سيدات لبنانيات بدأن مشاريعهن الخاصة بقروض صغيرة

20 صور

تطمح كل سيدة إلى أن تذهب بعيداً في درب النجاح، فيحتلّ تفكيرها، ويستولي على شغفها، فتسعى جاهدة إلى المضي قدماً من أجل تحقيقه. واليوم، مع مبدأ القروض الصغيرة الذي بات متاحاً في لبنان، غدا الحلم حقيقة، ولم يعد هناك ما يمنع السيدات من أن يكون لديهن مشاريعهن الخاصّة حتى يتقدّمن نحو مراكز أعلى وحياة أفضل.
"سيدتي" التقت عدداً من السيدات اللواتي استفدن من مبدأ القروض الصغيرة هذا، بعد أن كنّ يعملن في منازلهن، فيما أصبحن اليوم ربّات أعمال ومشاريع كبيرة.

بدأنا العمل من المنزل واليوم صاحبات مشاريع
وحول كيفية تحسين طرق معيشتهن، من خلال مبدأً القروض الصغيرة، تعتبر دوجا سليم أنها "بدأت مع هذه المؤسسة كتلميذة في ورشة عمل حرفية تتضمن عدة أشغال يدوية، من بينها صبّ وتزيين الشوكولاتة... حتى تمكنت من هذه الصناعات كما يجب، وأخذت قرضاً صغيراً من المؤسسة، وبدأت بتوسيع عملي وتطويره، وصولاً إلى يومنا هذا، حيث أعمل من منزلي لتلبية طلبات بعض المحال التجارية من الشوكولاتة وحلوى "الكوكيز" ... وأنا فخورة جداً بمشروعي الخاصّ الذي يدرّ علي أرباحاً مالية، ويجعلني سيدة فعّالة في المجتمع، وبالتالي أساعد غيري من السيدات لمساندتي في هذه الصناعات... وهذا برأيي أفضل خدمة أقدّمها لمجتمعي ولنفسي من خلال اعتمادي على نفسي مادياً ومعنوياً واجتماعياً".
أما ناتالي بعقليني فتقول إنها " دخلت إلى مؤسسة مخزومي لأنني أحب كثيراً مجال الجمال والتزيين والعناية بالبشرة والاطلاع على أحدث التقنيات وآخر صيحات الموضة في هذا المجال. وبالفعل أنجزت الدورات بكلّ نجاح وبات عندي اليوم مركزي التجميلي الخاص بفضل المواظبة والمثابرة، وبهذا أكون قد ضمنت حياتي وساهمت بدور فعال في المجتمع".
أما نائلة إمام، فقد أكدت أنها كانت تلميذة أيضاً، وبفضل حماسها لمجال التجميل والتزيين بات لديها اليوم مركزها التجميلي الخاص، بالإضافة إلى أنها مدرّبة فنون التزيين والتجميل في المؤسسة، وهي تقوم بتوظيف الفتيات اللواتي يتخرجن منها".
أما ناديا بكداش فتقول خلال حديثها أنها كانت تحبّ دراسة اللغة الإنجليزية، وتقول: "لغتي الأساسية كانت الفرنسية، وكان عندي وقت لزيادة معرفتي باللغات، فبدأت بالدراسة وصولاً إلى دورات الكومبيوتر. ولا أخفي سراً إذا قلت بأنني كنت أعاني من مشاكل في بشرتي. ولذلك توجّهت نحو دورات العناية بالبشرة والتجميل والتزيين، وكنت أعمل في منزلي لسنوات عدّة إلى أن أصبح لديّ مركزي التجميلي الخاصّ بي؛ وكل ذلك بفضل خدمة القروض الصغيرة المتاحة للسيدات لتحقيق طموحاتهن وأحلامهن. وكم أنا سعيدة اليوم بما أنجزته على الصعيد الشخصي والعائلي، لأنني أساند زوجي وأولادي".
وختمت ناديا قائلة:
"أنصح كل سيدة أن تؤسس عملاً خاصاً بها، لأنه ضمانتها المستقبلية؛ فمن خلال قرض صغير قد لا يتجاوز الألف دولار بإمكانها أن تصبح سيدة أعمال ناجحة".


مؤسسة مخزومي
تأسّست مؤسسة "مخزومي" عام 1997، لبنانية غير ربحية ، أسّسها فؤاد مخزومي وترأسها ميّ نعماني مخزومي، انطلاقاً من رغبة قوية في المساعدة على تمكين المواطنين من تحقيق الاعتماد على الذات وتحسين آفاق التطور المهني، وبهدف اتخاذ خطوات كبيرة لرفع مكانة المرأة وزيادة الفرص أمامها بشكل عام في لبنان. ولا تزال هذه المساعي أولوية بالنسبة إلى المؤسسة، بالموازاة مع إعطاء الشباب فرصة للحصول على التقنيات الجديدة التي يمكن أن تحسّن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.

مي مخزومي: حماية البيئة مع الامم المتحدة
أما رئيسة المؤسسة ميّ مخزومي فقد أكدت خلال حديثها "أن المؤسسة أيضاً، وانطلاقاً من اهتمامها الكبير بالبيئة تقوم بالمساهمة في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحماية البيئة في لبنان. فرقعة تواجد المؤسسة وتنوّع خدماتها وعدد المستفيدين منها يزداد يوماً بعد يوم مؤازرة مع قرارات الأمم المتحدة، وآخرها عام 2015 للتنمية المستدامة في جميع المجالات والعمل على المواطنة العالمية لعام 2020، بالإضافة إلى تطلّعات المؤسسة إلى تقديم مساهمات أكبر في السنوات القادمة نحو مستقبل أكثر إشراقاً".
وحول قدرة المؤسسة على تلبية احتياجات المجتمع اللبناني، أشارت ميّ مخزومي خلال جولتها مع الإعلاميات داخل المؤسسة إلى "أن هذه الأخيرة أنشأت الإدارات والبرامج والوحدات لتلبية هذه الاحتياجات من خلال تقديم القروض لتطوير المهارات، بالإضافة إلى توفير خدمات الحماية مع تأمين مواد الإغاثة الأساسية وتأمين الرعاية الصحية الجيدة ورفع مستوى الوعي حول القضايا البيئية- الزراعية والمحافظة عليها، والتي تمكّن الشباب وتوجّههم لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلالية".

القروض الصغيرة
وحول برنامج القروض الصغيرة، أشارت ميّ مخزومي إلى أن "ازدياد الاهتمام دولياً بمسألة القروض الصغيرة وتركيز الأمم المتحدة أو المسؤولين عن صناعة القروض الصغيرة خفض عدد الفقراء إلى النصف بحلول 2015، وكان وراء ابتكار القروض الصغيرة من أجل توصيل الخدمات المالية لكل الأشخاص الذين لا يحصلون على هذه الخدمات من المصارف، وإتاحة الفرصة أمامهم لزيادة مداخيلهم وإيجاد فرص توظيف جديدة وإنقاذ أنفسهم من دائرة الفقر التي يعيش فيها أكثر من ثلث سكان العالم".
وختمت ميّ مخزومي حديثها قائلة إن "عدد الخدمات التي قدّمتها المؤسسة حتى يومنا هذا يبلغ حوالي المليونين وخمسمئة ألف خدمة لـ 660000 مستفيد في لبنان".