تحدثي معه بلغة العقل!

هي: رأيي وحدسي هو الصواب
هو: تحدثي بلغة العقل بعيداً عن العاطفة والحدس
2 صور

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

هي: رأيي وحدسي هو الصواب
لست خيالية ولا امرأة حالمة، ولكني أؤمن كثيراً بإحساسي، وبأن الله قد أنعم عليّ بالحاسة السادسة وبُعد النظر، ولكن حبيبي وزوجي عزيز، لا يؤمن بكل ما أقوله، والمضحك بالأمر أنه يستشيرني ببعض الأمور، سواء كانت عائلية أو في عمله، وعندما أجيبه وأنصحه، ينزعج ويغضب ويتهمني بأنني لست واقعية!

الجميل في هذا أن الأيام تمر وترسو الأمور ليس كما تمنى؛ ليكون رأيي وحدسي هو الصواب، ولكن عزيز لا يعترف! زوجي عزيز لديه خمسة إخوة وأربع أخوات، والإخوة جميعاً يعملون معاً تحت ظل أبيهم في شركة استثمارات كبيرة بعدة فروع وتخصصات، وكل أخ مسئول عن جانب من هذه الشركة، عندما كان يشتكي لي عزيز من تدخل الإخوة بعمله؛ كونه العقل المدبر والمحرّك النشيط في الشركة، نصحته في أكثر من مرة أن يطلب من أبيه إسناد مهمات له بصورة رسمية، وتنصيبه في الإدارة كي يضع حدّاً لهذه التدخلات، والتي ينشب عنها التوتر والخلافات، ما إن أتفوه بهذا الرأي، إلّا وأجد عزيزاً غاضباً ومتهمني بأن رأيي هذا سيفرق بين الإخوة، ويخلق بلبلة وحساسية!


بقي الوضع على ما هو عليه، ومرت سنوات وبدون تفاصيل تذكر؛ لأني سأحتاج لمجلدات كي أقصّ فيها أفعالهم، وها هو الآن في قطيعة مع إخوته منذ أعوام بسبب تعنته برأيه الذي أدى به لنتيجة كهذه! عزيز خاف من البلبلة والتفرقة بين الإخوة، وقد حدث ما خاف منه بسبب عدم اكتراثه بما أقول، ألم أنصحه من قبل أن نسكن في بيت منفصل عن أهله؛ كي لا نكون في مواجهة عمل وحياة خاصة على مدار اليوم؟ لم يشأ، وخاف أيضاً من حدوث مشاكل، ولكن بعد إصراري وخروجنا وجد راحته، عندما كان يعود للبيت منزعجاً بسبب أحد إخوته، وأسمعه يتمتم بعبارات هامسة: «أحمد ربي أنه ليس في وجهي الآن»، ألم تكن هذه نصيحتي التي لا يعترف بصحتها؟


من نصحه أيضاً بأن يبدأ بتأسيس شركة مستقلة له وبعمل مختلف لا ينافس الشركة الأم؟ ألم أفعل ذلك؟ كان لدي شعور قوي أن إخوته لن يتركوه في حال سبيله، وسيحاربون نجاحه؛ لأنني ألمح الحسد والغيرة في أعينهم، وكون عزيز طيب القلب ولا يستطيع أن يتصور أن يكون إخوته بهذه الصورة؛ فلن يعترف، أيضاً شاء القدر عندما شبّ الخلاف الكبير بين الإخوة، واضطر عزيز لترك العمل، وجد أن إقناعي له قبل مدّة بالعمل المستقل، فكرة صائبة؛ فلم نتضرّر مادياً بسبب تركه للعمل مع عائلته، مع أن المردود لم يكن بنفس المستوى، ولكننا تمكنّا من العيش بصفاء وراحة بال.


والآن يعود عزيز ويستشيرني بأن والده يريد أن يجمعه بإخوته ويحل الخلاف لتعود المياه لمجاريها، وما هو رأيي؟ بالطبع ليتم الاجتماع والصلح، ولكن يجب أن تدوّن العقود والمهام وتكون كل الأمور مسجّلة رسمياً؛ فحدسي يقول لي كالعادة ما هو الصح.. هل يستمع لي عزيز هذه المرّة برأيكم؟ وكيف أقنعه كي لا ندور في نفس الحلقة من جديد؟
سماح «38– ربّة منزل».

