مواجهة جديدة بينها وبينه: مفاجآت أم مفاجعات؟!

2 صور

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الزوجة: يا حبيبي هذه "مفاجعات"!!
نعم... مفاجعات!! والتي يسميها زوجي «قيصر» بالمفاجآت! ما مفاجآت هذه؟ ربما يستمتع بردود أفعالي واستيائي وربما يفاجأ بها، لذا يسمي ما يفعله بالمفاجأة. منذ أكثر من خمس سنوات وأنا على نفس النغمة وأعيد وأزيد بنفس الأسطوانة: (يا حبيبي، يا قيصر، الله يرضى عليك إذا تبي تفاجئني وتفرحني مو بهالطريقة هاي). وقبل أن تتساءلوا كيف يفاجئني، وما هي مفاجآته؛ أقصد مفاجعاته!! دعوني أذكر لكم نقاطاً بسيطة من سلسلة أعماله:
- عيد ميلادي قبل عامين: قلت له إنني أفضّل أن أقضيه بالمنزل وأحتفل به بهدوء.


* النتيجة: يأتي قيصر بعد العمل بصحبة أهله وأهلي وأقاربنا وأصحابنا، وأنا في ملابس البيت المريحة ومتمددة على الكنبة، منهكة بعد يوم عمل شاق. أضطر طبعاً لأجامل هذا، وأضحك مع ذاك، وأنفجر غضباً بوجه قيصر عند ذهابهم، لينتهي يومي بخلاف وزعل، وحتى الهدايا لم أفتحها إلا بعد أسبوع.

- عيد زواجنا العام الماضي: كان يعلم جيداً أن أمنيتي أن أذهب إلى تركيا، التي وعدني في أكثر من مرة بأن نسافر إلى هناك... وأخبرني قبل عيد زواجنا بأن أجهز نفسي وآخذ إجازة من العمل لمدة ثلاثة أيام، فهنالك سفرة سيخبرني عنها يوم عيد زواجنا.


* النتيجة: في ذلك اليوم نذهب للمطار وكلّي ترقّب وبهجة (لأفاجع) بأن الرحلة إلى مالطا!! وهو يعلم أيضاً أنني أخبرته عن انطباع صديقتي «سعاد» عندما ذهبت لقضاء عطلة الصيف هناك، وكيف لم تحب البلد، وأيضاً أظهرت عدم رغبتي للسفر هناك، ولكن لا حياة لمن تنادي. اضطررت أن أبتسم وأجامل، وقلت له إنني سعيدة بفكرته وليس اختياره، فلم أرد أن أعكر صفو المناسبة والمبلغ الذي دفعه في رحلة كهذه.

هل أذكر بعد؟! لا أستطيع أن أنسى مفاجآته التي حقاً لا أدري كيف يفكر بها، وما مفهومه للمفاجأة؟ أشك أنه يعلم المعنى الأصلي لها... إنه يفاجئني؛ ولكن ليس ليسعدني أو يحقق لي أمنية ما. إنه يفاجئني لمجرد عامل المفاجأة، وعندما أستاء أو أزعل، أو لا أظهر تجاوباً؛ تكون ردة فعله إما أن يضحك أو يزعل، ويقول: (أنت مو حق مفاجآت.. وش فيج؟ بدل ما تفرحين أنا بفكر فيج؟ شوفي الحين صاحباتج منو من أزواجهن يفاجئونهن مثل ما أنا بساوي وياج!)، أضطر لعدم التعليق؛ لأنني لا أريد أن أخوض في نقاشات تؤدي إلى توتر وخلاف. وفي كل مرة أتأمل أن المناسبة القادمة ستكون عادية.. طبيعية.. أو بالأحرى تكون مفاجأة سارة تحمل لي فرحة أو حتى لا أريد مفاجآت.. لا أريد.. أريد أن أنسق بنفسي مناسبات في المرة القادمة، وربما هذا ما يجب عليَّ فعله؛ ألا أفتح أمامه مجالاً للتنسيق، وأُفشل عمليات التحضيرات التي يقوم بها؛ كي يكف.. ما رأيكم؟!
فرح (35 سنة – موظفة)


