حصرياً «لسيدتي نت»: هكذا ظهر الحجاب في إعلان عالمي عن الموضة

7 صور

كان يمكن أن تمر الحملة الإعلانية لدار H&M (اتش أند إم) السويدية للأزياء مرور الكرام، لولا ظهور المسلمة «ماريا إدريسي» (23 عاماً) في الفيديو الإعلاني، وهي ترتدي الحجاب، وتضع قدميها الواثقتين في عالم الموضة، ورغم أن ظهورها لم يستمر لأكثر من ثانيتين في فيديو إعلاني يدعو لتدوير الثياب المستعملة، ويرّوج للتنوع والاختلاف من خلال كثير من الشخصيات المختلفة في العرق والجنس والدين، وحتى في شكل وحجم الجسم، إلا أن إطلالة «ماريا» بحجابها الأنيق كان كفيلاً بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام البريطاني والعالمي مع ردود أفعالٍ كبيرة تباينت ما بين مرحب وسعيد وفخور وهم الأغلبية، وبين رافضٍ لتكريس الحجاب كثقافة وافدة على المجتمع الأوربي، وهم الأقلية.


رسائل حب وإعجاب
طبعاً هي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها امرأة محجبة في إعلان أوربي، ولكنها المرة الأولى التي يشار إلى حجابها كجزءٍ من الموضة العالمية ومن خلال دار أزياء تحظى بسمعةٍ عالميةٍ كبيرة. والنتيجة أن الإعلان قد حصل على كثيرٍ من رسائل المحبة والتأييد في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتبتْ إحداهن: «مدهش ورائع ..شكراً H&M، فهنالك كثير من النساء المسلمات يتسوقن من متاجركم والآن نحبكم أكثر»، وكتبت أخرى: «أحسنتم H&M.»، وكتب شاب مسلم: «ماريا إدريسي ليست موديلاً لحملةٍ إعلانية فحسب، بل إنها الشابة الأنيقة التي أيقظتْ الناس بطريقةٍ بسيطة وهادئة، وجعلتْ الآخرين ينظرون إلى المرأة المسلمة دون خوفٍ أو توجس، ولكن بفضولٍ وحب استطلاع راق. ماريا فتحتْ حواراً كان متوتراً دائماً».

حصرياً مع ماريا من لندن
ظهرت «ماريا إدريسي» نصف المغربية ونصف الباكستانية في هذه الحملة الإعلانية وهي ترتدي نظارات مدورة، وسروالاً فضفاضاً، ومعطفاً وردياً، وحجاباً أنيقاً يطوق وجهها المعّبر الذي كان يقول كلاماً كثيراً.
وفي لندن حيث تعيش وتعمل، كان لموقع «سيدتي نت» هذا الحوار الحصري مع «ماريا» التي تتحدث للمرة الأولى إلى وسيلة إعلام عربية:
• لماذا اختاروك أنت دون غيرك لتمثيل المرأة المحجبة في هذا الإعلان؟
- كانوا يبحثون عن فتاةٍ يمكن أن تقدم الحجاب بطريقةٍ لائقة ووجدوا أني الشخص المناسب لهذه المهمة بعد أن شاهد مخرج الإعلان صورتي وأعجبه وجهي، وعندما تلقيت اتصالاً هاتفياً يطلبون فيه المشاركة في الإعلان تفاجأت، وقلت لهم: هل أنتم جادون؟ هل تعرفون أني ألبس الحجاب؟

• هل جاء ظهور امرأة ترتدي الحجاب في إعلان عن الموضة متأخراً بعض الشيء؟
- كنت أشعر دائماً أن النساء اللواتي يرتدين الحجاب مهملات ومنسيات من دور الأزياء العالمية، وأن أسلوبنا في ارتداء الملابس لا يهم أحداً، وأنا أشعر بأن هذا الإعلان قد جاء متأخراً، فالكل يتحدث عن التنوع ولكن لا توجد عارضة عالمية ترتدي الحجاب حتى الآن، وعلى العموم ما يزال أمامنا الكثير مما يجب عمله؛ كي نتأكد بأن هذا الاهتمام بنا سيستمر.

لا تخضعن للمساومات
• ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟
- شجعتني هذه الحملة على أن أكون أكثر بساطةً واحتشاماً وتواضعاً في ثيابي وفي شخصيتي أيضاً. وأنا أنصح البنات أن يفعلوا الشيء نفسه وألا يخضعن للمساومات والتنازلات على حساب ثيابهن المحتشمة.

• هل يمكن أن تشير هذه الحملة إلى تغير في نظرة المجتمع الأوربي للحجاب؟
- نعم، إن هدفي هو أكثر من الموضة وأبعد من مجرد إعلان. أنا أريد أن يكون الحجاب أمراً طبيعياً وعادياً في المجتمع، وألا يحاسبونا أو يحكموا علينا أو يعاملونا بطريقةٍ مختلفة، خاصة في جانب الوظائف والفرص الحياتية.

• كيف ينظرون هنا للحجاب؟
- بعض الناس يظنون أنه أمر رائع أن تبقى المرأة جميلة وأنيقة مع ارتدائها للحجاب، وبعضهم يظن أنها مجبرة على لبسه نتيجة ضغوط العائلة، وأنا في الحقيقة «سميكة الجلد»، ولا أكترث أو أستمع لما يقوله الآخرون.

• هل يسبب لك الحجاب أية مشاكل في لندن؟
- أنا أعتقد أن لندن هي من أسهل أماكن العيش في أوربا لمن ترتدي الحجاب، ولم أشعر يوماً أن مظهري يمكن أن يسبب لي مواقف خطرة أو أنه غير ملائم للمجتمع هنا، ربما لأن لندن مدينة متعددة الثقافات وتتقبل الآخر المختلف.

• كيف أثرت الحملة الإعلانية على حياتك وعملك؟
- لقد أخذت مني كثيراً من الوقت، ولكني أشعر بالارتياح والسعادة؛ لأني قد ساهمت في إدخال الحجاب إلى الموضة العالمية.

وإليكم رابط الفيديو لإعلان دار H&M الذي تظهر فيه الشابة «ماريا إدريسي»:
https://www.youtube.com/watch?v=s4xnyr2mCuI&feature=youtu.be