الشريك الصغير في السرير.. مشكلة تواجه الأمهات والآباء!

9 صور

هل يقتحم طفلك الصغير غرفة نومك مصراً على النوم بجانبك، وتمضين ليلك في الجلوس بقربه تحكين حكايا قد تمتد لوقت متأخر؛ لتتفاجأي في الصباح أنه عاد واندس قربك؟


تعرفي إلى قصص الأمهات بهذا الخصوص، وما قاله الاختصاصيون في هذا التحقيق.

رفسني في عيني
تذكر شيماء محمد عن نوم ابنها في سريرها، أنها كانت تعاني من كثرة حركته أثناء النوم؛ خاصة وأنه استمر في النوم بسريرها بعد عامه الثالث، وتقول: ذات مرة كان لدي مقابلة عمل في الصباح، وكان عليّ أن أنام باكراً، وبعد أن غفوت بصعوبة تلقيت ضربة على عيني بكعب قدمه، وقتها بكيت بحق من شدة الألم، وذهبت في اليوم التالي إلى مقابلة العمل، وبدوت في أغبى حالاتي بسبب قلة النوم.

طرد زوجي من الغرفة
وتقول روز جميل «ربة منزل»، مرحلة الحمل بابني كانت صعبة جداً، ولهذا كانت علاقتي بشريك حياتي فاترة للغاية، وكان كل همه أن أنام طوال الليل وأدعه وشأنه، وعندما جاء المولود انتقلت للانشغال به، وعندما كبر، صار موضوع نقله إلى سريره في الغرفة المجاورة صعباً للغاية؛ فإما أن ينتبه للأمر عندما أحمله فيصحو ويبكي لأعيده إلى سريرنا، أو يبكي عندما يكتشف أنه في غرفته، واستطاع مؤخراً أن يطرد والده من السرير بسبب الإزعاج الذي يسببه له أثناء نومه، وهو يركله كل قليل مفضلاً النوم في عرض السرير لا موازياً لهما.

ينام في أي مكان
أما شذا بوصالح «ربة منزل» فتقول "أفضل أن أنتهي أولاً من مرحلة تعويده على الذهاب إلى الحمام، بعدها بفترة يمكن أن ننتقل إلى غرفته، ومتفائلة بكونه ينام بعمق، بالإضافة إلى أنها عودته على أن ينام في أي مكان، فقد ألصقت سريره بسريرها وعودته أن ينام فيه، كما عودته أن ينام على الكنبة، مشيرة إلى أن ما ساعدها في هذا أنها لا تحاول تنويمه أبداً؛ بل تدعه على راحته؛ فيغفو عندما يعجز عن مغالبة النعاس.

طفلتي تفضل الخادمة
رغم أن ابنها الكبير قد بلغ اثني عشر عاماً، إلا أنها تصحو معظم الأيام لتجده مندساً في السرير بينها وبين والده، هكذا كانت تجربة نوارة علي «موظفة مبيعات» مع ابنها الأول، والغريب أنها تعيش تجربة مختلفة تماماً مع ابنتها الصغرى، ذات ال4 سنوات، والتي تفضل النوم مع الخادمة، وتقول "جربت مرة أن أنوم ابنتي الصغرى في حضني، وصدمت بها تصفعني على وجهي بغضب وأنا نائمة، وتسألني عن الخادمة، لتتركني وتعود إليها".

أشباح في الغرفة
وفي حالة مماثلة تخبرنا «نيرمين جنيدي، مدرسة فنون جميلة وأم لولدين» عن تجربتها مع ابنها، تقول "اعتاد ابني الذي اعتاد على النوم جانبي نظراً لاضطرار والده للسفر لفترات طويلة؛ لكن وجدت أن هذا يجعل الطفل يصبح عرضة للخوف، وعندما أصمم أن ينام في غرفته؛ أجده يقف على باب غرفتي عند الفجر وهو يبكي خائفاً ويقول بأنه يرى أشباحاً في الغرفة، وتضيف بأن المشكلة أن الطفل كلما كبر في السن، من الصعب أن يقتنع بضرورة النوم في سرير منفصل وفي غرفة أخرى.

