متدين ومتزوج ويكبرني بـ10 سنوات.. لكنني أحببته!

كنت أعمل عند شخص محترم جداً، على قدر كبير من التدين، يكبرني بعشر سنوات. في بداية عملي عنده لم ألاحظ أي شيء في تصرفاته، لكن مع مرور الأشهر أحسست أنه يفضلني على الجميع، ويهتم بي، يتحدث معي في أموري الشخصية. كنت أحس باهتمامه، لكن لم أشك يوماً أنه أحبني، وجاء اليوم الذي صارحني بحبه، ولأكن صريحة؛ أنا أيضاً أحببته جداً وتعلقت به. مشكلتي أنه متزوج وله أولاد، وأكبر مشكلتي أنني أقمت معه علاقة رغم أنها سطحية، إلا أنها كانت صادقة على الأقل من طرفي. تركت العمل بعد عدة أيام؛ لكي لا تتطور العلاقة أكثر، والآن أنا أعاني؛ لأنني ومنذ تركت العمل لم يقم بالاتصال أو بالسؤال. أتعذب منذ مدة؛ لأنه أول حب في حياتي، وأول علاقة لي. أرجوك انصحيني.
(ابنتك أمانة)

النصائح والحلول من خالة حنان:

1- شكراً يا ابنتي الحبيبة «أمانة» على أمانتك مع نفسك أولاً، وأيضاً مع مشكلتك ثانياً من دون تبرير أو دفاع عن خطئك!
2- نعم أصارحك بأنك أخطأتِ، ليس لأنك أحببت هذا الرجل، بل لأنك تماديت في التعبير عن حبك، فالعواطف تحدث رغماً عنا، لكن الله تعالى خلق لنا العقل كقائد قوي يكبح غرائزنا وعواطفنا، فإذا لم نترك للعقل فرصة القيادة فإننا نخسر الكثير، بل نتراجع ونتدهور ضد إنسانيتنا عموماً.
3- والآن لنشخّص مشكلتك بعيداً عن الرأي العام الذي ينطبق على كل مشكلة عموماً. هنا أقول لك إنني أتوقع أن تكوني في بداية العشرينات، ومع ذلك حتى لو كنت أكبر من ذلك بقليل، فواضح أن تجربتك المهنية، وليست العاطفية فقط، ما زالت صغيرة ومحدودة.
4- من هنا تكون نصيحتي الأولى لك أن تراجعي نفسك وتفاصيل هذه العلاقة وتواجهي نفسك بها؛ من خلال الأسئلة التالية: ألست أنا من كانت تستمع إلى خصوصياته وتشجعه على الاستمرار في التقرب لأنها أعجبت به؟ ألم أكن أعلم منذ البداية أنه متزوج؟ ألم أتناسى كل هذا الوضع، وتركت نفسي تنساق وتتعلق به؟
5- إجاباتك عن هذه الأسئلة يا حبيبتي ستساعدك كثيراً لتفهمي أن الرجل المتزوج والمتدين وجد شابة صغيرة معجبة به بوضوح، فوسوس له الشيطان وانساق هو أيضاً في حالة الحب، من دون تفكير أو تعقل، وإجاباتك بصراحة ستكشف لك أيضاً أن حبه لم يكن أكثر من انسياق جاء نتيجة مشاعرك الحارة والمتهورة نحوه.
6- هذه يا «أمانة» حقائق يجب ألا تتجاهليها، بل يجب أن تواجهيها بقوة ومن دون شعور بالخجل أو بالعار. فلقد حدث ما حدث وانتهى الأمر. نعم انتهى. يجب أن تقولي هذا لنفسك وتكرريه؛ لأن الرجل المتدين والمتزوج (وأنا أكررها لإيقاظك) لم يعاود الاتصال بك أو يسأل عنك بعد أن غادرت العمل. لماذا؟
7- الجواب بسيط؛ لأنه تنبّه إلى وضعه وعائلته وعمله، واكتشف أن كل العواطف والعلاقة لم تكن إلا محطة متهورة أو منزلقاً ساعدت الظروف أن يتوقف وينجو منه. وهنا لن أقول لك إن القصة كانت نزوة بالنسبة له، بل ربما أحبك أيضاً، لكنه استيقظ قبل فوات الأوان.
لهذا أتمنى منك أن توقظي عقلك، وتعتبري ما حدث محطة نزلت إليها من القطار أو المترو بالخطأ، ثم توجهت إلى المحطة الصحيحة التي ستنطلقين منها شابة منفتحة وطموحة وجدية، ولا بأس لو خبأت الذكرى في داخلك، فالحب الأول هو دائماً الخطأ الجميل في حياة كل إنسان، والعاقل هو من يستطيع أن يجعله ذكرى وتجربة يستفيد من درسها، وليس عقدة تنكد عليه حياته المقبلة.

وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]