سعوديون يورطون أهل العروس بـ "المهر الشامل"

5 صور

تختلف العادات والتقاليد من مجتمع إلى آخر في الأعراس والإعداد لها، فهناك أزواج يتكفلون بكامل مصروفات الحفل، وهناك أزواج يدفعون فقط المهر ويطلبون من أهل العروس ترتيب الحفل وتجهيز العروس بالكامل، وهنا تتحمل العروس وأسرتها بقية التكاليف مهما كانت، وهذا ما أصبح يفضله بعض العرسان، ما يوقع العروس وأسرتها في مأزق؛ لأن المبلغ الذي يدفعه غالباً لا يغطي تكاليف الزواج.


القرض لإتمام الزواج
صبا فهد "طالبة جامعية متزوجة حديثاً" تقول "عندما تقدم زوجي للزواج بي دفع لي مهراً يبلغ أربعين ألفاً، وتولى هو تأثيث شقتنا الجديدة، ولكنه طلب من أهلي أن يكون الزواج إما مختصراً في منزلنا، أو أن يكون في إستراحة مناسبات، وأنه لن يدعو أحداً سوى والده ووالدته وأشقاؤه وشقيقاته، فوافق والدي على طلبه، ولكن الموافقة أوقعتنا في مأزق، حيث اضطررنا أن نقترض من البنك مبلغاً إلى جانب جزء من مهري حتى نقوم بالترتيب المناسب لإتمام الزواج، فمنزلنا صغير ولا يكفي لاستقبال أقاربي وصديقاتي، وعندما جاء الموعد حضر زوجي وأسرته، ولم يشاركوا أبداً بأي مبلغ يخص الزواج.

المهر الشامل عبء على العروس
" لا أفضل المهر الشامل الذي يمنح لأهل العروس ويطلب منهم تجهيزها وإقامة الحفل"، كان هذا رأي مشعل الخضيري "موظف في أحد القطاعات الخاصة ويُضيف قائلاً "أنا عريس مقبل على الزواج، وأرى أن من الأفضل أن يتكفل العريس بإقامة حفل الزواج، أو أن يشارك بمبلغ مالي إلى جانب المهر الذي يقدمه إذا كانت العروس ستتولى مهمة التنسيق لحفل الزواج، كما أفضل أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين حتى لا يتحمل أحدهم مصاريف مبالغ فيها، وهذا ما حدث معي اتفقنا أن نتقاسم تكاليف الزواج برضا الطرفين.

مسؤوليات ترهق العروس
تستعد المذيعة والممثلة المسرحية منال العيسى للزواج خلال الفترة المقبلة، وعن رأيها بهذا الأمر تقول: "أنا كفتاة أرى أنه يجب على الزوج المشاركة بتكاليف حفل الزفاف، بعض العرسان يقدمون مهراً قليلاً دون إكتراث بأن مستلزمات الحياة أصبحت غالية وثقيلة، ولو تحملتها العروس وأهلها فإن مهرها لن يكفي، وأسرتها ستتحمل عبئاً كبيراً، فالعروس تدفع لتجهيز نفسها الكثير من المال وليس كالسابق، ولا يجوز أن تضاف لها مسؤوليات إضافية ترهقها، وأنا كفتاة مقبلة على الزواج أرى أن الزوجة لابد أن لا تطلب أشياء تفوق قدرة زوج المستقبل، وأفضل أن نتشارك حتى تقل الأعباء على الطرفين، وأن نتفق منذ البداية على هذه التفاصيل.


العريس يتهرب
وتقول حليمة علي ، معلمة "إن العريس دائماً يحاول أن يخلي مسؤوليته بخصوص تكاليف الزواج، لذلك يدفع المهر والذهب، ذاكراً أنه يريد أن يكون الزواج عائلياً، وهذا ما حدث لي، فبعد عقد قراني قبل أشهر دفع زوجي مهر 50000 ألف ريال، واتفق مع أسرتي على أن يؤثث منزل الزوجية بأكمله، ونحن نتحمل تكاليف الزواج، واشترط أن يكون في قاعة مناسبات حتى لو كانت صغيرة، وبالفعل بدأنا نجهز أنفسنا على الترتيب لحفل الزواج، وتقاسمنا أنا ووالدي وأخوتي مهام تكاليف الزواج.


