«الرجل البيتوتي».. هل يسير نحو البلاهة؟!

4 صور

ذكرت دراسة نمساوية حديثة أن الرجل الذي يقضي وقته نائماً بجوار الزوجة، ويمكث في المنزل لأوقات طويلة، او ما نطلق عليه في مجتمعاتنا الرجل "البيتوتي" تزداد عنده نسبة الغباء، كما أكدت أن ذلك يسبب تراجعاً في نسبة حصول دماغه على القدر الكافي من الاسترخاء والاستجمام بفعل الثرثرة الزوجية.


«سيِّدتي» تستطلع تباين الآراء بين الموافقة والرفض، وتتقف على رأي الزوجات ورأي علم النفس في هذا الأمر.


أفضل الرجال
في البداية، قالت المذيعة فاطمة العلي «لا أعلم مدى صحة الدراسة، ولكنني أعتقد، أن ليس كل دراسة تنطبق على جميع أفراد المجتمع أو فئة معينة، بل تمثل شريحة قام العلماء بمراقبتها وعمل الدراسة عليها، وأنا أرى أن الرجل البيتوتي أفضل الرجال بالنسبة للمرأة العاملة، ونسبة الغباء المذكورة في الدراسة ليست مقياساً، ولا نستطيع أن نقول إنها صحيحة ونبني على أساسها أن الرجل البيتوتي غبي»، وأضافت «الرجل البيتوتي تفرغ؛ ليكون السيد في المنزل، ويسهم لتكون زوجته هي الملكة، وانا أعتبره نعمة من نعم الله، وأتذكر أن لي صديقة كان زوجها بيتوتياً، وكان حكيماً ويدبر أمور أبنائه وأسرته، كما أن أفراد عائلته يستشيرونه بأمورهم، ولم يؤثر مكوثه في المنزل على تفكيره، بل كان ذكياً ويحلّ الأمور بعقلانية».

أبي رجل بيتوتي لكنه ذكي
وتؤيدها آمال الحبيشي، «معلمة أحياء وفنانة تشكيلية»، فتقول «الرجل البيتوتي رجل لا ينقصه شيء، بل ربما ما يحمله من فكر وذكاء يكون أضعاف ما يحمله أولئك غير المستقرين؛ يعرف أهدافه ويخطط بروية، ويقضي وقته إما في القراءة الهادفة أو ممارسة الهواية الناجحة، وأنا عايشت أبي، وكان رجلاً بيتوتياً قليل الأصدقاء، ولم يكن يقضي وقته طوال اليوم معهم، ولكن هناك لحظات أو ساعات محدودة يقضيها مع أصدقائه والعالم الخارجي، وكان في منتهى الذكاء في تصرفاته وحله للأمور».

زوجي بيتوتي.. وغبي!
أما عديلة أحمد، «ربة بيت»، فتخالف فاطمة وآمال في الرأي، وتؤكد أن هذه الدراسة صحيحة، وأنها تعاني من زوجها البيتوتي، الذي اختلفت نسبة استيعابه وذكائه عندما التزم المكوث في المنزل خلال السنوات الأخيرة، عكس السابق، فقد كان ذكياً ولماحاً، أما الآن فهو بطيء الاستيعاب، وأصبح أبناؤه أذكى منه بالتصرف، كذلك أصبح يحصر عقله وتفكيره فيما يقال من شائعات وكلام غير منطقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأرى أن هذه الدراسة فيها جانب من الصحة».

أنا بيتوتي.. ويتهمونني بالغباء
ويعترف وائل حمد، «موظف في أحد القطاعات الخاصة»، بأن زوجته ومن حوله يصفونه بمحدود التصرف والمنغلق، لأنه رجل بيتوتي ولا يحب الاختلاط مع الناس، بينما هو لا يرى ذلك، ويقول «أنا رجل بيتوتي منذ أن كنت طالباً في الجامعة، وبعدها تخرجت وتوظفت وما زالت هذه طبيعتي، أصدقائي يملون من إقناعي بالخروج معهم؛ لأنني أمكث معهم لساعات محدودة، ثم أشعر برغبة للعودة إلى المنزل، وبعد زواجي لم أتغير، ولا أعتقد أن هذه الدراسة صحيحة، فأنا أحل مشاكلي بنفسي، ونسبة ذكائي أعتقد أنها جيدة، كما أنني كنت متفوقاً في دراستي سابقاً».

