننا بحاجة لمعاهد إعلامية في الجامعات لإشراك المرأة في هذا المجال، مع أنني لم أرَ حتى الآن أي تحرّك بخصوص هذا الموضوع.
هل تطالب أن يكون هناك مثل هكذا كلّيات؟
طبعاً، فالمرأة مشاركتها مهمة، هذا إضافة إلى أن هذه المصلحة مصدر رزق، حيت تفتح مجالاً أوسع لمشاركة المرأة في المسؤولية.
من يلفتك من الإعلاميات السعوديات من ناحية الثقافة والحضور الإجتماعي؟
هناك مجموعة من الزميلات، وأعتقد أننا شهدنا مؤخراً نتائج جيدة. حليمة بولند (إختار إعلامية كويتية) إسم يعترف به الكثيرون، فهي مقدّمة برامج ناجحة فرضت نفسها على الساحة الإعلامية.
كيف تنظر إليها كاسم سعودي؟
- لا أحبّذ الدخول بتقييم الزملاء، ولكن أعتقد أن كل تجربة لا بدّ أن تحترم وتقدّر بغضّ النظر عمّا إذا أحببناها أم لا.
كونك تستضيف شخصيات اجتماعية وفنية راقية، من هو الفنان الذي تحبّذ استضافته؟
أحبّ أن أستضيف السيدة فيروز، فهي شخصية فنية نادرة وأمنيتي استضافتها.
هل ترى فيها نقاط تحوّل؟
- لا، بل هي نفسها نقطة تحوّل في عالم الغناء أجمع.
بعد برنامج "نقطة تحوّل"، هل هناك مشروع يُدرس لتصويره؟
هناك فكرة برنامج ليست واضحة حتى الآن، لكن ما زالت قيد الدرس إلى أن يأخذ البرنامج حقّه.

نقاط التحول في حياتي
نقطة تحوّل سلبية في حياتك؟
(يفكّر ملياً) أكثر نقطة تحوّل حصلت مبكرة في حياتي هي وفاة والدي.
نقطة تحوّل إيجابية في حياتك؟
على المستوى المهني، إنضمامي إلى الـ mbc.
نقطة تحوّل في أسلوبك الإعلامي؟
الـmbc أيضاً مرحلة مهمة.
نقطة تحوّل في شخصيتك؟
هناك نقطة تحوّل أسعى إليها، لكنها غير قابلة لذكرها في الإعلام.
تقصد الزواج؟
لربما يكون هناك شيء آخر.
هل تخاف التحوّلات الكبرى في حياتك إذا كانت سلبية؟
أنا أخاف من التحوّلات الإيجابية في حياتي، فكيف لو كانت سلبية؟ أنا دائماً قلق.
هواياتي
• لاحظنا بعد مضي عامين على قدومك إلى لبنان أنك تعلّمت صيد الطيور، وماذا بعد؟
حضرت إلى لبنان إنساناً ناضجاً. وكانت أهدافي محدّدة وملامح المستقبل واضحة. لبنان بلد مليء بالمناسبات التي تفرض وجودي، ممّا وسّع دائرة علاقاتي. وهذا رصيد هام جداً لأي شخص يعمل في هذا المجال، وأنا لا أعتبره تغيّراً بقدر ما هو تطوّر.
سبق وتكلّمنا عن الصيد، هل هو هواية؟
بدأت أحبّ الصيد مع أنني لم أكن أستوعبه، فقد كنت أخرج مع مجموعة من أصدقائي، وكان الجو العام يشدّني له. واكتشفت بعدها أنها هواية تستحقّ الممارسة.

كيف يصف علاقته بـ"فنان العرب" محمد عبده؟ وما هي الحالة التي أثّرت به في برنامجه "نقطة تحوّل"؟ وما سر اتصال الفنان عبد المجيد عبدالله به؟ ترقبوا غداً المزيد من الأسرار التي نكشفها في لقاء الإعلامي سعود الدوسري الذي كانت "سيدتي" قد أجرته معه ونعيده اليوم نشره بعد وفاته.