المهر للعروس والزواج على العريس
بينما يقول الفنان والمنتج مطرب فواز: "تختلف عادات الزواج بين الشعوب، وفي المملكة العربية السعودية تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن قبيلة إلى قبيلة، وأنا كأب ولي تجربة بتزويج ابني وابنتي أرى أن من الأفضل إعطاء مهر للعروس لتجهيز نفسها، وتولي العريس حفل الزواج باتفاق بين الأسرتين وحسب ظروف كلاهما.


لم نشعر بأي مأزق
"البعض يغير العادات والتقاليد مع مرور الزمن، ومنهم من يتمسك بها" شاركتنا دالية العبداللطيف رأيها وهي تحكي "أنا متزوجة حديثاً، وكان مهري 60 ألف ريال، ووالدي هو من طلب أن نتولى تفاصيل الزواج لمكانة أسرتي ووضعهم الاجتماعي، فهم يريدون قاعة أفراح محددة وترتيبات معينة يوم الزواج، والحمدلله والدي مقتدر وأحواله المادية جيدة، ولم أشعر أنا وأسرتي بأي بمأزق من هذا الأمر، بل كانت ليلة من أجمل الليالي.
أما وعد القحطاني، ربة بيت "أنا كعروس أحلم بأن يتحدث الجميع عن ليلتي على مدى أشهر، لذلك عندما تقدم زوجي واتفقنا على أمور المهر طلبت مهراً يكفي لتجهيزي، وكان مبلغاً غير مبالغ فيه، لكنني طلبت من والدي أن يخبره بأنني أريد تحديد الصالة وطريقة الضيافة وأدق التفاصيل في تلك الليلة، وحقق زوجي رغبتي، والحمدلله أنه لم يقتل حلمي كعروس.


بقدر المهر أقمنا الحفل
وتقول نائلة خالد، ربة بيت عن تجربتها "تقدم زوجي لي، ولأنه تخرج وتوظف حديثاً قامت عائلته بمساعدته بتجميع المهر على أن يكون الزواج في منزلنا، لكن والدي فضل أن يكون الزواج في إحدى الإستراحات، وقام بتجهيز حفل الزفاف بقدر ما حصل عليه من مهر، وهم بدورهم لم يطلبوا شيئاً، وحتى بعد الزواج لم ينتقدوا الحفل المتواضع الذي قام والدي بتجهيزه".


المناصفة كانت الحل
أما عبدالرحمن مطلق، معلم مرحلة ابتدائية، فقد طالب بأن يكون هناك عدل بإقامة حفلات الزواج، وأن لا يتحمل العريس أو العروس كامل التجهيزات، بل يجب أن يشترك الاثنان بالأمر، وأضاف: "يوم زواجي طلبت عائلة زوجتي فندقاً معيناً لإقامة الحفل، ولم يكن بمقدوري أن أتحمل المصاريف بمفردي، فطلبت منهم إما أن يغيروا الفندق أو تكون تكلفة الحفل بالمناصفة، فاضطرت زوجتي أن تتخلى عن بعض التجهيزات التي كانت تخطط لها حتى نقيم الزواج بالفندق الذي أصرت أسرتها عليه".


الرأي الاجتماعي
ترى الأخصائية الاجتماعية منال أحمد، كليَّة العلوم، أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعنا، ولكن ليست بكثرة، ويجب حلها بطريقة صحيحة، وتقول "أدعو جميع الأسر إلى التأني بالإتفاق على تفاصيل الزواج، فكثرة المصاريف لأي من الطرفين تعد عبئاً، لذلك أقترح حلاً يتمثل بعدم تحمل العريس أو العروس تكاليف حفل الزواج، وعدم الإسراف والمبالغة من قبل أي منهما، وأنصح الطرفين بالاتفاق والمناصفة؛ لأنهما الحل الأمثل، أو الإحتفال بشكل مختصر والإبتعاد عن المبالغة، كما أدعو الأسر إلى تسهيل تكاليف الزواج على الطرفين، خاصة مع ارتفاع تكاليف الزواج بشكل عام، فتحمل الزوجين في بداية زواجهم ديوناً يكون أمراً مزعجاً يؤثر على حياتهم الزوجية، وأضافت "المشكلة ليست بعدد المدعوين أو المكان الذي يقام فيه الحفل، بل بتكاليف الزواج ذاته والمبالغة بأمور قد يستطيع أن يستغني أحد الطرفين عنها".