عندما يحين الوقت للتجاوز والانتقال.. كيف تتصرفين؟

2 صور

لماذا نُحجم عن تغيير الأوضاع التي لا تعدّ مناسبة لنا حتى إذا كانت تشعرنا بالبؤس؟

إن تغيير أي وضع قد يكون ليس بالأمر السهل، ويجعلنا غير سعداء، سواء كان ذلك وظيفة أو مهنة، أو اعتماد نظام غذائي، أو علاقة أو صداقة، أو حتى العيش في حي أو بلد جديد، فذلك أمر صعب، إن لم يكن مخيفاً. يشعر الكثير منا أننا يجب أن ندرك بالحدس كيفية القيام بذلك، كما لو أن فهم كيفية إجراء التغييرات أمر فطري. العكس هو الصحيح؛ إذ يتفق الخبراء أن الاستغناء عن أوضاع أو أشخاص أو أماكن وأشياء طالت فترة بقائها في حياتنا مهارة تتطلب جهداً واعياً للتعلم. وسيكون هناك قدر من الفوضى العاطفية وعدم اليقين، وهو أمر طبيعي، وليس هناك داع لتحملي نفسك فوق طاقتها.
إليك بعض الإجابات من خبراء في علم النفس، نشرتها مجلة Psychologies مؤخراً، لجعل مرحلة التجاوز والانتقال أسهل.


رؤية جديدة
إن الجزء الأكثر رعباً في التغيير لا يكمن في تغيير الوضع التعيس، ولكن في حالة ترقب المجهول المقبلة. تقول عالمة النفس السريري الدكتورة سيسيليا دي فيليس: «التركيز على ما يأتي بعد ذلك جزء من هذه العملية، فنحن لن نترك مكاناً لدينا نحوه ارتباط نفسي وعاطفي أو جسدي إن لم نكن سننتقل إلى شيء أفضل».

عندما نصاب بالقلق، قد يكون من الصعب معرفة الخطوة التالية، ويعتقد بعض الخبراء أنه من المنطقي تخصيص وقت لإيجاد رؤية جديدة، ولكن «دي فيليس» تقترح استخدام هذا فقط؛ لتسهيل الانتقال إلى الأمام بدلاً من أن يصبح الاهتمام مركزاً على الرؤية.
كما أنه من المريح أن نعلم أن الخوف من اتخاذ القرار «الخاطئ» أمر طبيعي أيضاً. إن الخوف جزء منا، ما يجعل من الصعب التغلب عليه، تشجع «دي فيليس» على النظر إلى التغيير على أنه فرصة: «في الواقع لا توجد قرارات خاطئة، فكل ما يحدث هو درس».
لا يوجد علم مرتبط بالوقت المثالي وشروط التغيير. فكري في كل المخاطر باتخاذ أي قرار من أجل التغيير، ثم قومي بتطبيق الإجراء.

التعامل مع الحوار الصعب
إن قرارك للانتقال من وضع ما سيؤثر عادة في شخص آخر أيضاً، لذلك ضعي عدداً من الإستراتيجيات للتعامل مع المناقشات الصعبة التي لا مفر منها. لدى عالمة النفس «سارة روزنتولر» بعض النصائح الحاسمة:

أمور عليك فعلها
- إعداد ما ستقولين، ولكن تذكّري أنه لا يمكنك التحكم في ردود أفعال الآخرين.
- قد تكوني بحاجة إلى فتح أكثر من موضوع، لذا قومي بالتخطيط ووضع أفضل تسلسل.
- إذا كنت تميلين إلى المماطلة، اجعلي صديقة لك تحفزك، وإذا كنت متهورة، خذي وقتاً طويلاً لترتيب هذه المحادثات مع نفسك وإعداد ما ستقولين.
- حضري إجابتك عن أسئلة تشعرك بالرهبة، مثل: «سآخذ الوقت اللازم لأقرر ما هي الخطوة التالية»، أو «أنا لست مستعدة للحديث عن هذا في الوقت الراهن».
- اعتمدي على الدعم المهني: خذي المشورة من شخص محايد، كمدرب شخصي أو مستشار، لا مصلحة لديه في التغييرات التي تقومين بها، من شخص يمدّك بالقوة التي تحتاجينها.

أمور عليك تجنبها
- اللوم أو الشعور بالخجل، قومي بإبقاء التركيز على نفسك، وكيف تشعرين.
- لا تتركي العلاقات تسوء في عملك الحالي، فقد تحتاجين إلى ورقة مرجع من رئيس عملك في المستقبل.
- لا تبدئي محادثة صعبة في لحظة غير مناسبة، مثل: فترة حزن شخص، أو على النقيض، في حين يكون الشخص الآخر منهمكاً.
- عدم دخول المحادثة بمقدمات طويلة، فذلك يقلق الآخرين.
- لا تستفزي للصراخ أو للخروج مندفعة، حددي ما يستفزك مبكراً، وخططي لكيفية التعامل مع الأمور الصعبة، على سبيل المثال: غادري الغرفة لشرب كوب ماء.