ماذا لو سُجِن راشد الماجد وتحوّل فايز السعيد إلى موديل؟

تلقّت مؤخراً «سيدتي» اتصالاً من استوديو الفنان فايز السعيد دعاها فيه لحضور جلسة مميزة جمعت الفنان أبو بكر سالم براشد الماجد في أغنية لحّنها السعيد وكتبها الشاعر فزاع، تحت عنوان «سامح». خارج الإستوديو هناك معدات كثيرة، وفي الداخل لا مكان إلا لمن يعمل على التفاصيل. المخرجة نهلة الفهد تقف بمواجهة الكمنجات والعازفين وتطلب منهم أن يكون المشهد حقيقياً قبيل وصول السندباد راشد الماجد، وكالعادة يكون فايز أول الواصلين.



أسمعنا فايز الأغنية التي غنى فيها مقطعاً صغيراً عقب إلقاء الشاعر مطلعها وسألناه إن كان سيظهر في تصوير الأغنية، فأومأ بالإيجاب. عندئذ سألناه:

ألا تخشى أن يقال إنك تتحوّل إلى موديل كما قالت أصالة على الملحن حلمي بكر، خاصة أنك ظهرت مؤخراً في أغنية «خطاك» وقبلها «العمر ما يسوى» مع الوسمي والآن مع راشد وأبو بكر سالم؟

ليس في كل الأغنيات. فمع الوسمي ظهرت في الأغنية لأن رؤية المخرج كانت أن يظهر كل من عمل معه في ألبومه. وكنت أنا ضمن الملحنين الذين تعاون معهم، والوحيد الذي لم يظهر في الأغنية كان الملحن أحمد الهرمي، أما أغنية «خطاك» التي غنّاها الفنان عبد المجيد عبد الله فظهرت فيها بناء على طلب من الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان وهو كاتب الأغنية، أما «سامح» فذلك لأنني غنيت فيها مطلعاً وهذه أيضاً رؤية المخرجة.

ما زلت تلحّن للآخرين، ألم يحن وقت ألبومك؟

حان وقته، وما زلت منشغلاً فما أكاد أنتهي من عمل حتى أدخل بآخر، لكنني قررت إصداره في عيد الفطر.

وهل ستغني باللهجة الشامية؟

هناك تعاون بيني وبين الشاعرة سهام شعشاع. لكنني لا أعلم بعد إن كان سيسمح لي الوقت بتنفيذها قبل موعد طرح الألبوم، خاصة أنني لم أتفق مع ملحن للكلمات.

هنا، يصل الفنان راشد الماجد، ويبدأ مباشرة بالاستعداد لتصوير مشاهده في الأغنية طالباً في الوقت ذاته أن يحضروا له الكلمات. ويبدأ بدندنتها بصوت شجي «لا تصير مالح في الهجر وأنت سكّر، سامح ما في أجمل من اللي يسامح».. ثم يعلق: حلو السماح. فنسأله:

هل لأنه من مكارم الأخلاق؟

التسامح هو كل شيء. ليس في الأخلاق فحسب، هناك أشخاص يسامحون قتلة وهذا بحد ذاته إنجاز، السماح أصل الطيبة والحب.

راشد، لماذا ترفض إجراء اللقاءات التلفزيونية؟

لا أحب اللقاءات التلفزيونية، ولا أحب الخوض في تفاصيل الأغنيات وترديد مقطع «أتمنى أن يكون العمل مميزاً وهو شيء جيد...»، اتركوا العمل ليتحدث عن نفسه، وأفضّل إجراء حوار منطقي أقدّم فيه شيئاً لم أتحدّث عنه من قبل.

هنا، يصل الفنان أبو بكر سالم بصحبة ابنه ويسلم على كل من راشد وفايز السعيد، وريثما ينتهيان من تصوير مشاهدهما سوياً أجرينا هذا الحوار:

أبو بكر سالم، لقد غنيت وتعاونت مع كبار الفنانين واليوم تغني مع نجوم الجيل الجديد. هل هذا يعني أنك تدعمهم أم أنك تواكب هذا الجيل؟

خلال الزمن الذي قضيته في الفن، كان جيلنا بحاجة أحياناً لهذه المعونة من الفنانين الذين سبقونا، لذلك ظروف تجربتي وغيري من أبناء جيلي مليئة بالمحن والتعب، ولكن لا يعني ذلك أن تجربة الجيل الجديد خالية من الجمال، من واجبنا نحن أن نكون على دراية وأن نتابع الإبداع الذي يقدمه الجيل الجديد أمثال راشد الماجد أو فايز السعيد وغيرهما، ففي هذا الوقت لم يعد هناك نجاح يأتي بالصدفة بل هو مدروس وممنهج. وصارت الصدفة في النجاح نادرة، لذلك يجب عليّ أن أشهد هذه النجاحات وأشارك بها.

ماذا تقول للفنان راشد الماجد اليوم؟

أنا أحب راشد كثيراً وأحب الأعمال التي يقدمها، وهو شخص صاحب موهبة مميزة ويشهد لها.

محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وغيرهما من النجوم الكبار قدموا ألبوماتهم في الفترة الأخيرة، لكن البعض يقول إنها ليست بالمستوى المطلوب بحسب تقييم الجمهور، ما السبب برأيك؟

هذا له علاقة بالوضع الاجتماعي الراهن. وبحسب هموم الإنسان والفنان، فمن غير الممكن أن أصدر ألبوماً في وقت يمر فيه العالم العربي بالمحن، ثم نجد تجاوباً وتفاعلاً من الناس، وحتى لو كان صوت المطرب شيئاً فريداً فإن الإنسان الذي يمر بظرف سيئ لن يستمع إليه. المشكلة أن حياتنا بدأت تعجن في الفترة الأخيرة بالمشاكل لدرجة أصبحت كعصيدة بلا ملح.

تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1531 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.