غش الطلاب بين الخيانة والحذق والبنات أكثر تفوقاً فيه!

4 صور
قاعات امتحانات وأياد ترتجف، وعيون تبحلق، بينما صوت حذاء المدرس المراقب يزرع الغرفة طولاً وعرضاً كأنه رجل أمن، لكن حمزة محمود، طالب ثانوي، لا يكترث به، ويعتمد على الغش بشكل شبه كامل في الامتحانات، لأنه حسب قوله، لا يستوعب بعض المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء، فقوانينها معقدة وصعبة، ووالده أجبره على دخول القسم العلمي، ومن خلال "البراشيم" أي أوراق الغش الصغيرة، يضمن قدرته على الحل، يستدرك حمزة: "أمسك بي المراقب عدة مرات، وأنا أخرج "البراشيم" من كمّ قميصي، حيث أحتفظ بها مربوطة بمطاط، لكن ردة فعل المشرفين لم تتجاوز الإنذار والتنبيه والمطالبة بعدم تكرار الغش، الذي لم أتوقف عنه.
فيما يجد عبدالقادر أحمد، طالب ثانوي، إن الغش يحتاج إلى مهارة وذكاء، ففي اللحظة التي يلتفت بها المشرف لجهة أخرى أو ينشغل بالحديث مع زميله، يكون الوقت المناسب لاقتناص فرصة الغش، يتابع: "أغش عندما لا أعرف إجابة سؤال، وأعتمد على زميلي المتفوق الذي دائماً ما يجلس بجانبي، وأحياناً أحضر معي "براشيم" أخفيها في جيب بنطالي".
حتى الفتيات!
لم يكنّ أقل جرأة من الفتيان، بل أكثر هدوءاً وحنكة، فلم تنكر سميرة علي، طالبة ثانوية، لجوءها وصديقاتها للغش عندما تحتاج إحداهن لحل سؤال لا تعرف إجابته، فتحاول سؤال إحدى زميلاتها بدون أن تشعر المشرفة، تضيف سميرة: "لدينا طرق تفاهم خاصة بيننا أثناء الامتحان لا تفهمها المشرفات، وذلك بأصابع اليدين وإيماءات العيون وحركة الشفاه".
وفي إحدى المرّات مثلت طالبة حالة إغماء ارتبك فيها الفصل أثناء الامتحان، فهرعت المدرسة إليها لكنها استفاقت خلال دقيقتين كانت الفتيات، اللواتي اتفقن مع بعضهن مسبقاً قد نفذن خطتهن وانتهين من معرفة الإجابات داخل موبايلاتهن. هذه قصة روتها الطالبة في المرحلة الإعدادية هدى المهيري.
طرق مبتكرة!
للغش طرقه الغريبة والمبتكرة، التي يكتشفها المدرسون والمشرفون، حسب قولهم، فلا يغفل وليد محمد، مدرس رياضيات، عن طريقة الغش باستخدام الموبايل الذي توضع سماعته على الأذن ويخفى في الملابس الداخلية، وفي الطرف الآخر شخص يعطي الإجابات عن الأسئلة التي يقوم الطالب الممتحن بقراءتها له، ويضيف وليد: البنات أكثر استخداماً لهذه الطريقة، لأنهن يخفين سماعة الموبايل تحت الحجاب.
فيما يرى أحمد إبراهيم، مدرس كيمياء، أن بعض الطرق التقليدية مازالت رائجة لغاية اليوم مثل الكتابة على الدرج أو على اليد وتحت القميص أو على المسطرة، ويرجع سبب الظاهرة إلى تظاهر بعض الأهل بأن أبناءهم على أفضل ما يمكن بينما في قرارة أنفسهم يعرفون أنهم كسالى ومهملون.
ومن الطرق الحديثة، التي اكتشفها ممدوح عوض، نائب مدير مدرسة، إحضار آلات حاسبة مبتكرة، يخزن الطالب في ذاكرتها قوانين وقواعد ليستخدمها في الغش، يعلّق: "للأسف هي موجودة في الأسواق، بسبب ضعف الرقابة".
أمهات وآباء
فوجئت مديحة عباس، ربة بيت، بابنها التلميذ في السادس ابتدائي يتحدث مع شقيقته عن قيامه بالغش من زميله لحل سؤال صعب، فسألته كيف تغش؟ ألا تعلم إن الغش حرام ؟ فأجابها: "كل زملائي يغشون، بل الأستاذ يساعدنا أحياناً! تستدرك مديحة: "بصراحة بعد هذا الكلام، وجدت أن النصيحة وحدها لا تكفي لمنع ابني من الغش فالظاهرة أصبحت عامة، وأطالب بإجراءات مشددة لمنع الغش ومعاقبة الأساتذة الذين يُغششون التلاميذ .
فيما يعلم تماماً عبدالعزيز المطروشي، رجل أعمال، أن ابنه الطالب في الثانوية، يغش وقد نصحه بالامتناع عنه، لكنه فوجئ قبل شهر باتصال من المدرسة، يخبرونه أن المراقب ضبط ابنه وهو يغش .. ويضيف عبدالعزيز: "المشكلة أن جميع الطلاب يغشون ومن لا يغش يعتبر"عبيط" حسب عُرف الطلاب"!.
تصرف وزاري
الأمر تحول إلى ظاهرة تستدعي التصرف من وزارة التربية والتعليم في الإمارات وبرأي بدر الحوسني، عضو اللجنة الدائمة للسلوك التربوي بمنطقة الشارقة التعليمية أنها قلّت في الآونة الأخيرة بفضل مجموعة من الإجراءات التي تضعها وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المناطق التعليمية في كل الإمارات، ومن هذه الإجراءات حرمان الطالب من الامتحان في الدور الأول في المادة، التي حاول الغش فيها أو أحدث شغبا، وإذا تكررت المحاولة يحرم من جميع الامتحانات في الدور الأول، ويحق له دخول الدور الثاني، وإذا غش في الدور الثاني ُحرم من جميع الامتحانات وأعتبر راسباً في جميع المواد الدراسية.