رجل وامرأة
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الزوج: إرضاء الزوجة غاية لا تدرك!
«آه ثم آه ثم إييييه ثم آآآآآه»...حقاً عندما يقولون إرضاء النساء غاية لا تدرك...(أدري أدري.. إرضاء الناس مش النساء والله أدري) لكنني مصرّ على أن أقول (النساء). فكل ما أحاول فعله يأتي بنتائج عكسية، لدرجة أنني اعتدت على ردود أفعال فرح واستيائها، وأصبح الأمر مملاً جداً.
أنا وزوجتي فرح تزوجنا عن حب... أعلم جداً شخصيتها الحالمة الرومانسية، وهي تعرف شخصيتي المرحة، وأنني أحب أن تكون حياتنا دائماً متجددة، وهي أيضاً تحب المرح، لكنها في السنوات الأخيرة تغيرت، لم تعد تتجاوب مع مرحي، أو بعبارة أوضح مفاجآتي. كل مفاجآتي تزعجها، والنتيجة خلاف وزعل، بدلاً من أن تكون سعادة وبهجة. لا أدري لماذا لم تعد تمرح معي؟! ربما ضغوط العمل وتعبها مع الأولاد وتعدد المهام التي تقوم بها، فأنا متفهم لكل هذا، وإصراري على أن أستمر بهذا الأسلوب، ليس لأنني لا أبالي بما تشعر به، أو رفضها له، لكن لأنني مقتنع أنها مرحلة تمر بها، وأنا بدوري أريد أن أبيّن لها من تصرفاتي أنه لم يتغير شيء من جانبي، ولا أزال «قيصر» بنفس طباعه وشخصيته وأسلوب تعامله و... مفاجعاته (حسبما تسميها فرح).


أخبرت صديقي المقرّب محمداً، ونصحني أكثر من مرة بأن أتوقف عن أسلوب المفاجآت، ولو مؤقتاً؛ كي تهدأ فرح قليلاً، وربما تشتاق لمفاجآتي... بصراحة لم أقتنع... فلا أستطيع أن أتخيل أن تكون حياتنا مملة ورتيبة.. عامل المفاجأة يخلق جواً مختلفاً، وبصراحة أكثر حتى الخلاف عندما ينتهي ونتذكره بعد فترة نضحك على أنفسنا، وقد نحدث أولادنا عن هذه المفاجآت عندما يكبرون.. أقول هذا الكلام لصديقي محمد، فيجيبني على مضض: (لعد إذا جذي لا تشكي واسكت أحسن). حسناً سأسكت، ولكني لن أتوقف عن خلق عامل الإثارة في حياتنا الأسرية، وربما أيضاً استشرت الشخص غير المناسب، فمحمد يعيش حياة نمطية تمشي مع عقارب الساعة. لا أحد يستطيع أن يعيش حياتك، ولا أستطيع أن أكون مكان شخص آخر، ومن الأفضل أن أفعل ما أجده مناسباً لشخصيتي وأسلوب حياتي، فمحمد لا يعرف «فرح» مثلما أنا أعرفها، وأنا واثق ومتأكد من أنها فترة وستزول.


الحيرة الآن هو قدوم عيد رأس السنة، ولا أدرى هل أهدأ أم أخطط لمفاجأة جديدة؟ والله لا أستطيع أن أدع الأمور تمضي برتابة...مشكلتي الوحيدة الآن أن «فرح» توعدت لي، وأقسمت أنها ستفشل مفاجأتي القادمة، وأنا متخوف إن قمت بأي تحضير مسبق؛ ربما تكون هي قد نسّقت أيضاً لأمر ما... لا أدري لماذا يردني هذا الخاطر كثيراً.


ما رأيكم، مفاجعة جديدة أو (نهدّي اللعب)؟

قيصر (34 سنة- محام)