المركز الأولمبي للألعاب المائية في لندن
جسر الشيخ زايد في أبو ظبي
من تصاميم حديد في عالم "الديزاين"
مبنى "دونغدايمون" بلازا" في سيول
7 صور

لم يقو المجتمع الذكوري ومعارضة الأفكار الخارجة عن المألوف وسنّ التقاعد على زها حديد، «أيقونة» العمارة في العالم. وحده الموت أطفأ «السيدة» التي لم تحدّها مدرسة معمارية فنية!
حديد، سليلة بلاد الرافدين، حيث العمارة لا تعير شأناً للمحاور والاتجاهات، بل تقوم على أسس من حرية الحركة والتنظيم، نحت نحو فلسفة التفكيك. علماً بأن الفرنسي جاك دريدا هو أبو هذه الفلسفة المشكّكة في العلاقة بين الدال والمدلول والمعنى المتولد عنهما، والمحطّمة في مجال العمارة الفروق بين التشكيل والنحت والمعيدة خلطهما، والمديرة ظهرها للزخارف والتحلية، والمبرزة الأحجام والكتل والفراغات، والمعلّية من شأن المعدن والزجاج واللدائن.
تحدّت العراقية البريطانية الجاذبية الأرضية، وقدّمت للعالم مباني تدعو الناظر إلى تأمل أشكالها «الطائرة» غالباً، في الوقت الذي كان يثني فيه النقد المعماري على ديناميكيتها، ويتحدث عن لمسات التجريد فيها، بدون أن يعني ذلك أن بعض مشاريعها لم يسلم من النقد. فقد أُخذ على عمارة «سوهو المجرة» ببكين، أنها «فارغة بصورة شبه دائمة منذ 2012»، وطالتها تعليقات بالجملة من «باب أن سعر المتر لأرض المبنى يرتفع ارتفاعاً مستمراً مقابل قلّة اهتمام المستثمرين به، لأن الفراغات فيه ليست قابلة للتعديل ومظلمة جداً، كما أن الأخير يضيف إلى تلوّث الطريق الدائري الثاني للعاصمة «بكين» تلوثاً بسبب متطلبات الإضاءة ونسبة الزجاج الكبيرة على واجهته مع فراغه المستمر من المستخدمين». كذلك، قيل أن "وانجينج سوهو" هو نسخة من «سوهو المجرة»، ووصف تصميم حديد للملعب المخصّص للألعاب الأولمبية التي ستستقبلها العاصمة اليابانية سنة 2020، بأنه "عار على أجيال المستقبل" لمجافاته البيئة المحيطة به، قبل أن تتخلى الحكومة اليابانية عنه. كما أثار المشروع عينه الجدل حول تكلفته التي تقدر بحوالي ملياري دولار. علماً بأن السعر ارتفع من مليار و300 ألف دولار لدى اقتراحه للمرة الأولى، بعد فوز التصميم بمسابقة دولية. كذلك، شبّه شكل تصميمها ملعب «الوكرة» لمباريات كأس العالم في قطر في 2022، بالعضو الأنثوي، ما حدا بصاحبة اللسان السليط بالرد الآتي: «إن الخروج بهذا الاستنتاج السخيف أمر محرج للغاية». كما أنها ردت بحدة على سؤال عن أعداد الضحايا من العمال الآسيويين المتصلة بعمليات إنشاء الملاعب التي صممتها حديد لمونديال قطر 2022 في مقابلة لإحدى محطات شبكة «بي بي سي»، مؤكدة أن «ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام ليس صحيحاً، وأنها قاضت من قاموا بنشر هذه الأخبار»، التي وصفتها بـ"الكاذبة"!
ذات رداء الـ«برادا» لطالما آمنت أن النجاح في جزء منه إحساس غريزي وفي الآخر هو الاستراتيجية، واجهت خيبات متتالية لرفض مشاريعها المعقدة، وانفضاض لندن حيث مكتبها الهندسي عن رؤيتها، قبل أن تنهال عليها العروض في «بلاد الضباب» وتفوز بالجائزة الأولى في مسابقة بريطانية عن مشروعها لدار أوبرا «كارديف» في «ويلز»، وتوضع أعمالها في مصفى المباني مدعاة للفخر في الدول التي عانقتها. تأثّرت في خطواتها الهندسية الأولى بالمدرسة «التفوّقية» والبنائية الروسية، قبل أن ترسم خطاً خاصاً بها اتصف بـ"المستقبلي".
"مسبعة الكارات" طرقت أبواب العمارة والهندسة الداخلية وتصميم المفروشات والمجوهرات والسينوغرافيا (صممت ديكور المدينة الأوتوبية لعرض «ميتابوليس 2» الراقص للبلجيكي فريديرك فلامان) والتصميم الصناعي، ولم توفر قطاع التعليم، وكانت صرّحت أنها لو لم تكن معمارية لامتهنت الرسم.
النسوية التي تقرّ بأثر الرياضيات على مسيرتها منذ نعومة أظفارها حيث كانت المسائل الحسابية عبارة عن تمرينات طفولية، خانها قلبها، قبل أن تتمّ مشاريع بالجملة، وأن تكرّم عربياً، فيما كال العالم لها المديح وتوجها «إحدى المعماريات الأعظم في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين»، وكانت الميدالية الذهبية للعمارة، التي يمنحها «المعهد الملكي للهندسة المعمارية» آخر جوائزها.

شاهدي أيضاً:

زها حديد أول امرأة تتوج بالميدالية الذهبية للهندسة المعمارية

 

زها حديد تصمم منزل نعومي كامبل المستقبلي

إبداع المصمّمة زها حديد في ديكور منزلك