جامعة زايد تستضيف عرض «كوميديا الأخطاء» لشكسبير

2 صور
تحت رعاية الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان والشيخة حصة بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، استضافت جامعة زايد في فرعها بأبوظبي عرضاً لمسرحية «كوميديا الأخطاء» للكاتب الإنجليزي الكبير وليم شكسبير (1564- 1616)، قدمته فرقة «بيدوين شكسبير» باللغة الإنجليزية، من إخراج كريس بيكلز.
و«كوميديا الأخطاء» هي أول الأعمال الكوميدية لشكسبير، الذي يعد أعظم كاتب في اللغة الإنجليزية، حيث كتبها في العام 1591. وهي تدور حول زوجين من التوائم: شقيقين سيدين، وشقيقين خادمين. وكل توأم من التوأمين متطابق تماماً حتى في الاسم، فكلا السيدين يحملان اسم «أنتيفولوس» ووالدهما هو «إيوجين»، وكلا الخادمين يحملان اسم «دروميو»، والمفارقة أن أحد السيدين منسوب إلى مدينة «إفيسوس» بغرب آسيا الوسطى (تركيا الحالية)، بينما الآخر منسوب إلى مدينة «سيراكيوز» القريبة من إيطاليا. وفي المسرحية ينشغل الناس في مدينة «إفيسوس» بتجوال التوائم الأربعة فيها زوجين.. زوجين. ولا يعلم السيد والخادم الأولان بوجود السيد والخادم الآخرين فيها.
منذ الدقائق الأولى، يروي الأب إيوجين حكايته وحكاية ابنيه لدوق إفيسوس، بعد أن يُقبَضَ عليه لدخوله هذه المدينة من غير إذن، قائلاً إنه هنا ليبحث عن ابن له، هو أحد توائمه، كان قد اختفى مع الأم والخادم منذ زمن؛ إذ غرقت السفينة بالعائلة كلها، فأنقذ هو واحداً من الابنين وواحداً من الخادمين، فيما اصطحبت الأم الاثنين الآخرين وغابت. هنا يشفق الدوق على الرجل، ويمنحه فرصة للبحث عن ابنه وجمع ألف مارك؛ ليدفعها كفدية للنجاة من الإعدام.
الابن موجود في المدينة، وهو أمر لا يعرفه الأب، لكن الجمهور يعرفه، ويعرف أن الابن سوف يتزوج من محبوبته في هذا اليوم بالذات. لكن الجمهور يعرف كذلك ما لا يعرفه الأب ولا الابن المحلي: يعرف أن الابن الآخر وصل إلى المدينة في اليوم نفسه مع خادمه بحثاً عن شقيقه وعن أبيه. وهكذا، تختلط الأمور ببعضها البعض، خصوصاً أن الابن المحلي رجل نزيه محترم، أما الثاني فأفاق مغامر، والناس هنا لا يعرفون شيئاً عن وجود التوأمين الشبيهين. ومن هنا يجد أخ نفسه مع زوجة شقيقه، التي تظنه هي أنه زوجها، ويجد الآخر نفسه مطروداً من بيته، على الرغم من أن صاحب البيت موجود في الداخل. ويحدث الكثير من المواقف المرتبكة والمقالب، إلى أن يخيل إلى أنتيفولوس السيراكوزي وخادمه أن كل الناس مجانين في هذه المدينة، ويسعيان إلى مغادرتها من طريق الميناء، ولكن هنا يكتشف صائغ كان أوصل سواراً إلى أنتيفولوس هذا معتقداً أنه الآخر، وجود الشاب في طريقه إلى السفر فيطارده كي يقبض منه ثمن السوار. وحين يلجأ الشاب هرباً مع خادمه إلى مكان معين، يشاهدان الأب إيوجين، وهو يساق إلى الإعدام بسبب عجزه في نهاية الأمر عن دفع الفدية التي كان الدوق أمره بدفعها، ويتعرف عليه، الأمر الذي يكشف حقيقة كل ما حدث. وتزداد الأمور وضوحاً حين يتبين أن المكان الذي كان لجأ إليه السيراكوزي الشاب وخادمه إنما هو مكان الأم إميليا. وهكذا يلتئم شمل الأسرة من جديد، ويهرع الابن المقيم في المدينة إلى دفع فدية الأب، ولا يعود ثمة مجال لأي خطأ.. وسط صخب الجمهور وضحكه!
وبمناسبة تقديم العرض في جامعة زايد، عبر سمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان عن تقديره لأداء الفرقة، وشكره لمسرح «سيلفانو توتي غلوب» في روما، ومخرجه المبدع جيجيبروييتي بشكل أخص لدعوتهم فرقة بيدوين شكسبير لتقديم إنتاجهم الأول باللغة الإنجليزية في أبوظبي، مما يسهم في نقل رسالة شكسبير إلى جماهير جديدة.