3 أسباب تفسر سبب تعرضك للمشاكل نفسها

هل سبق لك أن جربت التعامل مع نفس المشكلة مراراً وتكراراً؟ هذا لأن قانون الجاذبية يحكم حياتنا، وهذا يشمل مشاكلنا. أحياناً نركز على شيء سلبي ما بحيث يصبح قوياً جداً، ويجعلنا نثير نفس المشكلة بشكل متكرر. لماذا إذن يكون لدينا مثل هذا التركيز السلبي؟

فيما يلي ثلاث عادات شائعة نشرتها وحللتها مجلة Psychologies، تتسبب في تكرار المشاكل من خلال الاهتمام السلبي، فإذا كنت تعتقدين أنك تعانين من نفس المشكلة مراراً وتكراراً، تأكدي لتري إن كانت إحدى هذه السلوكيات هي السبب.

• التحدث عن المشكلة أو الشكوى منها
بالنسبة للكثير منا، هذا هو السبب الأقوى في كوننا نجتذب المشاكل بشكل متكرر، معظمنا يتحدث كثيراً، ويميل لقول نفس القصة بشكل متكرر.
الشكوى من مشكلة ألم الظهر أو علاقة سيئة أو رئيس عمل فظ قد تصبح إدماناً، وهذا يولد الكثير من القوة المغناطيسية لهذه الظروف السلبية.
الخبر السار هو أنه من السهل نسبياً التوقف عن الشكوى. في البداية، قد يكون محاولة عدم قول شيء مزعج قليلاً، ولكن مع القليل من التدريب يصبح من السهل الحد من الكلام السلبي.

• التفكير بشكل مبالغ به بالمشكلة
في حين يعتقد الكثير من الناس في المجتمع أن القلق ضروري لبقائنا، إلا أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فحين نشعر بالقلق من مشاكلنا، نولد المزيد من الزخم لها، ونبتعد أكثر فأكثر عن الحلول التي نحتاج إليها.
على الرغم من أن الكثيرين منا يفهمون أن التفكير السلبي يسبب المشاكل، إلا أن تغيير أفكارنا ليس أمراً سهلاً. أفكارنا تتحرك بوتيرة سريعة جداً، وتأتي دون بذل الكثير من الجهد؛ لذا فإن «السيطرة على الأفكار» قد تكون صعباً بعض الشيء. مع ذلك، حين نجد أنفسنا مهووسين تماماً بمشكلة ما، قد نقوم بإلهاء متعمد، وقد يكون لهذا تأثير عميق جداً على الوضع الراهن.


في المرة القادمة التي تشعرين فيها بالقلق أو التوتر بشأن مشكلة ما، قولي لنفسك شيئاً على غرار: «يمكنني حل هذه المشكلة لاحقاً، ولكن الآن سأركز على شيء أكثر تفاؤلاً قليلاً». ثم قومي بنشاط ما يدخل البهجة إلى حياتك.
يمكنك مشاهدة فيلم مضحك، أو الاتصال بصديقة حميمة، أو ممارسة هواية تجعلك سعيدة. يمكنك أيضاً الاستماع إلى موسيقى ترفع معنوياتك، أو مارسي بعض التمارين الرياضية الخفيفة.
الإلهاء عادة رائعة لتنميتها؛ لأنها توجهك إلى الاتجاه الصحيح. فإذا قمت في كل مرة تجدين نفسك فيها مهووسة بالتفكير بأخذ خطوة للوراء، وإلهاء نفسك لتشعري بالتفاؤل، ستولد في نفسك عادة تساعدك على استعادة توازنك جراء الأفكار السلبية بسرعة في جميع مجالات حياتك.
ومع التدريب، سيصبح السلوك الأولي هو إلهاء نفسك حين تصبح أفكارك سلبية جداً، وحين يصبح الإلهاء الإيجابي استجابة تلقائية للتفكير السلبي المهووس، ستلاحظين تغيراً قوياً في نوعية واقعك.

• التصرف بدافع الخوف
أفعالنا تؤثر على موجاتنا واعتقاداتنا، فأفعالنا ليست فقط انعكاساً لموجاتنا، وشعورنا من الداخل، ولكنها قوية أيضاً بما يكفي لتغيير الموجات والكيفية التي نشعر بها بداخلنا.
على سبيل المثال، ربما سمعت أنه حين تشعر بالكآبة يمكنك ممارسة التبسم لتحسين مزاجك قليلاً. وعلى الرغم من أن الابتسامة ليست حقيقية، إلا أن مجرد التبسم يعكس نفسه في الداخل ويعطي دفعة عاطفية.
وهذا فعال؛ لأن حالاتنا المزاجية، وأفعالنا تعمل معاً جنباً إلى جنب. فتغيير حالتنا المزاجية سيغير سلوكياتنا، وتغيير سلوكياتنا سيغير أيضاً حالاتنا المزاجية؛ لذلك، فإنه من خلال تغيير سلوكياتنا فيما يتعلق بمشكلة ما، نغير شعورنا بشأن المشكلة، ثم تظهر المشكلة بشكل مختلف في واقعنا.
مرة أخرى، نحن نحصل على ما نركز عليه، إنه شيء نريده أو لا نريده! حين نتصرف تصرفات بدافع الخوف لتجنب المرض، وعلى الرغم من أنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات بقصد تقليل الأمراض، فهي في الواقع تزيد الأمراض في العديد من الحالات.

اتخذي إجراءات وقائية
من القواعد الأساسية الجيدة تقييم خياراتنا في أفعالنا، خاصة حين لا تسير الأمور كما نريد. فحين نجتذب أحداثاً متكررة غير مرغوب بها، من الحكمة التوقف قليلاً وسؤال أنفسنا ما إذا كنا نركض نحو ما نريد أو نركض بعيداً عما لا نريده.
هذا لا يعني أنه لا يجب أن تغسلي يديك أو تضعي حزام الأمان أو تأخذي الفيتامينات. إذا كانت هذه الأفعال تحسن شعورك بشأن الوضع، فقومي بما عليك القيام به، فالشعور بالحماية يعطي شعوراً أفضل من الشعور بالتعرض للخطر، لذا إذا كان اتخاذ إجراءات وقائية يساعدك على الشعور بالأمان؛ فافعلي ذلك.


مع ذلك، إذا وجدت نفسك تبذلين جهوداً كبيرة لتجنب الخوف، فإن هذه الأفعال المبالغ بها هي جزء من المشكلة. ومثل الأفكار المهووسة، فإن الأفعال المهووسة خطيرة؛ لأنها تشير إلى تركيز قوي على الشيء غير المرغوب به.
لذا، حين تجدين نفسك عالقة في تكرار اليوم نفسه مراراً وتكراراً وأن المشكلة تظل تظهر بشكل متكرر، خذي بعض الخطوات؛ لتقييم وتعديل نهجك. تجنبي الحديث عن المشكلة وقومي بإلهاء نفسك من الأفكار المهووسة، وقللي اعتمادك على التصرف بدافع الخوف.
هذا النهج ثلاثي الشعب سيبطئ -وفي النهاية يوقف- الانتباه السلبي الذي يجتذب نفس المشكلة في حياتك مراراً وتكراراً.

ملاحظة أخيرة: تذكري أنه من الأفضل دائماً الزحف قبل المشي. تساهلي مع نفسك إذا كنت في البداية تبذلين جهداً كبيراً للتوقف عن الحديث عن مشكلة مستمرة، أو إذا كانت أفكارك أو أفعالك لا تزال تثير قلقك وخوفك. نحن لا نهدف لتحقيق الكمال هنا، بل نحاول فقط إبطاء الزخم السلبي.