هل يمكن أن يتعلم مولودي داخل الرحم؟

يعدُّ رحمك ملعباً حسياً لطفلك منذ الأسبوع العاشر من الحمل تقريباً، فيبدأ طفلك بالفعل بالتلوي ومدِّ أطرافه الصغيرة. هل تعرفين أنك تستطيعين استغلال هذه الفترة في تربية جنينك وتعليمه؟
«سيدتي نت» التقت بالدكتور محمد أحمد إدريس، طب وجراحة النساء والتوليد، ليطلعك كيف تعلمين طفلك وهو داخل رحمك؟

• قبل الولادة:
تبدأ مهمَّة تربية الطفل على حبِّ القراءة وإدراك أهميتها حتى في فترة ما قبل الولادة، فبحسب الأبحاث السائدة في علم النفس التطوري، فإنَّ سماع الجنين وهو في رحم أمه للسمفونيات الموسيقيَّة والقصص يعدُّ مفيداً لنمو دماغه وتطوره الذهني السريع ولذكائه الحسي. ومن المعروف أنَّ تطور الذهن يسهل لاحقا عمليَّة التعلم وقراءة الأحرف ما يشجع الطفل على حبِّ القراءة، ومن تجربة شخصيَّة مع مرضاي فقراءه القران بصوت مسموع له أثر على سكون وراحة الجنين

• البداية:
ـ خلال تكوين الجنين في بدايات الحمل يستطيع طفلك أن يسمع ويستجيب لصوتك وأصوات أخرى من حوله.
ـ اهتم عدد كبير من الباحثين بدراسة تعليم الجنين في الرحم فإحدى الدِّراسات، التي أجريت على مجموعة من النساء الحوامل، تم تقسيمهنَّ لمجموعتين الأولى أسمعوا الأجنة القرآن الكريم والمجموعة الثانية أسمعوهم موسيقى فكانت النتيجة بعد 3 سنوات أنَّ الأطفال الذين استمعوا إلى القرآن الكريم كانت لديهم قدرة كبيرة على الحفظ، والذين استمعوا إلى الموسيقى كانوا أكثر قدرة على حفظ النوتات الموسيقيَّة.
ـ يرى الخبراء أنَّ الجنين يستطيع قراءة القصص من خلالك، وتكوين قاموس لغوي يساعده بعد الولادة على الكلام مبكراً.

• اللغة:
يكون جنينك مستعداً لتعلم اللغة الأم، وكذلك لغتين إضافيتين تستطيعين تعليمهما له من خلال سماع أفلام أو أغانٍ والتحدث معه بهم.
• المثيرات الخارجيَّة للجنين
ـ من جهة أخرى فإن الجنين ينام ويستيقظ ويأكل ويشرب ويتنفس ويسمع. لذا يجب على الأم أن تتعامل مع جنينها على أنَّه شخص كامل يشعر بالبيئة الداخليَّة والخارجيَّة، وتحافظ عليه كذلك من الأصوات المزعجة، وتربي إحساسه بالموسيقى اللطيفة وتجنبه الصدمات والخبطات غير المتوقعة، وتستمر عمليَّة المتابعة تلك إلى ما بعد الولادة أيضاً.
ـ الطفل يستطيع أن يستمع لصوت أُمه وهو في الرحم، ويبدأ في التعرُّف إلى إيقاعات الكلام، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وبمجرد أن يستمع إلى قطعة موسيقيَّة، سيتذكرها ويتعرَّف عليها بعد الولادة.
ـ وأشار الدكتور إدريس إلى أنَّه من الطبيعي أن تؤثر التغيرات والتأثيرات النفسية والعصبيَّة في نمو الطفل، حيث تؤثر الانفعالات العاطفيَّة للأم على الجهاز العصبي، وبالتالي تفرز مادَّة الأدرينالين، التي تمرُّ من خلال المشيمة إلى الجنين وتؤثر فيه، حيث تزداد حركته، بل إنَّ الأًمهات المكثرات لشرب القهوة والكافين يولد لهنَّ طفلاً عصبياً صعب أن ينام بسرعة.
ـ وقد وجدت علاقة واضحة بين التأثيرات العصبيَّة للأُم وزيادة حركة الجنين وتؤدي انفعالات الأُم العصبيَّة إلى فقدان الشهية وعدم حصولها على التغذية السليمة والراحة الكافية.

• 3 طرق رئيسيَّة يتعلم الأجنة من خلالها:
ـ عن طريق التعرُّض للتجربة، حيث يتعرَّف الأطفال على الأصوات المألوفة والموسيقى، التي يسمعونها في الرحم وتشعرهم بالهدوء بعد الولادة ويهدأ الأطفال أيضاً بالهزِّ والأصوات مثل محركات السيارات؛ لأنَّها قد تذكرهم بالحركة والأصوات في جسمك.
ـ التعلم بالاعتياد على التجربة على سبيل المثال لو كنت تشغلين أصواتاً مزعجة بشكل متكرِّر لجنينك داخل الرحم قد لا تخيفه عندما يكون حديث الولادة.
ـ التعلم من خلال ربط تجربة بأخرى على سبيل المثال لو شغلت مقطوعة موسيقيَّة معيَّنة لجنينك داخل الرحم وأنت تسترخين قد تهدئه نفس الموسيقى بعد الولادة.
ـ خصصي بعد الوقت يوميا أثناء حملك تجلسون فيه جميعاً أنت وزوجك وجنينك وتتحدثان معاً فهو يزيد من عاطفة الجنين لاسميا إن شعر بدفئ وحنان في العلاقة الأسريَّة، كما يحصل الضد في النقيض تماماً.