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسماح.

إذا كنتَ زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك؛ فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها؛ فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

هو: زوجتي قارئة الفنجان!
كلنا نعلم عاطفة المرأة ورقة مشاعرها وحساسيتها وكذلك إحساسها، ولكن هل من المفترض أن نعتمد في اتخاذ قراراتنا على الإحساس والعواطف؟ بالطبع لا، سماح زوجتي تتصور أنني يجب أن أتخذ قرارات مصيرية، لا تتعلق فقط بي؛ بل بعائلتي الكبيرة التي تشمل أبي وإخوتي، لمجرد أن حدسها يقول لها هذا، أو إحساسها يقول لها ذاك؟ هل هذا منطق؟


عندما تناقشني ببعض القرارات، تكون معطياتها كلها مبنية على الحدس والإحساس، وأراها تنفعل وتستميت بالدفاع عن هذا الحدس! كيف لي أن أستمع وأنفذ قرارات ليست مبنية على أرضية صلبة، فقط لمجرد أن إحساس سماح الذي تتحدث عنه لا يخيب؟ هل يعقل هذا؟
ربما حدث في بعض الأوقات أن تكون وجهة نظرها صحيحة، وأتفق معها وأتخذ القرار، ليس لأن إحساسها أخبرها؛ بل لأني وجدت بعض النقاط الراسخة التي تجعلني أتخذ ذلك القرار، سماح تعتقد أنني أعاندها ولا أتفق معها، لمجرد أنني أريد عنادها، لكني كما قلت وأصر، إن كان لديها أرضية واضحة تدافع بها عن رأيها وتقنعني؛ فبالطبع أستمع لها.


سماح ساندتني كثيراً، وكانت ولاتزال العمود الصلب الذي أستند عليه، والنافذة المنعشة التي أستنشق منها هواءَ نقياً عندما يضيق بي المكان، لا أستطيع أن أعاندها أو أصدها؛ فأنا متفهم ومقدر جداً حرصها عليّ وعلى راحتي، ولكن يجب عليها أن تكون أكثر موضوعية في حديثها ونقاشها، وتبتعد عن جملتها المعتادة «إحساسي يقول لي»، سماح صاحبة القلب الطيب لم ولن أجد مثل قلبها وحنانها، وأعترف: لولاها ما استطعت تجاوز الكثير من المشاكل مع عائلتي، هذا بسبب دعمها لي ومساندتها، صبرها وتحملها وكذلك تفهمها، لم تحاول أبداً أن تزيدني قساوة على إخوتي عندما شب خلاف بيننا، كانت تنتقدهم وتستاء منهم، لكنها كانت دائماً تذكرني بأننا إخوة، ومهما اختلفنا فسنظل إخوة، أحب كل هذا بسماح، وأحبها أكثر، ولكن إن تحدثنا عن الإحساس والحدس؛ فأنا أشعر وكأنني أبصّر في الفنجان وأطلب استخارة كي أتخذ قراراً ما، وهذا أبعد ما يكون عن شخصيتي وطريقتي في الحياة.


قد يكون الكثير مما تقوله سماح صحيحاً، ولا ألومها عندما تستاء مني أحياناً وتزعل؛ لأني لم أستمع لرأيها من البداية؛ فهي كأية زوجة تفرح عندما يأخذ زوجها برأيها؛ خاصة عندما تدور الأحداث وتنتهي عند توقعاتها وتحذيراتها، لكني أقول ثانية، بأنني لا أعاند ولست ذلك الرجل الذي يرفض الإنصات لرأي زوجته؛ فقد تربيت في منزل أبي الذي كان يستشير أمي في الكثير من الأمور، ولكني لم أسمع من والدتي مرة عن الإحساس والحدس، كانت دائماً تحدثنا بلغة العقل، وتضع أمامنا أمثلة واقعية، إن حاولت سماح أن تناقش بنفس الأسلوب بواقعية وعقلانية بعيداً عن العاطفة والحدس؛ فهل يعقل ألا أستمع لها؟


عزيز «47 – رجل أعمال».


شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لعزيز.