فلفل وصاعق بأيدي سعوديات.. والسبب؟

3 صور

لم يعد خافياً على أحد أنَّ ظاهرة التحرُّش في مجتمعاتنا العربيَّة في تزايد. وقد تعالت الصرخات في المجتمع للحدّ منها، ومقاومة ضعاف النفوس الذين يرتكبون هذا الفعل السيئ؛ ما حفَّز نساء كثيرات على التحوُّط واعتماد أساليب ووسائل للدفاع عن أنفسهنّ تجاه هذا الأمر.
ووفقاً لوزارة العدل السعوديَّة، فإنَّ قضايا التحرُّش في المملكة عام 2014 بلغت 2797 قضيَّة. غير أن هذا العدد يقتصر فقط على الحالات المسجَّلة في المحاكم؛ ما دفع الكثيرين للمطالبة بقانون يُجرِّم التحرُّش.


«سيدتي» استمعت إلى آراء بعض الفتيات تجاه المتحرشين بهنَّ، وتعرفت إلى وسائلهنَّ الدفاعية التي قد يُضْطَرَرْنَ إلى استخدامها.. وذلك في إطار حملتنا المتواصلة ضد التحرُّش بأنواعه كافة.


مطواة وموسى ودبوس
فوز محمد، 28 عاماً، ممرضة، أوضحت أنَّ وسيلة دفاعها عبارة عن حقيبة يد صغيرة فيها مطواة، وولاعة، وموسى، ومرسام صغير، ودبوس.. وأضافت: «يتخذ بعض ضعاف النفوس ازدحام الطرقات ومواسم المهرجانات عذراً لكي يلامسوا الفتيات، لذا علينا مواجهة تلك التصرفات غير اللائقة».

كعب الحذاء
أما مريم أفندي، 28 عاماً، فنانة تشكيليَّة، فقالت: «تختلف ردة فعلي حسب نوع التحرُّش، فإذا كان لفظياً أتجاهل ذلك، أما إذا تعرَّض لي المتحرِّش بلمس أو ما شابه، فسأبدأ بالصراخ؛ لكي أجذب المارَّة للمساعدة، وفي الوقت ذاته سأوجِّه له ضربة بكعب الحذاء في مناطق حسَّاسة من جسمه».

بخاخ الفلفل
وأيّدت مروة محمد، 25 عاماً، موظفة تسويق، رأي سابقتها مريم؛ قائلةً: «إذا تعرضت لموقف فجائي في مكان عام، فسأتجاهل ذلك. أما إذا كنت في شارع خالٍ تقريباً من المارة، فسأنظر في عينيّ من تحرَّش بي؛ ثم أرشُّ في عينيه عطري الخاص، أو بخاخ الفلفل المصنوع خصيصاً لذلك».

التراب والهرب
وأشارت جودي بكّار، 21 عاماً، طالبة جامعيَّة، إلى أهميَّة تعلم الفتاة بعض أنواع الرياضة التي تساعدها على صدّ التصرُّفات المخلِّة؛ مثل الكاراتيه والكونغ فو.. وقالت: «أسهل وسيلة قد أستخدمها ضد المتحرِّش، هي نثر التراب على وجهه والهروب فوراً».

الخنق والرش
أما سارة ناصر السيف، 24 عاماً، مديرة معرض مستلزمات نسائيَّة، فترى أنَّ على الفتيات الدفاع عن أنفسهن ضد المتحرِّشين جنسياً بأي وسيلة. أما إذا تحرَّش بها أحد، فستضربه وتخنقه بحقيبتها، وترشّه ببودرة الشطة الحارة.

المخدِّر ومواد التنظيف
بينما لم تؤيد هالة الحجازي، 18عاماً، طالبة، استخدام وسيلة الضرب؛ لأنَّ الرجل أقوى جسدياً، حيث تشجع على اقتناء مواد منطقيَّة متوافرة؛ كالبخاخ المخدِّر، أو تعبئة زجاجة عطر فارغة ببعض مساحيق التنظيف أو الفلفل.

الصاعق الكهربائي
من جهتها، ترى هند عبدالله، 34 عاماً، ربة منزل، أنَّه يجب على المرأة التزوُّد بإحدى الأدوات الدفاعيَّة؛ مثل: السكين المطاطية أو الصاعق الكهربائي، لمواجهة المتحرِّش وإلحاق الضرر به.

تفعيل دور المؤسسات التعليميَّة
تعارض المستشارة والمدرِّبة التربويَّة، رجاء سنتريسي، حمل الفتاة وسائل حادَّة أو مؤذية، مؤكدةً أن عبوات الغاز تكفي للتهديد والإبعاد، لكن الأهم أن تتجنب الفتاة الأماكن التي قد تعرضها للتحرش الجنسي. وذكرت أنَّه ينبغي تفعيل دور المؤسسات التعليميَّة والمشاركة المجتمعيَّة؛ لبناء فرد متعلِّم واعٍ يساهم في ردع هذه الأفعال.

الرأي الاجتماعي والنفسي
أوضح الاختصاصي النفسي في الأمانة العامَّة للتربية الخاصة، زاهر الحكير، أنَّه لا بد من تكثيف الدِّراسات النفسيَّة عن شخصية المتحرِّش التي غالباً ما تكون عدائيَّة أو انتقاميَّة؛ ونشرها إعلامياً. مؤكداً على: «ضرورة إيجاد العقاب الرادع لكل متحرِّش قانونياً، فضلاً عن التوعية الإعلاميَّة والدينيَّة بهذه الظاهرة؛ لصدّ تلك الانحرافات التي لم تعد موجهة ضد الفتيات فقط، بل وصلت إلى الأطفال وحتى المعاقين».


وترى الدكتورة عهود الرحيلي، أستاذة مساعدة للصحة النفسيَّة في جامعة طيبة، أنَّ الحلول تكمن في الاستجابة السريعة للجهات المسؤولة عن بلاغات التحرُّش، وتسليط الضوء على هذه الظاهرة إعلامياً، إضافةً إلى إنشاء مراكز متخصِّصة لتأهيل المتحرِّشين.
ونوّهت الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة مزنة إلياسي بضرورة غضّ البصر من قبل الفتيان والفتيات أيضاً، وتهميش المواقف التي لا تستدعي التضخيم، إضافة إلى الابتعاد عن الأماكن الخالية.