طفلي لم يوفّق في اختباراته... كيف أتصرّف؟

 

بعد مرور فترة امتحانات نهاية العام العصيبة، ثمة توتّر جديد قد ينتاب العائلة في حال لم يوفّق الصغير في النجاح، وتقرّر إرجاء نتيجته النهائية إلى ما بعد اختبار الدور الثاني!


ومع صدور نتائج الاختبارات المدرسية النهائية في السعودية، «سيدتي» تسأل الاختصاصية في علم الاجتماع الدكتورة مها يوسف عن طريقة تصرّف الأهل في هذه الحالة:

يصيب إخفاق الطفل في اختبارات نهاية العام والديه بخيبة أمل كبيرة، ويفشل كثيرون في مواجهة هذه المشكلة بصورة صحيحة. ومعلوم أن هذا الإخفاق يعود إلى سببين: الأول هو الضعف في تحصيل هذه المادة، فيما يشمل الثاني إهمال المراجعة الجيّدة لها في ظلّ غياب العناية أو المراقبة اللازمة. ويستوجب السبب الأوّل احتواء الصغير وتنظيم أوقات درسه وبذل مجهود أكبر في شرح هذه المادة له بشكل مبسّط حتى يستطيع استيعابها، أما السبب الثاني فيلزمه الحزم، كما المتابعة وتهيئة المناخ المناسب الذي يمنح الفرصة لتصحيح النتائج السلبيّة. 

أعراض الفشل


وممّا لا شك فيه أن الصغير، حين يرسب في بعض المواد، يشعر بضغوط نفسية كبيرة نتيجة عدم رضاه عن نفسه من ناحية، وتعرّضه إلى نقد الأهل المستمر ولومهم له من ناحية أخرى، وقد يصل الأمر به إلى الإصابة باكتئاب نفسي يمكن أن يتمظهر في الأعراض التالية: البكاء والعزلة والشعور بالنقص وفقد الشهيّة للطعام، فضلاً عن اضطرابات فسيولوجية بجهازه الهضمي، تشمل: عسر الهضم أو القيء أو التبوّل اللاإرادي، بالإضافة إلى الأرق والأحلام المزعجة والعصبيّة والشرود الذهني والتصرّف العنيف تجاه إخوته أو أصدقائه. وبالطبع، قد تقود هذه الأعراض، في حال عدم التعامل معها بوعي، إلى إصابته بمرض نفسي يؤثّر على حياته ومسيرته الدراسية في المستقبل.

وتنبّه الاختصاصيّة يوسف، في هذا الإطار، إلى ضرورة تجنّب الأهل أسلوب اللوم والتذكير المستمر بالفشل أو المقارنة بين صغيرهم وأقرانه أو إخوته الناجحين لأنّ  من شأن ذلك أن يعمّق مشاعر الإحباط وعدم الثقة بالنفس لديه. 

لا للعقاب...


وتستشعر الأم محنة صغيرها، فهي قادرة على التخفيف من وطأتها، مع محاولة تحفيزه حتى لا يعدو الفشل الدراسي سوى تجربة تجعله يدرك أهميّة النجاح، وذلك عن طريق تجنّب معاقبته بصورة عنيفة أو ترهيبه أو تهديده! وفي هذا الإطار، يعتبر حرمانه من الاستمتاع بالإجازة عقاباً محبطاً للغاية، إذ يجنح البعض إلى التنزّه أو السفر بصحبة الأبناء الذين نجحوا في الامتحانات وإيداع من يستعدّ لأداء امتحان الدور الثاني في المنزل، وذلك اعتقاداً منهن أنّ هذا التدبير يجعله يراجع دروسه بشكل أفضل في المرّات المقبلة. ولكن، ينمّ هذا التصرّف عن لامبالاة وعدم إدراك للمسؤولية من قبل الأم التي يجدر بها الأخذ بيد طفلها  ومساعدته في تخطّي هذا الأمر بتأجيل أي نزهة أو رحلة للعائلة إلى حين انتهاء امتحانات الدور الثاني، مع تشجيع الراسب على المشاركة في الأنشطة الطلابية الصيفيّة وإتاحة الفرصة له لتكوين صداقات جديدة والثناء عليه في أيّة مناسبة يحقّق فيها إنجازاً مهما كان بسيطاً.

برنامج خاص


هذه خطوات مفيدة في التعامل مع الطفل الذي سيخضع إلى امتحانات الدور الثاني:

•        التواصل عبر الحوار الهادئ لحثّه على استخلاص العبرة من إهماله والعمل على تحفيزه وبعث الثقة لديه ليحقّق النجاح.

•        ضرورة معرفة الأسباب التي تجعله لا يحقّق النتائج المرجوّة والعمل على علاجها.

•        وضع برنامج تقوية للمواد، التي سيمتحن فيها خلال الدور الثاني، في العطلة.

•        تشجيعه وتحفيزه على النجاح عن طريق الإشادة بقدراته وذكائه، مع تذكيره بأنّ من حقّقوا النجاح من زملائه وإخوته ليسوا أكثر ذكاء منه وإنما هم أكثر جدّية، ما يشكّل حافزاً له للدراسة والتطلّع نحو النجاح.

•        من غير المعقول أن يمكث الطفل لمراجعة دروسه للدور الثاني في جوّ مثير للعب والمرح، لذا يجب تهيئة المكان والوقت المناسبين لمذاكرته.

•        من الهام التعرّف على مدخل التعلّم المناسب للصغير بما يتوافق وقدراته العقلية وسماته الشخصيّة: التعلم بالصورة والرسوم التوضيحية أو استخدام المثيرات السمعية.

•        لا تمكثي بجوار طفلكِ طوال فترة المذاكرة لأنّ من شأن هذا الأسلوب أن ينتج شخصيّة غير مسؤولة، ولكن اشعريه باهتمامك ومتابعتك الجدية له واستعدادك التام لتقديم أيّة مساعدة له.

•        استخدمي مبدأ الاتفاق المسبق (مشاهدة الكرتون بعد المذاكرة) ليقتنع أنّه لا مجال لمناقشة هذا الأمر.

 

استراحات...

تثبت البحوث أنّ نسبة الاستيعاب والتركيز تكون مرتفعة مع بداية كل فترة مذاكرة، لذا من الهام تقسيم مراجعة الدروس على فترات قصيرة تتخلّلها استراحات.