اللاجئون من الموت إلى الموت

سفن لا تصل لشواطئها وشاحنات ساعدتهم على الهرب ليموتوا فيها، هذا ما يواجهه اللاجئون السوريون في هجرتهم عبر أهوال البحر وأخطار البر التي انتهت أغلبها بمآسي تدمي القلب.
أزمة الهجرة التي يحيط بها الخطر والموت وهروبهم لمختلف الحدود الشرقية والغربية بطرق غير شرعية جعلها أزمةً دولية بعد رفض بعض الدول استقبال بعض اللاجئين.
فبعد مأساة غرق السفينتين السوريتين اللتين غرقتا قبالة ساحل البحر المتوسط، وحادثة اختناق 71 سورياً في شاحنة مهجورة داخل الحدود النمساوية وقرب الحدود مع المجر، أنقذت الشرطة النمساوية ثلاثة أطفال يعانون من الجفاف وعلى شفا الموت من شاحنة تكدس بها 26 لاجئاً من سوريا وأفغانستان وبنغلادش.
وذكر متحدث باسم الشرطة أنها عثرت على الأطفال الثلاثة وهم صبيتان وصبي أعمارهم بين الخامسة والسادسة في حالة سيئة حين أوقفت الشرطة سيارة بعد مطاردة قرب بلدة سانت بيتر آم هارت على الحدود مع ألمانيا، ونقل الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتكشفت بعد ذلك أبعاد مأساة اللاجئين والمهاجرين الذين يفرون من الصراعات والفقر في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا بأعداد غير مسبوقة.
وتمارس عصابات تهريب البشر نوعاً جديداً من التجارة والابتزاز، حيث أشار فورتنر إلى أن السائق الذي كان ينقل الأطفال الثلاثة والمهاجرين لم يكترث للموجودين بالخلف، وقال: "لم نكن لننقل حيوانات بمثل هذه الظروف على طرقنا بالنمسا".