كيف تعرفين طبيعة مشاعرك تجاه شريكك؟

قد تحتارين كثيراً في تحديد شكل وماهية علاقتك تجاه شخص ما، فالكثيرات من المتألمات في الحب حينما تسألهن عن سبب عذابهن يقلن: "لأنني أحبه"، إلا أن الحقيقة قد تكون غير ذلك؛ لأن الحب شعور غير مؤلم كالتعلق وإدمان الشخص والارتباط الوجداني به، لذلك سيعرفنا الاختصاصي النفسي شريف سعيد إلى ماهية المشاعر التي قد تربطك بشريكك لتطلعي عليها وعلى تأثير كل منها عليك عند الحب والفقد:

بداية يعرف شريف الحب قائلاً: "إنه حالة سعادة يشعر بها الإنسان بسبب وجود شخص ما أو شيء ما في حياته يمده بهذا الشعور، وبوجود هذا الشخص تتكون فكرة الحب وتبدأ مشاعر الحب بالتبادل بين شخصين، وإذا توقف أحد عن إعطاء تلك المشاعر أو تم ترك الشخص أو انتهت العلاقة تتجمد مشاعر الحب عند مستوى معين، ويفرز المخ كيمياء متعادلة ما بين السيروتونين "هرمون السعادة" و"الدوبامين" السيالة العصبية المنشطة، وتبقى كيمياء المخ في حالة انخفاض، ويدخل الإنسان في حالة حزن ضمني لا تسيطر على حالته الكلية، بل يعيش بشكل طبيعي جداً مع شعور سيء بسيط".


وعن التعلق يقول: "هو اندفاع في الأفكار والمشاعر تجاه شخص ما، وتبقي تلك المشاعر في تزايد، مما يدفع العقل إلى تكوين ارتباطات كلية مع هذا الشخص، فيصبح وجود هذا الشخص متعلقاً بالسعادة والحب والراحة والنجاح والأمل والتفاؤل، وسبب تلك الارتباطات هو كيمياء المخ الزائدة، حيث أن المخ يفرز نسباً متزايدة من "السيروتونين" و"الدوبامين" بشكل تصاعدي ويدعم الارتباطات بتلك الكيمياء، فيحدث تعلق تام بهذا الشخص، وفي حال انتهاء العلاقة أو فقدان هذا الشخص تتوقف الحياة ويشعر الإنسان بأنه ميت وأن لا وجود لكل شيء في الحياة؛ لأن الارتباطات العقلية قد برمجت على هذا الشخص، وكيمياء المخ تنخفض تماماً، فيحدث نوع من الاكتئاب وفقدان الأمل" .


ويقول عن الإدمان: "هو أن تشحن مشاعرك بالكامل تجاه شخص محدد، وتبدأ في زيادة تلك المشاعر في كل مرة، فيبدأ المخ في ضخ "السيروتونين" و"الدوبامين" بشكل كبير، مما ينتج عنه إدمان لتلك الحالة "إدمان كيمياء المخ بنفس نسبة المخدرات"، ويتسبب غياب هذا الشخص لمدة يوم واحد بأزمة نفسية؛ نظراً لإدمان "السيروتونين"، ويتسبب ألم انتهاء تلك العلاقة بحالة انخفاض لا شعوري في وظائف المخ والدخول في حالة اضطراب كلي، ويفرز المخ الأدرينالين، ويسبب حالة اكتئاب حاد، كما أن الشخص يرفض الحياة، وتعالج هذه الحالة على أنها إدمان بالمعنى الفعلي، حيث أن الإنسان لا يدمن الشخص في حد ذاته، بل يدمن الكيمياء العقلية المصاحبة لهذا الشخص".