6 معايير تفيدك للتعامل مع الوحدة؟

هل بإمكانك أن تشعري بالسعادة بمفردك؟ وهل السعادة تأتي من خلال الحب؟ وهل الحب هو عدو الشعور بالوحدة؟ قد تجدين من حولك أماً أو أباً أو زوجاً أو عمة أو خالة؛ هم أناس يقتلون شعورك بالوحدة من الخارج، ولكن هل بإمكانهم قتل الشعور بالوحدة في داخلك؟ كلها أسئلة مازالت تربكك. لماذا؟ تعرّفي معنا في السطور الآتية إن كان شعورك بالوحدة مكتسباً أم متأصلاً فيك؟

اسألي وأجيبي
أوضحت دراسة اجتماعية برازيلية، أصدرها قسم العلوم الإنسانية التابع لجامعة أوسب، في مدينة ساو باولو، أن هناك حقيقة لا نستطيع إنكارها؛ وهي أنه ليس بمقدور الكثيرات التعامل مع الوحدة، فلابد من المشاركة مع الآخرين في الحديث أو العلاقات بكل أنواعها؛ إن كانت علاقات رومانسية أو غير رومانسية. وهناك حقيقة أخرى لا يمكن إنكارها؛ وهي أن الوحدة يمكن أن تكون خياراً طوعياً لبعض الناس الذين لا يقدرون على التعامل مع الآخرين، وهنا تكون الآية معكوسة وتدرّ عدداً من الأسئلة... هل تستطيع المرأة بناء حياة عادية وحيدة؟ وهل تستطيع «من لا تحب الوحدة» بناء حياة صحية مع الآخرين؟ ولكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل بإمكان «الوحيدة» الشعور بالسعادة الإنسانية العامة؟


الإجابة عن كل هذه الأسئلة تكمن في القدرة أو عدم القدرة على التعامل مع الوحدة، فمن لا تستطيع التعامل مع الوحدة فمن الأفضل لها أن تبحث عن حياة اجتماعية تشاركية مع الآخرين؛ لأنها ستظل تفتقر السعادة، والتي تستطيع التعامل مع الوحدة فمن الأفضل لها أن تبقى وحيدة؛ لأن اختلاطها مع الآخرين قد يجلب المشاكل لها ولغيرها.

6 معايير، هي على شكل أسئلة طرحت على عدد من النساء، ووضعت إجاباتهن المختصرة:

1- هل تحبين الخروج وحيدة للاستمتاع بوقتك؟
عند طرح هذا السؤال أكدت نسبة 45% منهن أنهن لا يحببن الخروج بمفردهن للاستمتاع بأوقاتهن، ويفضّلن وجود شركاء؛ كالأصدقاء أو الزوج أو الأهل. وأكدت نسبة 30% منهن أنهن لا يحببن حتى تناول طعام الغداء أو العشاء وحدهن، ويفضّلن وجود أناس آخرين معهن على المائدة. أما 25% منهم فأكدن أن هناك أوقاتاً معينة يحببن أن يكنّ وحيدات فيها وبعيدات عن الآخرين.

2- كيف أصبحت بعد خروجك من آخر قصة عاطفية؟
قالت الدراسة إن الهدف من طرح هذا السؤال هو معرفة ما إذا كانت التي خرجت من قصة عاطفية قد بدأت على الفور بالبحث عن أخرى جديدة، أم أنها فضّلت البقاء وحيدة، أو فيما إذا سيطر الحزن عليها، والوقت الذي احتاجته للخروج من أزمتها، أو فيما إذا كانت قد شعرت بالسعادة بعد خروجها من قصة كان محكوماً عليها بالفشل.
أجوبة المشاركات في استطلاع الرأي حول الموضوع تفاوتت على النحو التالي: 49% من اللاتي خرجن من قصص عاطفية شعرن بحزن شديد، واستغرقت بعضهن أعواماً للعودة إلى طبيعتهن، وكانت الوحدة -حسب آرائهن- أفضل بكثير من التفكير في مشاركة أحد في الحياة. بينما شعرت نحو 26% بالارتياح لانتهاء قصة كان محكوماً عليها بالفشل. أما 25% فقد باشرن على الفور في البحث عن قصة عاطفية جديدة؛ نظراً لعدم قدرتهن على التعامل مع الوحدة.