طمأنينية قرب الأم
منصور عجلان «موظف بنك»، يقول "أعتقد أن الطفل الرضيع يتأثر بحنان الأم؛ حيث تكون أكثر تواصلاً معه، وهذا يجعل الطفل ينمو من الناحية العاطفية بشكل أفضل، وعندما يكمل الطفل عامه الأول يجب نقله بشكل تدريجي إلى غرفة أخرى حتى يعتاد الأمر، كما فعل مع ابنائه".

تعريض الطفل لخطر
د. طارق سلامة «طبيب أطفال مختص في مركز دبليو ويلسون»؛ يشير إلى أن نوم الطفل في سرير الآباء قد يعرضه للمخاطر؛ حيث يخشى من تقلب الأب أو الأم في السرير أثناء النوم، وقد يتعرض للاختناق بسبب الأغطية، لهذا يجب أن ينام الطفل في سريره الخاص منذ البداية.

الدكتور «وليام سيرز»، طبيب أطفال في مدينة دانا بوينت، مؤلف كتاب «نوم الطفل» يقول: «أفضل مكان لنوم الطفل الرضيع هو حيث ينام أبواه، وقد أظهرت دراسة أنه من الأفضل للرضع أن يكونوا قريبين من الأم؛ بحيث تستطيع استشعارهم كلما رغبت في ذلك».

أضرار نفسية
«سيدتي» التقت الدكتور علي الحرجان، «استشاري الطب النفسي»، والذي تحدث عن هذه المشكلة قائلاً:
ليس هناك مانع من أن يوضع سرير الطفل في الفترة الأولى في غرفة الأب والأم، على أن ينتقل إلى غرفته الخاصة أو غرفة أخرى مع إخوته في السنة الثانية من العمر؛ فهذا يجعله يعتاد الاستقلالية؛ ليطرد كل عوامل الخوف والقلق التي يعاني منها الأطفال عادةً، ويجب أن يعتاد الطفل منذ البداية على النوم في سريره الخاص، وأشدد أنه على الأهل أن يتمالكوا أنفسهم ويسيطروا على عاطفتهم منذ البداية؛ حتى يبعدوا هذه الفكرة ويتصرفوا كما تقتضي مصلحة الطفل.


أما بالنسبة لطريقة نقل الطفل المعتاد على النوم في غرفة أبويه إلى غرفته الخاصة، يرى الدكتور الدوري أن هذا يحتاج إلى صبر من الأم؛ إذ ليس هناك تعديل بالإجبار؛ فعليها أن تتبع معه الأساليب الدبلوماسية وتبقى إلى جانبه تحكي له حكايات ما قبل النوم وتعطيه الأمان حتى ينام، وقد يستغرق الأمر أسبوعين أو أكثر إلى أن يعتاد الطفل غرفته، وقد يصحو الطفل ليلاً ويعود إلى سرير أبويه، وهنا يجب أن تتحلى الأم بالصبر وتعود لتحمله إلى غرفته وتبقى بجانبه حتى يغفو.

قواعد السلامة عند نوم الطفل الرضيع في سرير الوالدين:

-إزالة أي غطاء سميك عن السرير قبل وضع الطفل فيه، كيلا يتعرض للاختناق.
- في حال كان أحد الوالدين يتناول دواء معيناً، يفضل عندها ترك الطفل ينام في سريره.
-على الأم ألا تنام إلى جانب طفلها في حال كانت مرهقة جداً؛ لأن التعب الزائد قد ينسيها وجود صغيرها في السرير.
-يفضل اختيار مهد يمكن وصله بسرير الأهل.
-يفضل أن ينام الطفل إلى جانب والدته وليس والده.‏