"إستوريل" Estoril: درّة السياحة الأوروبية

كانت "إستوريل"، في ما مضى، مرفأً صغيراً لصيد السمك، إلا أنها تحوّلت إلى مدينة سياحية عالمية يطلق عليها لقب "الجوهرة الأوروبية للسياحة"!

 

في سطور...

تبعد مدينة "إستوريل" 18 كيلومتراً عن غرب العاصمة "لشبونة"، تقع على ساحل "إستوريل" المفتوح على الأطلسي وتعتبر محطة هامة لحمّامات البحر. كانت في ما مضى قرية متواضعة تُعرف بمياهها الحارّة التي تمتاز بخصائصها العلاجية. أمّا اليوم فقد أصبحت محطّة جاذبة لعدد من السيّاح من أنحاء العالم كافّة، خصوصاً مع وجود ملاعب للغولف وأماكن للتسلية والسهر وإمكانية صيد الأسماك. ينظّم فيها، كل عام، عدد من المسابقات الرياضية نظراً إلى موقعها المواجه لخليج "كاسكايس" Cascais.

 

مناخها...

تمتاز "إستوريل" بمناخ محيطي معتدل لطيف ورطب. يتراوح متوسّط درجات الحرارة فيها خلال الشتاء ما بين 5 و12 درجة مئوية، وخلال الصيف ما بين 21 و25 درجة مئوية. وغالباً ما تكون الفترات المسائية منعشة على الدوام، نظراً إلى تأثير النسمات الآتية من المحيط.

 

عناوين هامّة

- "قلعة كروز": اسمها الكامل هو "قلعة سانتو انطونيو دا كروز القديمة" Old Fort Of Santo Antonio Da Cruz ، وتغيب المعلومات الوافية حول تاريخها الأثري. استخدمت كنقطة دفاع عن الساحل وتحوّلت إلى مكان مهجور إبّان القرن التاسع عشر. ثم، ألحقت بأملاك المتموّل خواو مارتنس دو برّا Joo Martins de Barra في العام 1894 الذي أطلق عليها اسم "شاليه باروس" بعد أن حوّلها إلى فيللا ساحرة.

- صرح "سانتو أنتونيو" الديني: دمّر نتيجة هزّة أرضية في العام 1755، ثم نال حصّته من بعض الأحداث الأليمة في العام 1927، ولكن لحسن الحظ كان البلاط الذي يكسو الأرضيّات المزخرفة والواجهة ذا طراز الباروك دائماً ما يسلم!

- قلعة ومنارة "سانتا مارتا": تشكّلان جزءاً من مشروع اتحادي بين مدينة "كاسكايس" Cascais والقوات المسلحة البرتغالية، ويعتبران في الوقت عينه معلمين ثقافيين هامين ومكانين سياحيين جاذبين للسيّاح. فالمنارة مستمرّة في إرشاد السفن على طول الساحل، فيما المتحف الذي يقع داخل القلعة يهتم دائماً بتاريخ هذا المبنى الأثري. وفي هذا الإطار، يمكن أيضاً زيارة المنازل الصغيرة حيث كان رجال المنارة يسكنون على مرّ السنين.

- "قصر دوس كونديس دو كاسترو": بني هذا القصر الصغير وفقاً للطراز القروسطي، وهو يشكّل اليوم متحفاً تملكه المدينة. يقع وسط منتزه حيث يحلو التسكّع بين النباتات الوافرة التي تحيا بينها بعض الحيوانات. ويتواجد داخل هذا القصر المتحف ثريات من "المورانو" وصالة للموسيقى وقطع أثاث رائعة، بالإضافة إلى مكتبة تضمّ 25 000 كتاب نادر وغرف مطليّة بالحرير في الطابق العلوي وصالون يحتوي على مجموعة من الملابس التي تعود إلى تلك الحقبة ولوحات فرنسية.

 

5 نشاطات

1- ارتياد شواطئ المدينة، علماً أن الشاطئ الأوسط يقع على بعد خطوتين من محطة المدينة، وهو رملي، يقدّم كراسي ومظلات للإيجار، بالإضافة إلى مجموعة من المطاعم والاستراحات الصغيرة حيث يمكن تناول الطعام والاستمتاع بمناظر البحر على "تراس" رائعة.

2- الجلوس إلى مقاهي "إستوريل" التي تمتدّ على طول جزء من ساحل المدينة. وهي مشغولة من الخشب، تقدّم لزائرها جلسات هادئة تشرف على البحر، علماً أن "مقهى كاسكايس" الصغير يحظى بأفضل المناظر إطلالة على الأطلسي.

3- زيارة خليج "كاسكايس": يطلق عليه اسم "فم جهنم"، ويعتبر واحة لهواة ممارسة الركمجة. وقد جُوّف هذا المكان تحت تأثير الأمواج العاتية، وما يزال حتى اليوم خطراً للغاية. لكن، بالمقابل، إن قرية "كاسكايس" الصغيرة تعتبر مكاناً ممتعاً للغاية بطرقها الصغيرة المرصوفة والتي تنتشر على جوانبها المحال التجارية التي يحلو فيها التسوّق.

4- زيارة "كابو دا روكا" Cabo Da Roca وهي النقطة الغربية لأوروبا حيث حُفرت بضع كلمات للكاتب البرتغالي الشهير كامويس Camoes، هي: "هنا تنتهي الأرض ويبدأ البحر". ففي هذا المكان، يصبح الساحل أكثر برّية وتسبّب شواطئه الصخرية الدوار، فيما الرياح تكنس الكثبان الرملية. أما النباتات فتصبح غزيرة وملوّنة تشقّ الطريق في اتجاه قرية الصيادين "اريشيرا" Ericeira التي فقدت من سحرها القديم لصالح الأبنية العصرية!

5- تشكّل حلبة "إستوريل" مكاناً أسطورياً لهواة الدرّاجات النارية، تقام فيها كل عام دورة "غران بري البرتغال" خلال فصل الربيع. ويستقطب هذا الحدث الرياضي الكثير من المتفرّجين.