3- ما هي أولى الأفكار التي تخطر على بالك عندما تفكرين في الزواج للخروج من الوحدة؟
رداً على هذا السؤال قالت 65% إن أولى الأفكار هي الارتباط والالتزام، فيما أكدت 33% أن أولى الأفكار التي تخطر على بالهن هي الحب، أما 2% فقلن إن أول ما يتبادر إلى أذهانهن عند التفكير في الزواج هو الدخول في مرحلة أكثر جدية في الحياة.

4- هل أنتِ معتادة على الوحدة؟
قالت الدراسة إن 49% أكدن أنهن لم يقدرن على التعوّد على الوحدة؛ لأنها كابوس ثقيل على العقل والقلب والعواطف، فيما قالت 51% إنهن تعودن على الوحدة، وليس باستطاعتهن الآن تغيير نمط العيش.

5- هل أنت كثيرة المطالب؟
نسبة اللاتي أكدن أنهنّ تعودن على الوحدة اعترفن في الآراء التي أدلين بها بأنهن متشددات في مطالبهن، أو كسرن روتين الحياة التي يعشنها، بينما أفادت اللاتي قلن إنهن لم يستطعن التعود على الوحدة بأنهن يشعرن بالسعادة عندما تُستجاب مطالبهن، ولكنهن في المقابل يحترمن مطالب الآخرين.

6- ما هو الشعار الأهم بالنسبة لك؛ الحرية، أم الحب، أم التوازن، أم الالتزام؟
رداً على هذا السؤال؛ فضّلت نسبة 68% تبنّيهن لشعاري «الحب والالتزام»، فيما فضلت النسبة المتبقية شعاري «الحرية والتوازن» في الحياة.
فجميع هذه الشعارات مرتبطة بحالة التشارك والمشاركة الاجتماعية في الحياة. والحب لا يعني الوحدة والحرية طالما أنها تفقد قيمتها عندما يكون الإنسان بعيداً عن الآخرين. فبرأي الدراسة أن الحرية في الانعزال غير موجودة، أما بالنسبة للاتي يعتقدن بأن الانعزال عن الآخرين يعني الحرية فهن مخطئات؛ لأن التمتع بالحرية الحقيقية يأتي من وجود مشاركين في الحياة؛ يحترمون وجودك، ولا يتدخلون في خصوصياتك.

8 إضاءات
بعد هذه الدراسة، تضع المتخصصة في العلوم الإنسانية البرازيلية «سارا كوتيا» للنساء 8 إضاءات؛ تنفعهن في حياتهن، أياً كان حالهن:

1- لا تربطي بين حب البقاء وحيدة والأنانية.
2- اعلمي أنك إذا كنت لا تحبين الاختلاط بالآخرين فستعانين من فقدان الثقة بنفسك أولاً وبالآخرين ثانياً.
3- لا تخشي الكشف عما تفكرين وتشعرين به للآخرين.


4- اعلمي أن الإنسان لا يولد وحيداً، وإنما يموت وحيداً.
5- الحب يُخرجك من الوحدة، ويُعلمك التضحية من أجل الآخرين، وربما يكون الدواء الوحيد أو لنقل الحافز الأكبر لخروجك من عالم الوحدة ودخولك إلى عالم «التشاركية».
6- إذا نويتِ أن تشاركي أحداً في الحياة على أساس الحب فلن تعاني من الوحدة ولن تتعودي عليها.. المهم أن تتعلمي كيف تحبين.


7- تغلبي على الشعور بالوحدة التي تأتي من الداخل.
8- اعلمي أن الاكتئاب قد يؤدي إلى حالة من العزلة، ولكن الحالة تزول بمجرد معالجته.