الدراسة فيها جانب من الصحة
وترى فرح النهيد، «ربه بيت»، أن الزوج البيتوتي ليس غبياً، لكن مع كثرة جلوسه في المنزل تصبح خبراته وأفكاره محدودة على نطاق المنزل وتقول: «من خلال تجربة عشتها مع زوجي، الذي كان اجتماعياً لأبعد الحدود، عندما خذله أصدقاؤه في أحد المشاريع، قرر أن يقاطعهم، واختلفت طباعه بعد أن كان إنساناً ذكياً وأفكاره متجددة، لاحظت أن أفكاره تقلصت وأن خبرته ليست كالسابق، كما أن بعض الأمور يتعامل معها بشيء من الغباء، عكس الماضي تماماً، وقد يكون في هذه الدراسة جانب من الصحة».

يختلف من رجل إلى آخر
المحامي والمستشار القانوني طاهر البلوشي يقول «لا أستطيع أن أنفي الدراسة أو أكون من مؤيديها؛ لأن البشر مختلفون في الطباع، في البداية لابد من تحديد الأسباب المؤدية إلى بيتوتية الرجل؛ حتى يصبح الحكم عليه صحيحاً، فكل شخص له سمات وصفات تختلف عن أي شخص آخر، وبالتالي تختلف درجات استيعابهم وردود أفعالهم للمواقف بما فيها الشؤون الأسرية، وأتذكر دراسة قرأتها أفادت بأن المشكلة الحقيقية في الغباء أننا لم نمتلك بعد تعريفاً واضحاً ومحدداً له، ولهذا السبب فإن من يعدون أذكياء أو عباقرة، ينظر إليهم الآخرون على أنهم هم الأغبياء؛ لذلك لا أعتقد أن الدراسة تنطبق على كل رجل بيتوتي».

الرأي النفسي
الأخصائية النفسية نجاة مانع، من عيادات سلوى للاستشارات، ترى أنه ليس من الضروري أن يكون الرجل البيتوتي رجلاً غبياً، وأن الغباء لا يكتسبه الرجل نتيجة مكوثه في المنزل وتقول: «لا نستطيع أن نثبت ذلك من خلال دراسات؛ لأن تأكيد ذلك يحتاج إلى الكثير من الإثباتات العلمية والأبحاث، كما أن الدراسة يجب أن تكون على المرأة البيتوتية، وليس الرجل فقط، وفي الوقت نفسه لا نستطيع أن ننكر أن الرجل البيتوتي، وكذلك المرأة، تختلف سلوكياتهما ونفسياتهما فمكوثهما في المنزل قد يصيبهما بالتجمد الفكري، وهو ليس غباءً، بل روتينٌ قاتلٌ يؤثر على مشاعر الإنسان وأفكاره، فتتحول إلى سلوك سلبي، ومن خلال اطلاعي هناك دراسة تؤكد أن الذكاء ينمّى حسب البيئة، فزواج الرجل الذكي من امرأة ذكية يؤدي إلى تحسين نوع الذكاء لدى الأبناء، والعكس صحيح، لذلك أنصح كل رجل وامرأة من الذين يتحلون بهذه الصفة، أن يحرصوا على تنمية قدراتهم وهواياتهم؛ حتى لا يحصروا حياتهم فقط في الأكل والشرب والجنس».

«كيف تجعلين زوجك بيتوتيا؟»
صدرت دراسة برازيلية، عن قسم العلوم الاجتماعية التابع لجامعة «أونيكامب» في مدينة كامبيناس البرازيلية، موجهة للمرأة بشكل خاص، تحت عنوان «كيف تجعلين زوجك بيتوتيا؟» وذلك باتباع النقاط الآتية:


- يجب استيعاب الطبيعة الهرمونية للزوج، ومن الأفضل للمرأة اتباعها؛ لتفادي المشاكل الناجمة عن كثرة خروجه من المنزل.
- عدم سؤاله عن الأماكن التي يتردد عليها، وتركه هو يتحدث عن ذلك بنفسه.
- التصرف بشكل طبيعي مع الزوج الذي يخرج كثيراً من المنزل.


- التأكد أن الأساليب القديمة في محاسبة الرجل وسؤاله بشكل متكرر عن أسباب خروجه من المنزل لم تعد مفيدة في عصرنا الحالي.
- تجنب الأمور التي قد تزيد من ملل الرجل في المنزل.
- السعي لتلبية رغباته؛ من حيث إرضاء معدته، واتخاذ المبادرات التي يحبها.