حين تشعرين أنك مستنزفة تماماً.. تذكري هذا

أن تشعري فقط أنك بصيص من الشخص الذي أنت عليه، ومدى سهولة أن ينتهي بك الأمر في علاقة لا يكون لك فيها صوت، وأن تعتقدي أنه بما أن نواياك سليمة فالآخرين نواياهم سليمة أيضاً، أن تكوني في نهر عكر، وليس لديك مجداف، وان تشعري بالضياع كونك متعاطفة مع الآخرين، فيما يلي دراسة نشرتها مجلة Psichologies مؤخراً، مع مجموعة نصائح تذكريها حين تشعرين أنك مستنزفة تماماً:

المتعاطفين لديهم قدرة فريدة على أن يعلقوا في الاكتئاب الناجم عن بيئات جامحة، وسبب ذلك هو أنهم قادرين على استيعاب مشاعر الآخرين كما لو أنها مشاعرهم. فنحن نشعر فعلياً بما يجعل أحبائنا سعداء، والأسوأ هو أننا نشعر بما يشعرهم بالغضب أو الانزعاج.
وتصبح هذه المشاعر قوية جداً بحيث نبدأ، دون أن ندرك، بمنحهم كل شيء لكي لا يشعروا بالانزعاج أو الغضب، فحتى أقل ضيق يشعرون به، نشعر به نحن أيضاً.

وفي حين يمكننا إضفاء الصفة الرومانسية على هذه الظاهرة، إلا أن ما يحدث فعلاً هو أن المتعاطف يتلاشى في غياهب النسيان، وتصبح العواطف والمشاعر التي نشعر بها غير مهمة، ونبدأ فعلاً بالاعتقاد أن مشاعرنا غير مهمة على الإطلاق، وهنا يبدأ الاكتئاب، فهذا لأننا في أعماق أنفسنا نكافح كي نكون أحراراً.

قد يقول البعض: أي نوع من الاشخاص يمكن أن يجعل شخص ما يشعر بهذه الطريقة؟
حقيقة الأمر هي أن (معظم) أحبائنا ليسوا سيئين بطبيعتهم، فهذا الأمر يحدث دون حتى أن يعرفوا ذلك، فقد يبدأ حين نصر على أن يختاروا هم المطاعم وسبل الترفيه فقط لأننا "نريد إسعادهم".

ويبدو أن المبادرات الصغيرة تحدد طريقة التعامل معك.. بعبارة أخرى، أنت بتصرفاتك تحددين أنهم أهم منك، لذا لماذا سيحترمونك؟
وهكذا نستمر مستعبدين تماماً من قبل هذه المواقف ونعيش لأحبائنا بحيث أنه مهما بلغ مدى اكتئابنا، لا يبدو الانفصال أبداً خياراً لنا. فنحن نفضل فعلياً الانهيار على تحطيم قلب شخص نحبه.
لا تحدث هذه الظاهرة بشكل دقيق في العلاقات العاطفية. فقد تحدث بسهولة في علاقة الصداقة، دون حتى أن ندرك ذلك، وقد يطلب منك الأصدقاء المشورة بشكل مستمر، ولكنهم لا يستمعون لمشاكلك، وهكذا تكونين قد حددت الطريق بأن مشاكلك أقل أهمية، وأنك أقل أهمية.
وتحدث الأمور نفسها في علاقات الأهل بالأطفال. فالأطفال المتعاطفين يشعرون بضغوط هائلة لكي لا يخيبوا أهلهم، لأنهم يتقمصون خيبة الأمل هذه، وبالتالي يخيب أملهم في أنفسهم.
وعلى الطرف الآخر للعملة، الأهالي المتعاطفين يقدمون كل شيء للتأكد أن أطفالهم سعداء، والحرص على أن يفهم الأطفال أنه من المستحيل أن يخيبوا آمالنا.

حين تشعرين بالإرهاق، كأنك منحت كل طاقتك للآخرين وبحاجة إلى إعادة شحن طاقتك، تذكري دائماً:

* أنك تستحقين السعادة، لذا خصصي بعضاً من الوقت لنفسك.
* مشاعرك ليست أقل أهمية من مشاعر الآخرين.
* نحن جميعاً مرتبطون ببعضنا البعض، وحين تؤذين نفسك فأنت تؤذين الآخرين.
* انظري دائماً في داخلك لتحدثي التغيير من حولك.