الكثير من الألم الذي تعيشينه بحياتك قد يكون سببه أنك لا تستطيعين أن تسامحي نفسك على الكثير من الأشياء والأفعال التي ترين أن قيامك بها كان عاراً عليك، فتدخلي في دائرة اللوم المستمر، مما يجعلك تفقدين رونق الاهتمام بذاتك، وقد يكون هذا الألم والضيق الذي تعيشين فيه بسبب فلان الذي كنت لا تتوقعين منه أي شيء فتتفاجئي بأنه غدر بك وأهانك وسبب لك الكثير من الآلام.

الأخصائية النفسية والمدربة عبير أبو زيد تخبرنا في السطور التالية عن أسباب الشعور بهذه الآلام وعلاقة الأمر بالتسامح والغفران:

بداية تقول عبير: "إذا لم تسعي للتسامح والغفران فأنت تسعين للظلم والقهر والألم الذي يتسلل إلى حياتك وستجدينه في الأحداث والظروف التي ستتجلى لك، لذلك فإن جوهر هذه الحياة والعيش بنعميها يبدأ بالغفران والتسامح وإدراكك بأنك لن تسمحي لأي شخص أن تكون معه لوحة التحكم بمشاعرك وأحاسيسك وحياتك منذ اليوم، لذلك فإن أول قرار لك للخروج من هذا الألم هو أن تغفري وتسامحي من شعرت بظلمه لك، وأنك ستتحررين من هذا الشعور ومن هذا الألم الذي سببه لك؛ لأنك الآن أدركت أنك مسؤولة عن مشاعرك وأحاسيسط، وأنك كنت مسؤولة عن اختياراتك، وقد شاركت وسمحت لهم بظلمك، لذلك عليك أن تسامحي مرة أخرى وأن تخرجي من دائرة الألم والظلم الذي تسببت فيه أو بجزء منه لنفسك".

وتضيف أبو زيد: "تذكري أن عدم قدرتك على التسامح والغفران للآخرين ولذاتك يجعل مشاعرك وأحاسيسك دوماً في حالة من الاضطراب، الأمر الذي سيصاحبه شعور سيئ للغاية، وسيتسرب هذا الشعور لأعضائك الداخلية ولشعرك ولجلدك ولعظامك، وربما تفقدين التركيز والاتزان، ويجعلك تفكرين وتسعين إلى الانتقام، وهنا قد تدخلين في دائرة الكره والحقد والتأنيب، وقد تخرجين منها بعد أسبوع أو شهر أو سنة، وربما تبقين بها بقية حياتك، لذلك قرري أنه لا سبيل لديك إلا أن تغفري وتسامحي الجميع على كل شيء، وإلا ستجدين تركيزك يتحول إلى لعن الدنيا والناس، وما هي إلا دقائق وستجدين سلسلة من المتاعب والآلام والأحداث السلبية تتجلى بحياتك واحدة تلو الأخرى، ليس هذا فحسب، بل ستجدي العديد من الأمراض تتجلى بجسدك وبسرعة بالغة، ومنها: الصداع النصفي، الأرق، القلق، فقدان الشهية، ضغط الدم، ضيق وألم بالصدر".